رئيس التحرير
عصام كامل

صحف عربية تهتم بمفاوضات السلام.. المدينة: الفشل يعني انهيار السلطة الفلسطينية والعودة للمقاومة.. الخليج: الكيان الصهيوني لا يثق بالراعي الأمريكي.. الوطن: ملف الأسرى يعرقل التفاوض


تناولت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها مصير المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وشككت صحيفة (الوطن) القطرية من استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقيام بتقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.


وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى تشكيك محللين إسرائيليين في استعداد نتنياهو لتقديم تنازلات، وقالت "وشهد شاهد من أهلهم، ولم يتجن عليه مفاوضون فلسطينيون، ولكن التي تقول ذلك أقلام إسرائيلية تتساءل بقدر هائل من التشكيك الذي يضفي على نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي قدرا هائلا من الغموض".

وأضافت أن الإسرائيليين لا يعرفون هل أن نتنياهو يرغب فقط في إطلاق عملية المفاوضات أو إن كان يريد فعلا التوصل إلى اتفاق، وحينما تقول وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني - المسئولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين - إنه تم إرسالها إلى واشنطن لبدء محادثات السلام للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات للحديث باسم الحكومة الإسرائيلية بدعم من نتنياهو رغم وجود خلافات عميقة داخل الحكومة الإسرائيلية، فإن ذلك يثير غموضا حول الكيفية والأفق التي ستعالج بها الملفات الخلافية الكبرى في النزاع الإسرائيلي ــ الفلسطيني وهي اللاجئون ووضع القدس وترسيم الحدود والمياه.

وتابعت قائلة "إنه إذا أضيف إلى ذلك أن نتنياهو يزعم أنه واجه عراقيل كبيرة من أجل إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين، وهي عراقيل لا تبشر ببقاء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي، فإن ذلك ينطوي على احتمالين، أولهما: أن هذا الائتلاف يمكن أن يتعرض للتفكك والانشطار، فتدخل هذه المفاوضات نفقا مظلما، خاصة أن المفاوض الإسرائيلي يمكن أن يستغل ظروفا كتفكك الائتلاف الحكومي في تجاوز السقف الزمني الذي حدده المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون لأنفسهم، والذي يقضي بالتوصل إلى اتفاق سلام خلال تسعة أشهر.

وثانيهما: أن يستغل رئيس الوزراء الإسرائيلي عراقيل إطلاق الأسرى في تعقيد التفاوض بشأن القضايا الخلافية الكبيرة، فيتمترس عند موقف قديم ولا يقدم تنازلات بخصوص هذه القضايا، وبالتالى لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام خلال الفترة التي تم الاتفاق عليها".

واختتمت (الوطن) افتتاحيتها بأنه ومن ذلك ليس من المعروف حتى اللحظة كيف سيكون مستقبل هذه المفاوضات، وما هي الضمانات التي لا تجعل هذه المفاوضات تلقى مصير سابقاتها.

وقالت صحيفة (الخليج) الإماراتية تحت عنوان "الأثر يدل على المسير" إن المرء إذا لم يتعلم من دروس التاريخ فعلى الأقل عليه أن يتعلم من شواهد الحاضر، فالمفاوضات التي بدأت في واشنطن بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني برعاية أمريكية تحتاج للحكم على نجاحها، وليس على مزاعم كيري ووعود أوباما وإنما على المنظورين السابقين، والتاريخ ليس مرشدا جيدا في القضية الفلسطينية من حيث كونه يشكل إطارًا لفهم الموقف الإسرائيلي فحسب وإنما أيضا لأنه مرجع للسلوك الإسرائيلي في المفاوضات.

وأضافت أن المنظور الإسرائيلي يؤكد أن فلسطين التاريخية ملك لليهود، واليهودي الذي يتخلى عنها خارج عن ملته هذا هو المنطلق الذي يأتي به أي مفاوض إسرائيلي إلى أية مفاوضات وسنوات المفاوضات الطويلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كانت مصداقا لهذه العقيدة فكل ما تم الاتفاق عليه لم يمس هذا الأمر أبدا وتسليم الفلسطينيين تسيير أعمالهم المحلية والبلدية لم يؤثر على مفهوم أن الكيان الصهيوني يملك كل فلسطين فهو يتصرف بالموارد الطبيعية بحكم كونه مالكا لها وهو يتصرف بالأرض بحكم كونه صاحبا لها وهو يقرر كل شيء له علاقة بالسيادة بحكم أنه السيد.

وتابعت الصحيفة أنه إذا لم يكف هذا الوضوح التاريخي في فهم الموقف الإسرائيلي فشواهد الحاضر انعكاس واضح للعقيدة الصهيونية وهي كما يقول المثل العربي فإن الأثر يدل على مسيرة المفاوضات الحالية، فالشاهد الأول والأساسي أن الكيان الصهيونى لم تنفع معه كل الابتهالات الأمريكية كي يقدم حتى تنازلات شكلية في موضوع الاستيطان لأن ذلك يعتبر في نظر العقائديين منهم تنجيس للمفهوم الأصلي بأن الأرض لهم.

واستطردت الصحيفة: لكن طبيعة المفاوضات وما ستئول إليه يمكن استنتاجها من كثير من الشواهد الجارية فأحد هذه الشواهد أن الكيان الصهيوني يقرر والمفاوضات جارية في واشنطن أن يرحل مئات الفلسطينيين من منطقتهم في الضفة الغربية لأغراض التدريبات العسكرية أما الشاهد الأكثر خطورة فهو أن الكنيست يبحث في هذه اللحظة إصدار قانون يفرض إجراء استفتاء على أي اتفاق حول إعادة الأراضي فمهما تهاون المفاوض الإسرائيلي تحت الضغط الأمريكي فمصيره يتحكم به الاستفتاء من مجتمع يعتبر الأرض مسألة عقائدية.

واختتمت (الخليج) بالقول إن الكيان الصهيوني لا يثق حتى بالراعي الأمريكي الذي يمثله مارتن أنديك اليهودي الذي قضى حياته السياسية مدافعا عن الكيان الصهيوني وخادما لمصالحه، والاختراقات التي يتحدث عنها الوزير الأمريكي لا تعدو أن تكون إما مثالًا جيدًا للمبالغة الأمريكية المعهودة أو أنها تفصح عن أن الاختراقات ستقع في الجانب الفلسطيني وهي حينذاك ستكون اختراقات للمسلمات الفلسطينية.

وقالت صحيفة "المدينة" السعودية تحت عنوان (ويبقى الأمل) " تشكّل المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية التي دشنت جولتها الأولى في واشنطن الثلاثاء الماضي الفرصة الأخيرة لحل الدولتين، ويبدو من غير المتوقع أن تستأنف مفاوضات جديدة فيما لو فشلت المفاوضات الحالية، ومن باب التفاؤل تجنّب الحديث عن الفشل، لاسيما وأن حل الدولتين يصبّ في مصلحة طرفي التفاوض، لكن عندما تبدأ الجولة الأولى من المفاوضات وسط تسريبات نشرتها صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن ثمن موافقة حزب "البيت اليهودي" المتطرف للتصويت إلى جانب قرار الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين اعتقلوا قبل اتفاقية أوسلو هو موافقة الحكومة الإسرائيلية على بناء 5000 وحدة استيطانية جديدة، فإنه على المرء أن يتخذ الحذر إزاء إمكانية أن تحقق تلك المفاوضات ما عجزت المفاوضات السابقة عن تحقيقه.

وأستطردت الصحيفة، لكن هناك ما يدعو إلى التمسك بأمل أن تتحقق المعجزة هذه المرة لعدة اعتبارات، أولها أن الفشل سيعني أن البديل الوحيد هو الدولة ثنائية القومية، أي دولة واحدة لشعبين، تدرك إسرائيل جيدًا أنها ستشكل الخطر الأكبر عليها، لأن الغلبة الديموغرافية ستؤول في نهاية المطاف لصالح الفلسطينيين.

كما أن النتيجة الأخرى المتوقعة في حالة الفشل هذه المرة هو حل السلطة، لسبب واحد بسيط، وهو أن السلطة الفلسطينية وفق اتفاقية أوسلو هي مرحلة انتقالية مؤقتة تؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية.

وأضافت: فإذا لم يتحقق قيام تلك الدولة، فإنه لن يكون هنالك أي معنى لاستمرار وجود السلطة الفلسطينية، وسيعني ذلك العودة إلى خيارات المقاومة والانتفاضة والكفاح المسلح، وهو ما يشكّل بديلًا لا يقل خطورة بالنسبة لإسرائيل عن حل "دولة واحدة لشعبين".
الجريدة الرسمية