رئيس التحرير
عصام كامل

فيلم البعبع، حبكة كوميدية عائلية كان ينقصها القليل من الإبداع

بوستر فيلم البعبع،
بوستر فيلم البعبع، فيتو

نادرًا ما تكون الإيرادات معبرة عن جودة الأفلام في موسم سينمائي معين، وهو الأمر الذي ينطبق على الموسم السينمائي الحالي، موسم عيد الأضحى، حيث شهدت منتصف القائمة ترتيب غير صحيح، ففي المركز الثاني جاء فيلم “تاج” وفي المركز الثالث جاء فيلم “البعبع”.

 

وفي تلك الحالة كان من المفترض أن يكون الترتيب بالعكس، بحيث يحتل فيلم “البعبع” المركز الثاني و"تاج" الثالث، حيث إن “البعبع” أفضل كثيرًا من “تاج” وشهد الفيلم ميلاد جديد لأمير كرارة في منطقة جديدة عليه إلى ما حد، إختبار نجح فيه أمير كرارة وقدمه بشكل جيد.

 

ولكن لماذا يستحق “البعبع” المركز الثاني؟

 

في البداية فإن “بيت الروبي” هو أفضل أفلام العيد، لذلك فهو يستحق أن يكون الأول، ولكن لماذا “البعبع” ثانيًا؟ بشكل مبسط لأنه هو الفيلم الأفضل في الثلاثة الآخرين، وذلك يعود إلى عدة أسباب سنذكرها في السطور التالية

 

عيوب ومميزات القصة

تعتبر قصة الفيلم جيدة إلى حد كبير ولكنها شهدت بعض القصور أحيانًا، وذلك بسبب الاستسهال في بعض التفاصيل، فقصة الفيلم تدور حول المجرم “سلطان البعبع” الذي يقوم بدوره أمير كرارة، والذي يقوم بعمليات إجرامية مستعينًا بصديقه “سعادة” الذي يقوم بدوره محمد أنور، ويستخدمه في كل مرة ككبش فداء للخروج من الأزمات التي يتعرض لها، ومنها المرة الأخيرة التي يغدر به أيضًا، ويتورط “سلطان” في مشكلة مع أحد العصابات التي يتزعمها باسم سمرة، ويتفاجأ في نفس الوقت بأن لديه طفلين توأم من زوجته السابقة، ويقابل الدكتورة الصيدلانية “سلمى" التي تقوم بدورها ياسمين صبري فيحاول إستخدامها هي الأخرى للتخلص من أطفاله وإعادتهم إلى خالتهم، ويلجأ لصديقه “سوكا” الذي يقوم بدوره محمد عبد الرحمن لمساعدته في الخروج من أزمته.

الحبكة رائعة وجيدة ولكن في مشاهد كثير تم استسهال الأمر وظهرت بعض الأمور غير منطقية، وكان من الممكن أن تظهر بشكل أفضل لو كان تم كتابتها بشكل أهدى، خاصة وأن مدة الفيلم ليست كبيرة، لذلك كان من الممكن أن يتم إضافة مشاهدة أكثر لتهدئة وتيرة الأحداث ولإعطاء المشاهد فرصة للانسجام أكثر والغوص في تفاصيل القصة.

ولكن على الرغم من هذه العيوب إلا أن قصة الفيلم كمجمل رائعة، وهو فيلم عيد مناسب جدًا به جرعة كبيرة من الكوميديا، وقصته وأحداثه وإفيهاته مناسبة لجميع فئات الجمهور ويصلح للمشاهدة العائلية.

 

تغيير جلد

على جانب أخر فإن أمير كرارة نجح في اختباره الأول في الكوميديا، فعلى مدار السنوات السابقة كان أمير كرارة يركز على الأعمال الجادة، خاصة في الدراما، حتى أخر أفلامه “كازابلانكا” منذ عدة أعوام، كان يقدم شخصية جادة، ولكنه هذة المرة يقدم شخصية كوميدية، فـ “سلطان البعبع” مجرم ولكنه كوميدي، وكون ثنائية رائعة مع الطفل الصغير جان رامز وكانت مشاهدهما أكثر المشاهد الكوميدية في الفيلم.

أمير نجح في الاختبار الكوميدي إلى حد كبير، حتى أن بعض المشاهدين على مواقع التواصل الإجتماعي طالبوه بتكرار التجربة والتركيز مع الكوميديا قليلًا، حيث اختلف أداء أمير في الفيلم وكان أخف من مرات كثيرة سابقة، وربما مع سيناريو به جرعة أكبر من الكوميديا يظهر أمير كرارة قدرات أخرى.

 

جرعة كوميديا كبيرة

الفيلم ينتمي إلى نوعية الأفلام الكوميدية، على الرغم من وجود أكشن به، فهو يضم مجموعة كبيرة من نجوم الكوميديا، على رأسهم باسم سمرة، محمد محمود، محمد عبد الرحمن توتا، محمد أنور، وينضم لهم أمير كرارة في تجربة كوميدية أولى كاملة نجح فيها.

لذلك فإن معظم مشاهد الفيلم كوميدية، وتركيبة الشخصيات كانت سببا أساسيا في هذه الكوميديا، فقد أدى كل فنان شخصية جديدة عليه، باستثناء محمد محمود الذي كان دوره قصيار جدًا وشخصيته تقليدية وقدمها من قبل، وهي شخصية زعيم العصابة الشرير الكوميدي بتركيبتها العادية.

 

 

جان وتيا

يمكنك أن تضيف للقائمة السابقة الطفل جان رامز الذي كان مفاجأة الفيلم، حيث ظهر وكأنه ممثل كوميدي محترف ومثل الكثير من الأعمال السابقة، فقد قدم الطفل شخصية ابن أمير كرارة بشكل كوميدي جدًا، وكان ندًا له في كل المشاهد التي جمعتهما في الفيلم، ونجح في إضحاك الجمهور، ربما كان أكثر من أضحكهم، إضافة إلى نجحه في تقديم التراجيديا عندما تحولت شخصيته في أخر الفيلم وقدم مشهدا من أجمل المشاهد.

أما الطفلة تيا، التي لم تكن شخصيتها كوميدية وكانت تميل أكثر للعقلانية والهدوء، فقد نجحت هي الأخرى في شخصيتها ولم تكن أقل من جان، وربما ظلمتها أحداث الفيلم لأن مشاهدها أقل، ولكنها في مشاهدها نجحت في تقديم شخصيتها بشكل رائع ونالت إاستحسان الجمهور.

ووجود طفلين في العمل كان عامل جذب لعدد كبير من الجمهور، خاصة الأطفال والعائلات.

 

أوفر الدكتورة سلمى

لم تكن ياسمين صبري على المستوى المطلوب في الفيلم، ربما ظلمها الدور الذي لم يكتب بشكل جيد، فخلال أحداث الفيلم كانت ياسمين صبري نقطة سلبية في الأحداث، وكانت شخصيتها غير موظفة بشكل جيد، حتى أن الدور نفسه كان صغيرا.

ظهرت ياسمين في دور الدكتور “سلمى”، ومن أول مشاهدها كانت الأفورة هي السمة الأساسية للشخصية، وهو ما يوضح أن الدور لم يكتب بشكل جيد، حتى طريقة تعرفها على “سلطان” وتورطهما معًا في مشكلة تم حبكه بشكل غير منطقى تمامًا، لذلك ظلمها الدور الذي قدمته وكان من الأشياء غير الموفقة في الفيلم.

 

الصورة الجديدة

من الأشياء المميزة في الفيلم هو الصورة، فكان إختيار أماكن التصوير من أجمل الأشياء التي حدثت في الفيلم، أماكن العصابات كانت رائعة وديكورها مختلف وجاذب للعين، المشاهد الخارجية كانت في أماكن جديدة على عين المشاهد أيضًا ونالت إعجاب الجمهور، ربما كانت متشابهة مع أماكن أخرى ولكن كان البطل في هذة المشاهد هو مهندس الديكور.

أما أفضل الأماكن التي كانت جديدة على المشاهدين بالفعل وسأل الكثيرين عن هذا المكان فهو المشهد الذي شهد هروب أمير كرارة وياسمين صبري ومحمد عبد الرحمن والطفلين، حيث كان المبني والمكان غريب جدًا، يذكرك بالأفلام الأسيوية وأماكن تصويرها، والشوارع الضيقة والمباني الكبيرة.

كان هذا المشهد هو الأفضل في الفيلم تقريبًا على مستوى الأكشن والصورة والكوميديا وكل شء، حتى أنه كان بداية تغير مجرى القصة.

 

في النهاية فإن الفيلم به بعض السلبيات ولكنه على المستوى العام جيد جدًا، ويستحق الفيلم أن يكون في موقع متقدم عما هو فيه الآن، سواء على مستوى الترتيب أو على مستوى الإيرادات، وسيكون هذا الفيلم بداية جديدة لأمير كرارة في عالم الكوميديا إذا استغل الأمر وبنى على ما حققه في ذلك الفيلم وليس الوقوف في مكانه.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية