رئيس التحرير
عصام كامل

خريطة تمركز فاجنر في 13 دولة أفريقية بعد تمردها في روسيا.. وخبراء يكشفون مخطط استبدالها بقوات أخرى

فاجنر الروسية، فيتو
فاجنر الروسية، فيتو

 منذ التمرد الفاشل لقوات فاجنر الروسية على موسكو، والأعين تتابع عن كثب مصير تلك القوات ونقلها لبيلاروسيا وكذلك مصيرها في دول أفريقيا وخريطة تواجدها هناك وهل من الممكن أن تستمر بعد وقعتها الأخيرة في موسكو أم سيتم استبدالها بقوات روسية أخرى، أو إحلال قوات أخرى تابعة لبلاد أخرى مكانها.

يذكر أن قوات فاجنر الروسية  البالغ عددها 23 ألف مقاتل منها 15 ألف مقاتل ينتشرون في 13 دولة أفريقية.  

 وبحسب  عدد من المحللين المختصين في الشأن السياسي الروسي، فإن موسكو لن تفرط  في مكاسبها من نفوذ سياسي واقتصادي في افريقيا بسهولة، وتحديدا ما اكتسبته علي يد قوات فاجنر الروسية، كما يستبعد أن مرور الأحداث بوتيرة سريعة يمكن أن يدفعهما للتنازل للصين عن تلك المكانة كبديل أخف وطأة من أمريكا أو أوروبا ، فروسيا ليست بتلك السذاجة التي تجعلها تضحي بكل ما بنته في الأعوام الماضية، فهي هدفها الشاغل تثبيت قدمها في القارة الأفريقية وليس الخروج منها.

خريطة تمركز قوات فاجنر في أفريقيا 

وبحسب التقارير الاستخباراتية، فإن قوات فاجنر الروسية تتمركز في ليبيا وأفريقيا الوسطى ومالي ومدغشقر والسودان وموزمبيق وغينيا وغينيا بيساو والكونغو الديمقراطية وأنغولا وزيمبابوي وتشاد وبوركينا فاسو.

 وتقوم تلك القوات في هذه الدول بمهمة تدريب القوات الحكومية لدعم الحكومات ضد حركات التمرد كما في إفريقيا الوسطى أو ضد الحركات الإرهابية كما في مالي، كما أنها تقوم بجانب ذلك بالعمل علي أنشطة استثمارية خاصة أنها تصطحب معها خبراء ومستثمرين في التنقيب والتعدين وتجارة الأخشاب، وهو ما يستغله خصوم روسيا في تحريض شعوب تلك الدول، وتقديم فاجنر على أنها أتت لتسلب ثرواتهم.

قائد فاجنر 

بديل قوات فاجنر في روسيا

وبشأن القوات التي يمكن أن تحل محل فاجنر الروسية في أفريقيا تقع العين علي الصين، حيث قال جاسم مطر أحد الخبراء في الشؤون الدولية بحسب شبكة وقناة “سكاي نيوز”، فإن فاجنر أعادت لروسيا نفوذها الضائع منذ انهيار الاتحاد السوفيتي  في القارة، وعلى الرغم من ذلك ومع تطور الأحداث أصبحت الآن شوكة في ظهرها، ولا يمكن الوثوق بها، وأصبح هناك 13 دول ارتعدت فور وقوع خلاف بين موسكو وفاغنر، كونها تعلم مستقبل الشركة في أراضيها.

اقرأ ايضا: باحث يوضح مصير قوات فاجنر بأفريقيا بعد تمردها في روسيا

وتوقع مطر تجهيز بديل روسي ليحل محل 15 ألفا من قوات "فاغنر" أمر صعب الآن على روسيا بسبب الحرب الأوكرانية، بينما في نفس الوقت، موسكو لن تكون مطمئنة إن تركت فراغا وورثته الولايات المتحدة وأوروبا مثلما كان في القرن 20.

 السيناريو الأكثر منطقية محل قوات فاجنر 

أما قبولها بدخول الصين فهو السيناريو الأكثر منطقية، خاصة إذا تمت تفاهمات تجارية بين البلدين، وما يهم البلدين هو تأمين تجارتهما، وتأمين استخراج المعادن الثمينة التي يبحثان عنها في مناجم إفريقيا، فالصين بدورها تهتم بنشر نفوذها في القارة، وحماية تجارتها البالغة 200 مليار دولار سنويا.
أما الدول التي تتمركز بها قوات "فاغنر"، فلا يهمها جنسية البديل، لكن ما يهمها الحفاظ على أمنها وسلامة أنظمتها.

توافق صيني روسي محتمل بعد تمرد فاجنر

وبحسب “سكاي نيوز” نقلا عن مازن  حسن، الخبير في الشؤون الصينية، أسباب أهمية إفريقيا للصين، وانعكاس هذا على احتمال توسيع نفوذها العسكري: فإن إفريقيا قارة مهمة للاقتصاد الصيني، وبها عدد كبير من العمالة الصينية التي تحتاج إلى التأمين، والوجود العسكري الصيني الحالي في القارة هو قاعدتها في جيبوتي، ورغم أنها لا تسعى لنفوذ عسكري واسع، لكن قد تدفعها الظروف لتوسيعه لحماية نفوذها الاقتصادي.

وفي حال  تلاشت قوات "فاغنر" في القارة، فقد يحل محلها بديل أمريكي، وهذا ما لا تريده الصين التي استطاعت خلال السنوات الأخيرة تأمين استثمارات في مناجم معادن ثمينة (مثل الكوبالت والليثيوم) تستغلها في "حرب الرقائق الإلكترونية" الدائرة بينها وبين واشنطن، وغيرها من صراعات تجارية.

 وعلي الرغم من أن روسيا والصين على وفاق،  الا انه خلال فترة نفوذ "فاغنر"  استفادت الصين من ذلك، بل وزادت قوتها الاقتصادية، ويمكننا القول إن "فاغنر" كانت في الخفاء نقطة تأمين مصالحهما، ورجوع الولايات المتحدة وأوروبا لمناطق نفوذهما في القارة خطر شديد على البلدين، متوقعا  حدوث اتفاق بين البلدين لتأمين بديل يحمي مصالحهما؛ منعا لعودة السيطرة الغربية.

وسبق وأن سلطت “فيتو” الضوء علي مصير فاجنر في أفريقيا بعد تمردها في روسيا، وخاصة بعد كثرة التساؤلات  حول مصير تلك القوات القاطنة في افريقيا وخاصة في ليبيا ومالي والكونغو.

وقال محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن مجموعة "فاجنر" الروسية استطاعت أن تحقق الكثير والكثير لموسكو في المحيط الخارجي وخاصة في الدول العربية والإفريقية التي تشهد صراعات سياسية وعسكرية، إذ تحولت من شركة عسكرية خاصة إلى أداه في يد الكرملين تحقق بها مكاسب سياسية وعسكرية في الخارج.

وأوضح أن  الصدام الأخير بينها وبين الجيش الروسي أمر متوقع وخاصة بعد أن أصبحت مجموعة فاجنر ذات تأثير كبير في المحيط الخارجي وشكلت علاقات ومصالح مع عدد كبير من الدول والكيانات، واستطاعت أن تعمل في بعض المناطق بشكل منفرد وخاصة أن وزارة الدفاع الروسية تعاملت معها في الفترة الأخيرة على أنها غير مؤثرة.

وتابع رئيس مركز العرب أن خلافات فاجنر مع الجيش الروسي، تدعم بشكل مباشر من أجهزة استخبارات دولية، إذ أن هذا الخلاف سوف يساهم في إضعاف الدور الروسي في أفريقيا وكذلك الحرب على أوكرانيا.

بوتين

وعلى الرغم من قوة تأثير مجموعة فاجنر، فهي ليست بديلة عن الجيش الروسي هي فقط أداة يستخدمها الجيش الروسي في شكل شركة أمن خاصة حتى لا يصطدم مع القانون الدولي ولذلك أتوقع أن يتخذ بوتين إجراءات صارمة ضد قوات فاجنر قد تصل إلى استبدالها،ولكن هذا الأمر يتم بحذر شديد ومن خلال تعامل استخباراتي مع بعض قيادات الصف الثاني والثالث في المجموعة.

وعن السيناريوهات المحتملة لمجموعة فاجنر في ليبيا والكونغو ومالي فإن مستقبل مجموعة فاجنر يرتبط كليا وجزئيا بمدى ولاء القيادات لرئيس المجموعة، فالمجموعات التي تشارك في صراعات في أفريقيا وخاصة وليبيا والكونغو ومالي أصبح لهم تمركز كبير في تلك البلاد، ولذلك أتوقع أن يبقى المشهد مرهون بمدى قدرة تلك المجموعات على تحقيق أهدافها في الدول التي تعمل فيها ولذلك إذا خسرت سوف تعيد النظر في نشاطها الخارجي.

اقرأ أيضا: كواليس جديدة في تمرد فاجنر وحقيقة وجود مخطط روسي لتصفية بريجوجين


وفي حال حسم مجموعة فاجنر أمرها في مساندة بعض الدول الإفريقية في صراعها السياسي والعسكري فسوف تبقى المجموعة في بلدان القارة الإفريقية ولكن من خلال آليات عمل جديدة تستند على شبكات المصالح التي تحققها المجموعة مع الدول والحكومات وخاصة إذا انخرطت في تحقيق مصالح اقتصادية لمسانديها

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية