ترأست الهلال الأحمر خلال حرب أكتوبر، الذكرى الثانية لرحيل أم الأبطال جيهان السادات
السيدة جيهان السادات، ولدت لأب مصرى وأم إنجليزية، ولعبت أدوارا سياسية ومجتمعية متعددة بعد زواجها من الرئيس الراحل أنور السادات حتى انها لعبت دورا قويا فى إنصاف المرأة فى مصر بعملها على إصدار بعض القوانين الأسرية مثل قانون الأحوال الشخصية وقانون تنظيم الاسرة حتى اطلق عليها قوانين جيهان السادات.
تزوجت السيدة جيهان السادات من الضابط أنور السادات وعمرها 16 عاما وكانت الزيجة الثانية له وتحكي عن بدايتها معه فتقول: "قابلته لأول مرة في منزل ابن عمي بالسويس عام 1948 واحببنا بعضنا البعض وتمت خطبتنا، فقد وجدت به رجل سيكون المستقبل معه بالرغم من أن صديقاتى حين شاهدوه قالوا اكبر منك وليس جميلا قلت سأتزوجه لما لديه من قيم ومبادئ، وتم زواجنا وانجبنا ثلاث بنات لبنى، نهى، جيهان وابن واحد هو جمال.، وزوجي كان حياتي كلها وضاع منى فى لحظة غادرة".
وعلى مدار أحد عشر عاما هي فترة حكم السادات كانت جيهان هي السيدة الأولى وقيل إنها كانت تحكم وتقرر من وراء الستار، وان كان الكاتب أنيس منصور قد نفى عنها ذلك وقال إنها ليس لها شأن بالسياسة وأن السادات لم يكن ليقبل ذلك.
صاحبة تأثير طاغ
كما وصفها الكاتب أحمد بهاء الدين بأنها شخصية غير عادية لها تأثير طاغى على من حولها مهما كان، فهى ليست سيدة جميلة وذكية فحسب بل تتميز بعدد من الصفات التي تكسب بها الناس بسهولة شديدة لا تقاوم، جمعت في تكوينها بين الأبهة والفخامة والأمزجة الشعبية الصحيحة والتواضع والبساطة.
تدريس بالجامعات الأجنبية
وحصلت جيهان السادات على ليسانس الآداب بجامعة القاهرة وماجستير في الأدب المقارن ثم الدكتوراه، وبعد اغتيال السادات على يد الجماعات الإسلامية عملت بالتدريس بجامعة القاهرة والجامعة الأمريكية وعملت أستاذا زائرا ببعض الجامعات في الولايات المتحدة.
وعن اغتيال زوجها الراحل أنور السادات يوم الاحتفال بنصر أكتوبر عام 1981، قالت السيدة جيهان السادات: هذا قدره، ووفاته وسط أبنائه وفي يوم نصره يشعرنا بالفخر لأنه أمر لا ينسى. لو أنه توفي في أي يوم عادي كان من الممكن نسيانه بالتدريج، بينما وفاته في هذا اليوم جعلت ذكراه محفورة في ذاكرة كل المصريين والعرب.
عند قيام حرب أكتوبر 73 كان للسيدة جيهان السادات دور رائد وعظيم فى رعاية جرحى الحرب ودعمهم، فترأست الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم المصري لرعاية جرحى الحرب بالمستشفيات والتخفيف عنهم، وعملت على إنشاء مركز للعناية بالمعوقين بعد تزايد أعداد مصابي الحرب، ومركز تدريب لمساعدة المحاربين القدامى المصابين بالعجز لكي يعودوا إلى المجتمع كمنتجين، كما أنشأت مدينة الوفاء والأمل للمعوقين وأصحاب العاهات ولقبت بأم الابطال.
وصية جيهان السادات
وأصيبت السيدة جيهان السادات بالمرض لمدة عام ولما اشتد عليها المرض طلبت من الرئيس عبد الفتاح السيسى ان يسمح لها بأن تدفن بجوار زوجها الرئيس الراحل أنور السادات عند النصب التذكارى للجندى المجهول.
وتعليقا على حالتها الصحية قال نجلها جمال السادات: ان والدته كانت مقاتلة حتى آخر لحظة فى عمرها وخضعت للعلاج الكيماوى لمدة ستة اشهر، ثم خضعت لعملية جراحية صعبة بل خطيرة نتيجة لاصابتها بالسرطان فى هذه السن وكان كل أملها ان تعيش باقى عمرها بشكل آمن.
تكريم رئيس الجمهورية
وعندما رحلت فى 9 يوليو 2021 خرجت السيدة جيهان السادات فى جنازة عسكرية ودففنت بجوار الرئيس الراحل انور السادات، وأهداها الرئيس السيسى وسام الكمال وأطلق اسمها على أحد محاور القاهرة الجديدة وهو محور الفردوس.
جيهان نموذج للمرأة المصرية
كما نعتها رئاسة الجمهورية ببيان قالت فيه ( قدمت جيهان السادات نموذجا للمرأة المصرية فى مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخى فى حرب أكتوبر المجيدة الذى مثل علامة فارقةً في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة).
سيدة من مصر
وضعت جيهان السادات عدة مؤلفات منها كتاب "سيدة من مصر" الذى يحتوي على مذكراتها وقصص تجاربها من خلال العمل السياسي كقرينة للرئيس السادات، وكتاب " أملي في السلام " الذى نشر عام 2009 وهو عبارة عن تحليل ورؤي سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود
