تنبأ الريحانى بنجاحه ورحل دون أن يملك مصاريف جنازته، 37 عاما على رحيل أمين الهنيدي
الفنان أمين الهنيدى، أحد رواد الكوميديا فى الزمن الجميل، سمي بـ “صانع البهجة”، وأطلق عليه الكثيرون اسم “الشيخ علام”؛ نسبة إلى أحد أدواره الشهيرة.
تنبأ له الفنان نجيب الريحانى وهو طالب بكلية الآداب، بمستقبل فنى رائع في مجال الكوميديا، حين قام بدور جزار في مسرحية تقدمها كلية الآداب، ولفت انتباهه أداء الطالب أمين الهنيدى فى دور الجزار، فطلب أن يراه بعد العرض، وقال له: كنت جزار على حق.. بعدها ضمه إلى "فرقة الريحانى"، ورحل فى مثل هذا اليوم.
ولد الفنان أمين الهنيدى عام 1925 بمدينة المنصورة، وعرف بأنه صانع البهجة، حيث بدأ عمله الفني عضوا في فرقة التمثيل بمدرسة شبرا الثانوية، التحق بكلية الآداب وبعد عام واحد تركها إلى المعهد العالى للتربية الرياضية، عمل بالسودان مدرسا للتربية الرياضية وهناك التقى بأحمد المصري الشهير فيما بعد بـ"أبو لمعة"، والذى كان يعمل مدرسا هناك أيضا، وكون الاثنان فرقة مسرحية بالنادى المصري.
برنامج “ساعة لقلبك”
وعندما عادا إلى مصر ضمهما صديقهما عبد المنعم مدبولي إلى برنامج “ساعة لقلبك”؛ إيمانا منه بموهبتهما الكوميدية، وكان أمين الهنيدى يقدم شخصية " فهلاو"، وعمل في فرقة مسرحية أيضا باسم “ساعة لقلبك”، وكان أول راتب له 30 قرشا، ورغم ذلك لم يترك عمله بالتدريس عندما عاد إلى مصر، حتى أنه رقى مديرا للنشاط الرياضى بوزارة التربية والتعليم.
انتقل أمين الهنيدى إلى فرقة مسرح التليفزيون وظهر نبوغه الفني وخفة ظله وأنه كوميديان له طابع خاص، فقدم دور المدرس في مسرحية "لوكاندة الفردوس"، إلى أن جاءت البطولة المطلقة في مسرحية "حلمك ياشيخ علام" للكاتب أنيس منصور ثم قدم مسرحية "جوزين وفرد".
وفى فرقة "الفنانين المتحدين"، قام ببطولة مسرحيتي؛ المغفل، شارع البهلوان، انضم إلى فرقة تحية كاريوكا، وقدم مسرحية “شفيقة ومتولي”، حيث قدم شخصية الشيخ حسن، ثم اتجه إلى تكوين فرقة خاصة تحمل اسمه قدم من خلالها عشرين مسرحية كان أشهرها “غراميات عفيفي”، عبود عبده عبود، 20 فرخة وديك، سد الحنك، الدنيا مقلوبة، وكانت آخر مسرحياته "عائلة سعيدة جدًا" مع زبيدة ثروت، وكتبها وأخرجها السيد بدير.
اتجه أمين الهنيدى إلى السينما، حيث عمل كومبارس في عدة أفلام، وفي عام 1961 قدم أول أدواره في السينما في فيلم "الأزواج والصيف" تبعه ما يقرب من أربعين فيلما، أشهرها: شنطة حمزة، غرام في الكرنك، شهر عسل بدون إزعاج، حماتى ملاك، أشجع رجل في العالم، وكانت آخر أفلامه الحدق يفهم.
خروج أمين الهنيدي على النص
اشتهر الفنان الكوميدى أمين الهنيدى خلال عمله الفني بالخروج على النص المكتوب في الأداء خاصة في المسرح، حتى أنه عندما خفتت عنه الأضواء ظهر على الساحة يقول: “حرمت أخرج على النص”، ويرجع خروجه على النص في محاولة لإثبات وجوده خاصة في بداياته.
أعمال غير مكتملة لأمين الهنيدي
وبرر أمين الهنيدى خروجه على النص بإطلاق النكات بقوله فى أحد البرامج الإذاعية إنه لم يفعل ذلك لإثبات وجوده جماهيريا، ولكن لأن النصوص التى كان يقدمها لم تكن مكتملة، وكان يضطر إلى التعامل مع النص على الهواء أمام الجمهور.
وفى مثل هذا اليوم 3 يوليو عام 1986، رحل بعد الانتهاء من تصوير آخر أفلامه "القطار"، حيث قام بالتصوير وهو في أشد حالات المرض بسرطان المعدة.
وصف محمود السعدني لأمين الهنيدي
وفى كتابه “المضحكون”، وصف الكاتب محمود السعدني الفنان أمين الهنيدى بالأوحد في فنه، وأنه كان صوته منخفضا ضعيفا وهو يقدم أعماله في فرقة ساعة لقلبك، يظهر على استحياء بين نجوم البرنامج الشهير خجول ينقصه بعض الثقة بنفسه.. إلا أنه انفجر مثل القنبلة فجأة، عندما منح دور في مسرحية "شفيقة القبطية" التى كتبها جليل البنداري، فاستطاع أن يبرز ضمن نجوم الصف الأول بدور الشيخ حسن، وفي مسرحية "حلمك يا شيخ علام" التي كتبها أنيس منصور في دور الشيخ علام أيضا، إلا أن الهنيدي كان لا يهتم إلا بدوره فقط دون الاهتمام بالنص.
بدأ مشواره الفني وهو لا يزال طالبًا في الثانية عشرة من عمره، حيث كان يلقي المنولوجات الفكاهية للكوميديان "إسماعيل ياسين" و"ثريا حلمي" في العديد من الحفلات، كما انضم إلى فرقة التمثيل بمدرسة شبرا الثانوية.
لقاء أمين الهنيدي مع أبو لمعة
في عام 1939 انضم إلى فرقة الريحاني التي قدم معها مسرحية واحدة، ثم سافر إلى السودان عام 1954 في مهمة عمل رسمية وهناك التقى الفنان "محمد المصري" الشهير بـ"أبو لمعة" وكونا معًا فرقة مسرحية بالنادي المصري بالخرطوم.
التحق أمين الهنيدى بكلية الآداب ثم قرر تركها والالتحاق بكلية الحقوق التي تركها أيضًا ليلتحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية الذي تخرج فيه عام 1949، وعمل مدرسًا للتربية الرياضية ثم رُقي إلى أن وصل لمنصب مدير عام النشاط الرياضي بوزارة التعليم.
وحصل خلال مسيرته الفنية على وسام من الدرجة الثانية تقديرا لجهوده الفنية فى مهرجان الشباب عام 1966، تزوج عام 1969 وأنجب ثلاثة أبناء “صالح، عبدالحميد، محمود”.
وكان ينتابه هاجس الوفاة، وزار الكثير من الأطباء لم يكتشفوا أي مرض، فذهب إلى أحد العرافين الذى تنبأ بإصابته بمرض خطير يُنهى حياته مما كان له أثر سيئ عليه، واكتشف إصابته بمرض سرطان المعدة عام 1982، فتغيب عن أعماله الفنية وتراكمت عليه الديون فأصيب بالاكتئاب.
أربع سنوات من معاناة أمين الهنيدي
وسافر إلى لندن للعلاج على نفقة الدولة وأجرى جراحة فى الرئة والفم، ولكنها لم تخفف من آلامه فعاد للقاهرة بعد أن انتشر المرض فى جسده وظل بالعناية المركزة بأحد المستشفيات، وكان لا يملك مصاريف العلاج وتوفي في 3 يوليو 1986 بعد أربع سنوات من الصراع مع المرض بعد ساعات من انتهائه من تصوير آخر أفلامه "القطار".
حجز أمين الهنيدي جسده بالمستشفى
ولم تستطع الأسرة الحصول على جثمانه لعدم امتلاكها مبلغ 2000 جنيه قيمة مصاريف العلاج، حتى قام زملاؤه بجمع المبلغ، وتم الإفراج عن جثمانه وصُرح بالدفن.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.