3 سنوات على رحيل رجاء الجداوي، كلفها عبد الناصر بتدريب العارضات المصريات وظلت رمزًا للأناقة
رجاء الجداوى، هى السيدة الأنيقة التى عملت مانيكان وعمرها أقل من عشرين عاما، قدمت أول أدوارها فى السينما فى فيلم “غريبة” وبعده “دعاء الكروان ” فكانت الفنانة أمينة رزق الأم الأولى فى حياتها، عاشت مشوارها رمزا للشياكة والأناقة، وربطتها علاقة خاصة بالفنانة تحية كاريوكا خالتها فى نفس الوقت، ورحلت فى مثل هذا اليوم عام 2020 متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا.
ولدت الفنانة نجاة الجداوى الشهيرة بـ رجاء الجداوى عام 1938 بالإسماعيلية، وتعلمت فى المدارس الفرنسية التى أتقنت لغتها بجدارة، وقامت الراقصة تحية كاريوكا بتربيتها ورعايتها وهى صغيرة بعد طلاق والدتها من والدها وفازت بلقب ملكة جمال القطن مما أهلها للعمل كعارضة أزياء حتى أصبحت أشهر مانيكان فى مصر.
مسابقة سمراء القاهرة
حول اتجاهها للعمل كـعارضة أزياء قالت الفنانة رجاء الجداوي: حدث أن ذهبت مع أمى إلى حديقة الأندلس لمشاهدة مسابقة سمراء القاهرة، وأثناء جلوسنا فى مقاعد المتفرجين استبعدت لجنة التحكيم كل المتسابقات لأنهن لم يكن على المستوى المطلوب ووقع الاختيار عليَّ أنا، وشاءت الأقدار أن يكون من بين جمهور الحفل مصمم الأزياء العالمى بيير مسكاردان الذى عرض على العمل معه عارضة الأزياء، وفى نفس الوقت كان بين الحضور المخرج هنرى بركات الذى عرض على فيلم "دعاء الكروان"، وبدأنا التصوير وتوالت بعد ذلك الأدوار وكانت كلها أدوارا ثانية.
شاركت رجاء الجداوى فى عرض ازياء يروج للقطن المصرى فى الهند عام 1961 وعند تكريمها فى مارس عام 2019 اكدت ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان لديه رغبة ألا يمثل مصر فى الخارج إلا من يحمل الجنسية المصرية، وبالصدفة تزامن عرض أزياء يروج للقطن المصرى مع حضور الرئيس جمال عبد الناصر إلى الهند في زيارة رسمية وحينما اكتشف بالصدفة أن رجاء عارضة الأزياء المصرية الوحيدة فى المسابقة إلى جانب أجنبيات فى الوفد المصرى كلفنى بتدريب عارضات أزياء مصريات يمثلن البلاد فى المحافل الدولية وكانت البداية عام 1969.
أول دور سينمائي فى غريبة
اختارها المخرج عبد العزيز جاد الذى كان مساعدًا لأحمد بدرخان في فيلم "غريبة" بطولة نجاة الصغيرة لتمثيل دور شقيقة أحمد رمزي في الفيلم فكان فيلم "غريبة" هو بوابة رجاء الجداوى إلى عالم الفن، ثم توالت بعدها أعمالها الفنية، ومن أشهر الأعمال التى شاركت فيها فيلم دعاء الكروان حيث جسدت شخصية خديجة ابنة المأمور، ثم برعت فى تقديم دور السيدة الارستقراطية حتى أطلق عليها النقاد أشيك سيدة فى مصر لتضع قدمها على سلم النجومية.
وتعرضت والدة رجاء الجداوى للطلاق بسبب عمل شقيقتها الراقصة تحية كاريوكا بالفن، وأخذت تحية رجاء وشقيقها فاروق لتربيتهما وعمرها ثلاث سنوات.
قدمت رجاء الجداوى مجموعة من الأدوار فى السينما المصرية لكنها جميعها بعيدة عن أدوار البطولة ومن أهم أفلامها: إشاعة حب، موعد على العشاء، عصابة حمادة وتوتو، حلاوة الدنيا، البيه البواب، حدوتة مصرية.
البداية السينمائية
وتحكى رجاء الجداوي عن ظروف عملها بالسينما فتقول: جاءتني أول فرصة فى المجال الفنى عندما كنت أسير فى شارع فؤاد أبحث عن هدية لأقدمها لوالدتى فى عيد الأم، ولاحظت رجلًا يتتبعنى ـ عبد العزيز جاد مساعد المخرج ـ وفى ذلك الوقت كنت خوجاية في شكلى ولغتى العربية المكسرة، وعندما سألته عن سبب تتبعه لى قال: تشتغلى فى السينما؟ وإن الأستاذ أحمد بدرخان يبحث عن بنت صغيرة تلعب دور شقيقة أحمد رمزي فى فيلم "غريبة" ثم قابلت الأستاذ بدرخان في اليوم التالى وتعاقدت على الدور.
وحصر المخرجون رجاء الجداوى فى الأدوار الثانوية التي برعت فيها ودامت فى أفلامها فى دور الأم أو السنيدة وحرمت من أدوار السندريلا، تدافع رجاء عن نفسها فى ذلك وتقول: ولأن شكلى كان أرستقراطيا ولغتى العربية سيئة اضطروا لإعطائى دروسا فى الإلقاء، كما أن مواصفات سندريلا السينما فى ذلك الوقت كانت يجب أن تعبر عن ملامح الفتاة المصرية التى يتمناها أى شاب مصرى وملامحى الأرستقراطية لم تؤهلنى لأن أكون سندريلا أو بطلة فانشغلت بعروض الأزياء والسفر خارج مصر، ثم أثبت بعد ذلك أنى قادرة على أداء أدوار بجلباب ومنديل بأوية وبنت البلد عموما.
لعبة النسيان نهاية المطاف
اتجهت رجاء الجداوى إلى الدراما فبدأت بمسلسل القاهرة والناس حيث رشحها المخرج محمد فاضل وتبعته مسلسلات: عائلة الحاج متولى، تامر وشوقية، لعبة النسيان الذى كان آخر أعمالها حيث أصيبت بفيروس كورونا أثناء تصوير المسلسل.
وفي المسرح قدمت بعض الأدوار من أشهرها دورها فى مسرحية الواد سيد الشغال مع الزعيم عادل إمام الذى امتد عرضه أربع سنوات.
لقاء حارس المرمى حسن مختار
تزوجت رجاء الجداوى من لاعب الكرة حسن مختار حارس مرمى الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق، وعاشت حياة مستقرة وأنجبت ابنتها الوحيدة أميرة، وتحكى رجاء الجداوى عن زواجها وبداية الارتباط فتقول: فى عام 1970 كانت خالتى تحية كاريوكا تعرض مسرحية "روبابيكيا" بالسودان وكنت معها وتصادف وجود الفريق القومي لكرة القدم المصرى بنفس الفندق، وتبادلنا الإعجاب وآخر يوم قبل سفرنا طلب صورتى فأعطيتها له وفوجئت بأن الفريق سافر معنا إلى القاهرة على نفس الطائرة، واقترب منى وجلس بجوارى، وفجأة قال لى: تتجوزينى.
حياة عائلية هادئة
وتابعت رجاء الجداوى:التقينا بالقاهرة واشترينا دبلتين وذهبنا إلى والدتى التى كانت من أعظم مشجعى النادى الإسماعيلى وكانت برغم مرضها حريصة على مشاهدة كل مباريات الإسماعيلى، قابلته ورحبت بحسن وأخبرتها أنه يريد الارتباط بى وتم عقد القران، وليلة الزفاف ارتديت جيب وبلوزة سواريه استعرتها من سهير البابلى وما زلت محتفظة بها حتى الآن، وأنجبت ابنتى الوحيدة أميرة، وعشنا حياة عائلية هادئة سعيدة لأني أحرص على أن أعيش الواقع، وتعودت على أخلع رداء النجومية على باب البيت.