اعتقلوه بتهمة الغناء، 105 سنوات على ميلاد الشيخ إمام، أشهر من قدم الأغنية السياسية المعارضة
الشيخ إمام عيسى، لا يملك الصوت الشجي الجميل لكنه حالة غنائية جديدة وغريبة على المجتمع، غنى الشعر والزجل السياسي في وقت امتلأت فيه الساحة الغنائية بأصوات جميلة وشهيرة، وحققت جماهيرية كبيرة، لكنه سيطر على إعجاب الشباب من طلبة الجامعات والمثقفين، حيث استطاع أن يكون صوت الغناء المعارض، خاصة عندما كوَّن دويتو مع الشاعر أحمد فؤاد نجم، ورحل عام 1995.
ولد الشيخ إمام عيسى في مثل هذا اليوم 2 يوليو عام 1918 بالجيزة، وأصيبت عيناه بالرمد في سنوات ميلاده الأولى وأصيب بالعمى، فاتجه إلى حفظ القرآن وهو صغير، سكن منطقة الحسين، وفيها تعودت أذناه سماع الطرب والموسيقى، ثم تتلمذ على يد الشيخ درويش سيد شعراوي، وأتقن العزف على العود على يد الموسيقار كمال الحمصاني الذي أثر في تكوينه الفني كثيرًا.
كان الشيخ إمام عيسى عاشقًا لصوت الشيخ محمد رفعت، حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ عبد القادر ندا رئيس الجمعية الشرعية بأبو النمرس، وقد كان حلم والده أن يكون ابنه شيخًا له صيت، لكنه أحب الغناء والإنشاد في الأفراح والموالد ومناسبات الأعياد والحج وغيرها.
بداية التلحين على يد زكريا أحمد
جاءت أهم محطة في حياة الشيخ إمام عيسى حين التقى الشيخ زكريا أحمد، واعتبرها محطة فارقة في حياته، حيث وضعت قدمه على أعتاب مجال الموسيقى والغناء، حيث نصحه بشراء عود وأعطاه ثمنه لتعلم التلحين.
وجاءت المحطة الثانية حين التقى الشاعر أحمد فؤاد نجم في أوائل الستينيات عن طريق صديقه سعد الموجي الموظف بدار النشر الذي كان صديقًا مشتركا للطرفين.
وبدأ الشيخ إمام عيسى غناء أشهر كلمات أحمد فؤاد نجم، وكانت باكورة إنتاجهم أغنية "أنا أتوب عن حبك.. أنا اللي في بعدك هنا.. أنا باترجاك الله يجازيك.. يا شاغلني معاك" التي لحنها الشيخ إمام.
مرحلة الحياة في حوش قدم
عاش الثنائي إمام ونجم في حجرة واحدة بحوش قدم بحي الغورية، وبدأ التركيز على الأغنية السياسية.. ونتج عنهما في تلك لفترة أغنيات: “أنا الأديب الأدباتي..غايظني حال بلدياتي، جيفارا مات، يا عبد الودود، غيرهم مفيش، شيلني وأشيلك”، وكانت كلها أغانٍ تقدم في قعدات خاصة أو على المقاهي.
حتى جاء عام 1968، حيث دعت نقابة الصحفيين الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم لإقامة حفل غنائي بمقر النقابة بالقاهرة، حضرها أكثر من ألف مدعو، فكانت أول مواجهة مع الجمهور، وكتبت الصحف اليومية جميعها عن الحفل، وقال النقاد: إن هذا الحفل نقل هذا الثنائي إمام ونجم إلى حيز الوجود كحقيقة واقعية.
ونظرًا لبداية الشهرة للشيخ إمام ونجم طلبتهما إذاعة صوت العرب بعدها بيومين، وقدمت لهما شيكًا بعشرين ألف جنيه ليقدما أغانيهما على صوت العرب، لكنهما رفضا واعتبراها رشوة لتأييد السلطة، فطردا من الإذاعة ومنعت أغانيهما من جميع محطات الإذاعة حتى التسعينيات.
اعتقال الشيخ إمام
قدم الشيخ إمام أروع الأغاني التي تنتقد نكسة يونيو، ومعاهدة كامب ديفيد والسادات فغنى “بقرة حاحا”، و"الحمد لله خبطتنا تحت بطاطنا"، فتم اعتقاله.
وفي السبعينيات قدم أغنية الفول واللحمة أثناء ثورة 18 و19 يناير التي وصفها السادات بانتفاضة الحرامية، فتم اعتقاله مرة ثانية.
مصر يامه يا بهية
بعد رحيل السادات، أفرج عن الشيخ إمام ليستعيد نشاطه بتقديم الأغاني المعارضة فقدم: “مصر يامه يا بهية يام طرحة وجلابية، البحر بيضحك ليه؟، قوقة المجنون، همَّ مين واحنا مين؟، نيكسون بابا، فاليري جيسكار ديستان، اتجمعوا العشاق، ساعة العصاري، عشق الصبايا، صباح الخير على الورد اللي فتح في جناين مصر”، وغيرها.
انتهاء العلاقة بين نجم وإمام
ولم يقتصر غناء الشيخ إمام على أشعار نجم فقط، بل قدم أغاني من أشعار نجيب سرور وفؤاد قاعود وغيرهما، مما تسبب فى الوقيعة بين الشيخ إمام وفؤاد نجم الذي اتهمه إمام بمحاولة احتكار صوته له وحده.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.