موسم الأفراح، القصلة ومزاد براد الشاي والنجوع من عادات الزواج في الفيوم
تكثر في الفيوم مناسبات الزواج خلال فترة الأعياد، خاصة عيدي الفطر والأضحى، بعد أن كانت مواسم الزواج تلازم جني القطن وحصاد الأرز، وبعد أن اختفى الموسمان أصبحت مواسم الزواج الرئيسية مع الأعياد.
ولأن الفيوم من المحافظات القبلية، وتركيبتها السكانية تعتمد على القبائل والعائلات، خلق لدى أهل الفيوم عادات وتقاليد في كل المناسبات حريصون عليها دائما، خاصة عادات الزواج التي تتأصل بين أبناء القبائل في كل القرى والمراكز بالمحافظة.
القبائل الرحل
ومن عادات القبائل الرحل، تبدأ طقوس الزواج عندهم، بأن يخبر الشاب الراغب في الزواج والدته التي تخبر الوالد بدورها فيجلس الأب في جلسة مشورة مع الابن الأكبر، وغالبًا ما تكون العروس من أبناء القبيلة، وإذا اتفق مجلس الإخوة يكلف وفد من النسوة لزيارة أم العروس، فتطلب المقسوم والمقيمون كناية عن البنت التي عليها الدور في الزواج، لأنه لا تذكر البنات في المجالس، ثم تخبر والدة العروس والدها، والذي يختار البنت التي تذهب إلى بيت ابن عمه، وبعد أن يستقر الأمر وغالبا لا يرفض والد العروس طلب أبناء عمومته فيتفقون على موعد للخطبة.
وبعد استقرار الأمر يرسل والد العريس خروفين إلى والد العروس، وفي اليوم المحدد، يقول شيخ القبيلة أشهدوا أن فلانًا ابن فلان له مقسوم في بيت عمه فلان ابن فلان، وهذا هو عقد القرآن الموثق حتى لو استمرت الخطبة 10 سنوات وقبل الزواج بعد. أسابيع يبدأ الشباب في التجمع أمام خيمة العريس، وتقام الأفراح كل ليلة، ويتخلل غناء الشباب دخول الحجالة "إحدى قريبات العريس" وتظل ترقص على كفوف الشباب ذهابا وعودة في خط مستقيم.
ويخرج أحد الشباب واضعًا عصاه في الأرض أو سلاحه أو يطلق عيارا ناريا في الهواء ويقول يلزمني، وهذا يعني أنه هو الذي يقوم بالغناء.
الحجالة سيدة الموقف
في أكثر الأوقات الحجالة هي التي تختار من يصاحبها في الغناء أما بأن تقف أمام شخص وتضع عصاها على رأسها أو تغرسها أمامه، وترقص وهي واقفة دون حركة فلزاما عليه أن يصاحبها في الغناء ولا يكف عن ذلك حتى تتحرك الحجالة وإذا أشارت الحجالة بعصاها على رؤوس الجميع معناها أن كفوف الرجال لا تعجبها، وعليهم زيادة التصفيق حتى تختار من يصاحبها في الغناء.
أما يوم الزفاف فيبدأ في الصباح الباكر وتصطحب النسوة العروس في الشبرية (ويطلق عليه الهودج وهو شبه خيمة توضع علي ظهور الجمال) إلى الخيمة الكبيرة، وتقام هناك الموائد حتى المغرب، ثم يتوجهون بعد صلاة المغرب بموكب العروس إلى خيمة العريس وبعد دخولها يمنع المرور من أمام هذه الخيمة طوال الليل.
قبائل المشارقة
أما عادات قبائل المشارقة في الخطبة لا ينازعهم فيها أحد فعندما يتقدم العريس إلى والد العروس يصطحب والد العريس معه ساق أحد النباتات وغالبا ما تكون ساق نبات الفول كما يطلق عليه القصلة، ويخبر ويقدمها الغربي إلى والد العروس ويخبره بأن مقسومه لديه، فيأخذ منه القصلة، فيكسرها معناه أن الكلام لا رجعة فيه وأن البنت للولد مهما كانت الأسباب وباقي الطقوس كما هي لا تختلف، وإن أعادها إليهم سليمة أنه يرفض النسب.
القبائل المستقرة ( العائلات )
ويقول جعفر محمود "من مركز طامية"، إن للعرب عادات وتقاليد وطقوس في المناسبات راسخة منذ مئات السنين؛ ففي الزواج، ففي مركز طامية بمحافظة الفيوم، يوجد عدد كبير من القبائل العربية المستقرة، التي تحافظ علي عاداتها في الأفراح، ففي تم يوم حنة العريس تعقد جلسة في بيت أحد أصدقائه يكون متفقا عليها قبل الفرح بعدة اسابيع، ويعتبرها العرب مجاملة لصديقهم العريس، ويطلق عليها "القعدة" ويتم انتخاب أكثرن الحضور لباقة وكياسة ليرأس القعدة ويكون حكما عليهم ثم الذي يليه ينصب وزيرا له.
ويبدأ القاضي بتحصيل رسوم القعدة من الحضور كل حسب رغبته في مجاملة العريس، وتوضع في حصالة يتم تجميع الغرامات عليها طوال الليل، وتهدي إلى العريس".
وتابع جعفر، أنه أثناء القعدة تحدث مفارقات ومواقف ومقالب طريفة بين الحضور، « ومن اطرف المواقف، أن أحدهم اشتكى الي رئيس القعدة أو القاضي، خلال زفاف أحد أبناء القبيلة، وقد أثارت هذه الشكوي ضحكات الحضور طوال الليل، إذ استأذن أحد الحضور رافعا يده ليأذن له القاضي بالكلام، فقال اشتكي جاري الذي اتفق معي على أن نزرع أرضنا سكر وبعد أن زرعت ارضي سكرا، زرع أرضه نمل فأكل نمله سكري، فاحكم بيننا ايها القاضى، فاستلقي الحضور علي ظهورهم من الضحكة للوركة التي وقع فيها القاضي، لكنه كان كيسا فطنا، فحكم علي زارع النمل بتكلفة تقاوي السكر، ليفرح الحضور بحكمة القاضي وتنتعش حصالة العربي بالغرامات.
وتابع جعفر انه في الصباح تعقد جلسة أخرى يطلق عليها " العراسة " وهي تتشابه مع قعدة الحنة إلا أنها تتكون من شباب فقط بخلاف قعدة الحنة التي تشمل الكل كبيرهم وصغيرهم، والعراسة لا ينتخب لها رئيس او قاضي وفيها تباع القرى والنجوع المجاورة لقرية العريس، ثم ينطلق الشباب الذين رسب عليهم المزاد إلى النجوع التي اشتروها ويسألون كل من يلتقون به وكل البيوت عن حق العراسة.
فمنهم من يعطيهم مالا ومنهم من يعطيهم من خيرات منزله أو هدايا عينية، ثم يعودون بما حصلوا عليه إلى العراسة فأما أن يشتري صاحب الدار ما حصلوا عليه وأما يتركوه ليبيعه أو يحصل عليه لنفسه مقابل ثمن الشراء الذي اتفق عليه مسبقا، وتجمع الأموال وتهظي للعريس.
أما القبائل القريبة من بني سويف يتم دعوة الأهل والأصدقاء في بيت أحد أصحاب العريس ثم يعدون برادا من الشاي ويقام عليه مزادا علنيا يصل سعره أحيانا إلى مئات الألوف من الجنيهات، ويحصل من رسي علي مزاد البراد، ويتجول بين الحضور يصب لهم بعضا من الشاي ويبادله الضيف بالمال.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.