علي جمعة يكشف حكاية صحابي عثر على جوهرة كسرى وسلمها لقائده
صاحب الحق، استدل الدكتور علي جمعة، المفتى السابق للجمهورية، على عظمة أمة الإسلام الأولى، من خلال حكاية صاحب الحق، أو الصحابى الذي وجد جوهرة تاج كسرى فسلمه لقائد جيش المسلمين آنذاك سعد بن أبى وقاص، وبرغم ثيابه البالية، لكنه لم يفكر في أخذ ما وجده بالصندوق.
الصحابي صاحب الحق في الإسلام
وعن صاحب الحق، أكد علي جمعة أنه عُرف في الروايات الإسلامية بفعله ولا يعرف أحد اسمه، موضحًا أن الرجل كان يريد الجهاد في سبيل الله، وعرف أنه ليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت، فقد أخرج الدنيا من قلوبه، متسائلًا "فما الذي حدث في زماننا".
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة، عبر حسابه بالفيس بوم، عن صاحب الحق "نحاول أن نتأمل في واقعة أيام عزة المسلمين وتفوقهم لنعلم مدى ابتعادنا عن مصدر عزتنا. إنها واقعة «صاحب الحق» وصاحب الحق رجل لا نعرف اسمه، كان في إحدى المعارك مع الفرس، وقد عرف أن الغلول [وهي سرقة شيء من الغنائم] حرام، وأن كل ما وجد من مال فعليه أن يسلمه إلى القائد".
وتابع الدكتور علي جمعة حكاية صاحب الحق فقال: "وكان القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، وجاء الرجل وسلم علبة، هذه العلبة كانت فيها جوهرة التاج، وهي أعلى جوهرة في الأرض، تاج كسرى، وما أدراك ما كسرى حينئذ؟"
وقال علي جمعة: "إيوان كسرى كان طوله أكثر من ثمانمائة متر، تدخل من أوله فتأخذك الهيبة، حتى إذا وصلت إلى عرشه سجد له المعظمون له، فمالكم بتاجه الذي على رأسه وجوهرته؟".
سر عدم مصافحة صاحب الحق لقائده
وأضاف علي جمعة قائلًا: "سلم الرجل الجوهرة إلى خيمة القائد، فتح سعد هذه العلبة فوجد فيها تلك الجوهرة النفيسة، وتعجب أن يكون أحد من البشر يرى هذا ولا يخفيه، فأمر بإحضار الرجل، فجاء الرجل وهو يقبض على ثيابه بيديه"
وتابع جمعة حكاية صاحب الحق فقال: "وتعجب سعد المفترض أن يدخل فيسلم أو يصافح القائد، لكن الرجل كان منشغلا بثيابه البالية عن مصافحة سعد، فقال له سعد: أبيدك شيء؟ قال: لا، إنما أنا أستر عورتي، يخاف أن يترك ثيابه حتى لا تظهر عورته."
وتساءل الدكتور علي جمعة: "فلماذا سلم هذا الرجل الفقير تلك الجوهرة الثمينة ؟ لأنه كان يتذكر الله رب العالمين، ويعلم أن فعله إنما هو جهاد في سبيله لا من أجل دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، ولا أرض يضمها إلى أرضه، ولا سلطان يتوخاه ويبتغيه، إنما هو الجهاد في سبيل الله، الذي عرف أنه ليس بينه وبين الجنة إلا أن يموت به وبإخوانه النبلاء فتحت الأرض على مراد الله؛ لأنهم أخرجوا الدنيا من قلوبهم، فما الذي حدث في زماننا ؟"
أمة الإسلام الوسطية والشاهدة
يقول الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾. وقال سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.
وقال الدكتور علي جمعة "فأمة الإسلام هي الأمة الشاهدة، وهي الأمة التي تحملت تكاليف الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا فسد المسلمون وتركوا ما كلفهم الله به من مهام لإصلاح الأرض فسدت الأرض".
وأضاف علي جمعة: "لقد فطن المسلمون الأوائل لهذه المهمة، وكانت تلك الصورة واضحة عندما بينها ربعي بن عامر، بكلمات قلائل حينما سأله رستم قائد الفرس: ما أنتم؟ فأجابه بقوله: «نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام».
مسئولية المسلمين ووظيفتهم على الأرض
وتابع علي جمعة "فترتب على المسئولية التي تحملها المسلمون والنور الذي منحه الله إياهم، تحديد وظيفتهم على الأرض، وهي إنقاذ البشرية، ونقلها إلى طريق الله وإخراجها من الظلمات إلى النور، فإذا ترك المسلمون وظيفتهم وفسدوا والعياذ بالله، فسد العالم تبعًا لهم؛ وذلك لأن معهم النور الذي سيضيء الطريق للناس، فإذا أظلموا وانطفأ النور الذي معهم فمن يضيء الطريق بعدهم، ولكن الله متم نوره، قال تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.
وتساءل علي جمعة "أين أمة الإسلام؟ كان ينبغي أن نكون في أعلى قمة الهرم، فهي تمتلك الكنز الذي لا تنتهي عجائبه ولا يخلق عن ثرة الرد، ونحاول أن نتأمل في واقعة أيام عزة المسلمين وتفوقهم لنعلم مدى ابتعادنا عن مصدر عزتنا"
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.