أمريكا تتراجع.. "كيري" يقدم دعمًا صريحًا للجيش المصري.. نيويورك تايمز: وزير الخارجية يقدم أكبر دعم للحكومة الانتقالية.. واشنطن بوست تؤكد على العلاقة المميزة بين المؤسستين العسكريتين في القاهرة وواشنطن
اعتبرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست" الأمريكيتان تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن "الجيش المصري لم يقم بانقلاب ولكنه تدخل لاستعادة الديمقراطية" دعما صريحا للمؤسسة العسكرية المصرية، منتقدتين في الوقت ذاته اختيار باكستان للإدلاء بتصريحات من هذا النوع كونها شهدت عدة انقلابات عسكرية.
فقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن تصريحات كيري تشكل أكبر تأييد من قبل الولايات المتحدة للجيش والحكومة الانتقالية في مصر حتى الآن وإن لم يكن متوقعا أن يأتي على هذا النحو.
وأوضحت الصحيفة- في تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت اليوم الجمعة- أن تصريحات كيري تتماشى مع تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي أكد بدوره مرارا على أن التدخل الجيش جاء بدافع وطني لتغيير المسار الذي كانت تمضي إليه البلاد وتلبية لنداء الشعب الذي طالب برحيل الرئيس السابق محمد مرسي.
ورأت الصحيفة أن تجنب الإدارة الأمريكية توصيف ما حدث في مصر بانقلاب عسكري بل والقول بأن التدخل كان لاستعادة العملية الديمقراطية - كما جاء على لسان كيري - استهدف الحفاظ على إرسال مساعدات مالية وعسكرية الأمريكية لمصر التي حذر مسئولون أمريكيون من أن منعها سيؤدي بالبلاد لمزيد من الفوضى ويقوض قدرتها على تخطي الأزمات الراهنة.
على صعيد آخر، انتقدت "نيويورك تايمز"اختيار كيري لباكستان للإدلاء بهذه التصريحات، قائلة:"من الغريب أن يقول كيري للعالم إن ما حدث في مصر لم يكن انقلابا عسكريا من داخل بلد شهد أربعة انقلابات منذ خمسينيات القرن الماضي".
من جانبها، استهجنت صحيفة" واشنطن بوست" الأمريكية اختيار باكستان باعتباره سيسهم في تعزيز نفوذ الجيش الباكستاني والإضرار بالأوضاع السياسية داخل باكستان.
وقالت الصحيفة:"ليس من الغريب أن يقلل وزير الخارجية الأمريكية من تدخل الجيش في مصر لعزل محمد مرسي نظرا للعلاقات الطيبة التي تجمع بين المؤسستين العسكريتين في مصر والولايات المتحدة وأهمية المساعدات التي ترسلها واشنطن إلى مصر في مساعدة الأخيرة على الحفاظ على استقرارها الاقتصادي ولو بشكل نسبي.
وأضافت: " لكن ما كان له وقع المفاجأة في حديث كيري هو أن يكون من قلب العاصمة الباكستانية إسلام آباد فمن المفترض أن يكون الجيش الباكستاني آخر من تريد الولايات المتحدة أن يعتقد بأن واشنطن ستدعمه إذا ما انقلب على النظام الحاكم.
وأوضحت الصحيفة أن باكستان لديها سجل حافل في الانقلابات العسكرية على حكومات منتخبة.. مشيرة إلى أنه في عام 1999 تم تنصيب برويز مشرف القائد العسكري حينذاك رئيسا للبلاد بعد انقلاب عسكري أثار غضب واشنطن.
ولفتت إلى أنه برغم غضب واشنطن إلا إنها اضطرت -لاسيما بعد هجمات الـ11 من سبتمبر 2001- إلى العمل مع الحكومة الباكستانية كانت ديمقراطية أم لم تكن لمواجهة خطر تنظيم القاعدة والعناصر الإرهابية.
وتابعت تقول:"منذ حينها، صارعت واشنطن طويلا من أجل عقد توازن بين رغبتها في إعادة باكستان إلى مسار الديمقراطية وبين حاجتها الماسة للحفاظ على علاقاتها مع الجيش الباكستاني وتعاونها معه على صعيد القضايا الأمنية".
ورأت الصحيفة أن باكستان تشكل معضلة حقيقية لواشنطن حيث تتضارب المصالح مع المبادئ التي تتشدق بها واشنطن وستظل هذه المعضلة قائمة بل وربما تزداد وضوحا مع استئساد الجيش الباكستاني ورغبته في التدخل في المعترك السياسي.
وخلصت الصحيفة - في ختام تقريرها - إلى أن تصريحات كيري حتى وإن خدمت مصالح الولايات المتحدة في القاهرة لكنها لن تجدي نفعا في حل المعضلة الباكستانية.