أبرز أهداف زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية للصين، خبيرة في الشئون الآسيوية: زيادة وتيرة الاتصالات بين واشنطن وبكين
قالت نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف والخبيرة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، تعليقا على زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" للصين والسيناريوهات المتوقعة لتلك الزيارة:" تأتى زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية للصين بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي "أنتونى بلينكن" مباشرة للعاصمة بكين فى ١٨-١٩ يونيو الماضى، وذلك فى محاولة أمريكية واضحة لإعادة الاتصال مع بكين، وستحاول وزيرة الخزانة الأمريكية يلين خلال زيارتها للصين إجراء أول محادثات رفيعة المستوى مع خه ليفنج منذ بداية تعيينه فى منصب نائب رئيس مجلس الدولة للشؤون الاقتصادية في الصين، بالنظر لأهمية منصبه الجديد بالنسبة للجانب الأمريكى".
وأضافت نادية حلمي: يأتى الهدف الرئيسي من الزيارة هو إقناع الصين بالامتناع عن تقليص حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية، وبدلًا من ذلك زيادتها في الوقت المناسب، من أجل مساعدة أمريكا على معالجة قضايا التضخم لديها.
وحرصت وزيرة الخزانة الأمريكية "جانيت يلين" قبل زيارتها للصين على إجراء لقاء مع قادة الأعمال في مجلس إدارة الأعمال الأمريكي الصيني، في شهر يونيو الماضي، والذي أقرت فيه بأهمية تعزيز التجارة والاستثمار مع الصين، نظرًا للتكامل العميق بين الاقتصاديين.
وقالت نادية حلمي: من المتوقع كذلك أن تدرس الولايات المتحدة الأمريكية خلال زيارة وزيرة الخزانة "يلين" ملف خفض الرسوم الجمركية على الصين، وسيكون ذلك مفيدًا بالطبع لكلا البلدين اقتصاديًا. ومن المتوقع كذلك دراسة العديد من القضايا التي تحتاج السلطات الصينية والأمريكية والقطاعات المالية فيهما إلى معالجتها، مثل: انخفاض سعر صرف اليوان الصيني مقابل الدولار الأمريكي، وحيازة الصين للديون الأمريكية، بالإضافة إلى موضوع التضخم.
وتأتى زيارة "يلين" كذلك لبحث مجموعة من القضايا التى تهم واشنطن فى إطار علاقاتها الاقتصادية مع الصين، وعلى رأسها تلك القضايا الاقتصادية العالقة بينهما باعتبارهما أكبر اقتصادين فى العالم، والعمل المشترك لحل المشاكل العالمية.كما تحاول وزيرة الخزانة الأمريكية "يلين" من خلال زيارتها لبكين، حماية المصالح الأمريكية فى مجال الأمن القومي ومصالح حلفائها وكذلك محاولة إقناع الجانب الصينى لاتخاذ سلسلة وحزمة من الإجراءات الإقتصادية الجديدة، والتى تؤدى لعدم تحقيق التفوق الاقتصادى لـ بكين فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، كما ستهتم وزيرة الخزانة الأمريكية يلين بدراسة ملف وآلية كيفية تحقيق النمو المتبادل المنفعة والابتكار وكذلك توسعة الفرص الاقتصادية للعمال والشركات الأمريكية العاملة فى الصين، فضلًا عن سعى واشنطن كذلك للتعاون حول أهم القضايا العالمية مثل: التغيرات المناخية وأزمة الدين.
اقرأ أيضا: انفجار هائل في مصنع كيماويات في الصين (فيديو)
السيناريوهات المتوقعة من زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية
وقالت نادية حلمي: أما عن السيناريوهات المتوقعة من زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية "يلين" للصين، فلا يتوقع خفضًا سريعًا للتوترات خصوصًا وأن البلدين يتنافسان في مجال التقنيات الدقيقة، خاصةً بعد فرض إدارة بايدن العام الماضى فى ٢٠٢٢ لقيود شديدة وصارمة فى مواجهة بكين على تصدير أشباه الموصلات ومكونات التكنولوجيا الأمريكية إلى الصين، كما أبقت الولايات المتحدة الأمريكية على رسوم جمركية فرضها الرئيس السابق "ترامب" على منتجات تصدرها الصين إلى الولايات المتحدة.
وأضافت: ورغم ذلك تحاول "يلين" من خلال هذه الزيارة تعميق وتيرة الاتصالات بين واشنطن وبكين لتحقيق استقرار في العلاقات لتجنب سوء التفاهم بين الطرفين، لتوسيع التعاون بينهما حيثما أمكن ذلك.
وتابعت: لن تفوت "يلين" الفرصة لإبلاغ السلطات الصينية بـ "المخاوف" التي يثيرها (قانون مكافحة التجسس الجديد) الذي دخل حيز التنفيذ منذ فترة قليلة في الصين. حيث يمنح هذا النص الحكومة الصينية مزيدًا من الحرية لمحاربة أي تهديدات للأمن القومي، وهو ما يثير مخاوف لدى الشركات الأجنبية العاملة في الصين، وبالأخص الشركات الأمريكية.
وقالت نادية حلمي: هنا ستحاول وزيرة الخزانة الأمريكية "تكوين فهم أفضل للطريقة التي تعتزم فيها الصين تطبيق هذا القانون" بالنسبة للصينيين، لعرض وجهة نظرها على تلك الشركات الأمريكية العاملة فى الصين.
وأضافت: بشكل عام، فإن تلك النقاشات الأمريكية مع الصين تتهم الولايات المتحدة "لمحاولة تحفيز نمو اقتصادي عالمي أكبر ومواجهة أزمة تزايد ديون دول الجنوب".
اقرأ ايضا: الخزانة الأمريكية تغير توقعها لموعد تخلف الحكومة عن السداد بعد تعثر مفاوضات سقف الدين
وتابعت: على الجانب الآخر فى الصين، فسيسعى المسؤولون الصينيون إلى البحث عن "خطوات ملموسة تتخذها الولايات المتحدة" تظهر أن احتواء بكين "ليس الهدف النهائى أو الأساسى" للولايات المتحدة الأمريكية.
جدير بالذكر أن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين من المقرر أن تزور الصين من الخميس إلى الأحد حيث تجتمع مع مسؤولين صينيّين، على ما أعلنت الوزارة.
وخلال زيارتها بكين، تبحث وزيرة الخزانة مع أعضاء بالحكومة في أهمية أن يدير البلدان علاقتهما بطريقة مسؤولة، بوصفهما الاقتصاديين الرائدين في العالم"، حسب وزارة الخزانة، كذلك، تعتزم يلين التشديد على ضرورة التواصل مباشرة بشأن مجالات الاهتمام والعمل على مواجهة التحدّيات العالمية".
وقال مسؤول بوزارة الخزانة "لا نتوقع أي اختراق مهم في العلاقات بين البلدين خلال هذه الرحلة".
أضاف "ومع ذلك، نأمل في إجراء مناقشات بنّاءة وإنشاء قنوات اتصال على المدى الطويل" مع الصين.
وتدهورت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين تدريجا منذ عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
في نوفمبر، التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الصيني شي جينبينج للمرة الأولى في محاولة لتخفيف التوتر
في منتصف يونيو، توجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى بكين حيث استقبله الرئيس الصيني، وهو لقاء فُسّر على أنه تقدّم دبلوماسي.
لكن خلال تجمّع في إطار حملته في كاليفورنيا في نهاية يونيو، وصف بايدن نظيره الصيني بأنه "دكتاتور"، في تصريح اعتبرته بكين "استفزازا".
وفرضت إدارة بايدن العام الماضي قيودا على تصدير أشباه الموصلات الأمريكية ومكونات التكنولوجيا إلى الصين. وقبل ذلك، كانت قد أبقت على رسوم جمركية فرضها ترامب على منتجات تصدّرها الصين إلى الولايات المتحدة.
وقال مسؤول في وزارة الخزانة "في هذه الزيارة، نريد تعميق وتيرة الاتصالات بين بلدينا وتعزيزها، وتحقيق استقرار في العلاقات لتجنّب سوء التفاهم، وتوسيع تعاوننا حيثما أمكن ذلك".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.