من 4 محلات إلى 6 آلاف.. لماذا ارتفعت أعداد محلات بيع البن في القاهرة خلال 98 عاما؟
للقهوة عشاق في مصر والعالم، لا يبدأ يومهم إلا مع فنجان الصباح، بالرغم من تعدد أنواع المشروبات الساخنة إلا أن للقهوة مكانا خاص في قلوب عشاقها.
في مصر بدأت زراعة البن خلال القرن السادس عشر، لكن مناخها لم يساعد في انتشار وازدهار زراعة حبوب البن، وعليه تعتمد مصر في استيراد البن الأخضر من الخارج، ومع زيادة مستهلكي القهوة في مصر، ارتفعت أعداد محلات بيع البن والقهوة.
4 محلات لبيع الفن في القاهرة عام 1925 لـ 3 يونانين ومصري
محمد نظمي نائب رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة، يقول: «ورثت المهنة عن والدي الذي افتتح محل بيع البن في منطقة باب اللوق في عام 1925، وقتها لم يكن في القاهرة إلا 4 محلات لبيع البن، الأول وكان مشهورًا وقتها اسمه «حليم » في شبرا مصر، والثاني في شارع الترعة بشبرا مصر، وكان صاحبه «خواجة جريجي» أي يوناني، والمحل الثالث كان مقره على باب سوق باب اللوق وصاحبه أيضًا يوناني، ومحل والدي».
وأضاف: القاهرة لم يكن بها إلا 4 محلات فقط لبيع البن، 3 منهم جنسيات أصحابهم يونانيون ومصري واحد، وذلك حتى عام 1960، وظلت أعداد المحلات في تزايد محدود،إذ ارتفع عدد محلات بيع البن إلى 14 محلًّا في بداية عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ليصل اليوم عدد محلات بيع البن في القاهرة فقط لنحو 6000 محل، حيث تجد في الشارع الواحد 4 محلات وأكثر.
وتابع: تجارة البن مربحة ولها سوقها الرائج و«زبونها»، وهناك قاعدة في مصر أي تجارة تدر ربحًا يقبل عليها الجميع، لذلك نجد أعدادًا كبيرة من المحلات في قطاعات بعينها، وقطاعات أخرى تفتقر لوجود العدد المناسب من العاملين فيها، فنحن مصابون بعشوائية إدارة رأس المال، ولا نقوم بدراسة احتياجات السوق قبل البدء في المشروع.
القهوة مشروب اقتصادي رسمي في مصر
قال «نظمي»: إن البن سلعة اقتصادية ليست فقط لأنها تباع وتشترى، بل لأنها هامة جدًّا لجميع المواطنين، ولجميع الفئات العاشقة للقهوة، إذ تساعدهم في النشاط وبدء العمل، فالقهوة مشروب النشاط الذي يساعد الناس في النشاط لإدارة عجلة الاقتصاد، فهناك أُناس لا يبدأ صباحهم أبدًا إلا بعد تناول فنجان القهوة، ولا يقتصر شرب البن على فئة من العاملين، فهي مشروب اقتصادي رسمي مثله مثل الشاي، إذ يعد الشاي والقهوة المشروبين الرسميين في مصر.
للقهوة فوائد كثيرة عكس المشروبات الأخرى
وأضاف «نظمي» أن القهوة لها فوائد كثيرة، منها تنبيه المخ وتنشيط الذاكرة، وليس لها أضرار إلا مع كثرة تناولها، فهي نبات أخضر في الأصل، يمر بعدة عمليات ثم يتم تحميصه لتقديمه في شكله النهائي، عكس باقي المشروبات التي تحتوي على كافيين، مثل النسكافيه والإسبريسو واللاتيه والكابتشينو، فهذه المشروبات ضارة جدًّا للصحة وفقًا لأبحاث العلمية.
القهوة مشروب مضمون وآمن مقارنة بالنسكافيه والإسبريسو
وأوضح نائب رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن القهوة مشروب مضمون وآمن مقارنة بالنسكافيه والإسبريسو، فبعض الناس يجهلون أن الإسبريسو جرعة مركزة من القهوة، وبعض المشروبات الأخرى تعد عصارة القهوة، لكن يضاف لها بعض المواد الصناعية الأخرى، وعليه لماذا لا يشرب المواطنون القهوة حفاظًا على صحتهم، ويستطيعون التحكم في مقدار البن الذي يحتاجونه، فمن الآمن أن يشرب أو يتناول الشخص أطعمة ومشروبات متأكدة من صحتها، قائلًا: «اشربوا القهوة حفاظًا على صحتكم وبلاش نسكافيه ولاتيه».
البن المحمص لم يلق قبولًا لدى المواطن المصري
وأشار إلى أن مصر تستورد البن من جميع دول العالم المنتجة له، ونستورده (أخضر) أي غير محمص، إذ إن البن المحمص المستورد لم يلقَ قبولًا لدى المواطن المصري، وحدثت أزمة في قطاع البن، متأثرة بقلة كميات البن الأخضر المستورد في الأسواق مع تأثر حركة الاستيراد، وفتح الاعتمادات للسلع الغذائية والإستراتيجية ومستلزمات الإنتاج، ولا يعد البن من السلع الهامة.
المنطقة الاستوائية موطن زراعة البن في العالم
وعن أسباب عدم ازدهار زراعته في مصر، أوضح «نظمي» أن البن يزرع في المنطقة الاستوائية ما بين مدار الجدي ومدار السرطان، التي تعد موطن عواصم زراعة البن في العالم مثل البرازيل وفيتنام وكولومبيا وإندونيسيا وإثيوبيا، لأن هذه المناطق تمتلك ظروف مثالية لنمو وازدهار القهوة، حتى إن المناخ ونوع التربة لهما تأثير في نكهة القهوة وعلى مذاقها.
ارتفاع أسعار البن في الأسواق خلال عام 2023
وارتفعت أسعار البن بصورة كبيرة خلال الأشهر القليلة الماضية، متأثرة بعدة عوامل رئيسية منها قلة الاستيراد خلال العام الماضي، الذي أثر على المعروض من البن في الأسواق، مع تزايد الطلب من قبل المواطنين.
توقعات باستمرار ارتفاع أسعار البن في الأسواق
وتوقع «نظمي» ارتفاع أسعار البن خلال الفترة المقبلة متأثرًا بعدة أسباب منها، قرار وزير المالية الخاص بفرض رسوم تنمية تقدر بـ 10 % مضافة إلى الضريبة الجمركية على البن المحمص، فضلًا عن قلة المعروض في الأسواق مع تأثر حركة الاستيراد، وارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه المصري.
ارتفاع أسعار البن الكولومبي في السوق
وأشار إلى أن البن الأخضر (غير المحمص) تحصل عليه ضريبة جمركية تصل إلى 5%، موضحًا أن أسعار البن الكولومبي (الأخضر) غير المحمص بلغ سعر الـ 330 جنيهًا خلال أبريل الماضي، ثم ارتفع إلى سعر 360 جنيهًا في نهاية مايو الماضي، ومتوقع استمرار صعوده خلال الفترة المقبلة.
100% ارتفاعًا على الأقل في أسعار البن خلال أشهر قليلة
وأوضح أن سوق البن في مصر تأثر جدًا منذ شهر أغسطس الماضي، لتحدث أزمة البن مع وقف الإستيراد لصعوبة تدبير الدولار لإفراج الجمركي عن البضائع، التي معها قل المعروض في الأسواق، لترتفع الأسعار بنسبة لا تقل عن 100% في فترة تقل عن 10 أشهر.
أسعار البن وأنواعه في الأسواق
وأضاف أن أسعار البن ارتفعت خلال الأشهر الماضية، إذ كان يباع البن الكولومبي بسعر 85 جنيهًا للكيلو، وصل سعره اليوم إلى 360 جنيهًا، البن البرازيلي كان يباع بسعر من 45 إلى 50 جنيهًا، وصل سعره إلى 220 جنيهًا، جميع أسعار الأنواع الأخرى ارتفعت من 40 جنيهًا إلى 220 جنيهًا، ما عدا البن الفيتنامي والإندونيسي الذي يتراوح سعرهما بين 125 جنيهًا و130 جنيهًا.
توقعات بارتفاعات جديدة في سعر فنجان القهوة
وقال إن قرار وزير المالية بفرض رسوم تنمية مضافة إلى الضريبة الجمركية، سيؤثر سلبًا بارتفاعات جديدة في الأسعار، إذ سترتفع أسعار فنجان القهوة في المقاهي والكافتيريات والكازينوهات، وعليه سيتأثر الشعب كله، ففنجان القهوة منتج مهم جدًا للطبقة العاملة الفقيرة وإلى الأثرياء.
البن ليس سلعة استفزازية أو كمالية
واستنكر «نظمي» تصنيف البن على أنه من السلع الإستفزازية أو الكمالية، التي لا تهم إلا فئات بعينها، وعليه أضيفت لها رسوم تنمية دولة إضافة إلى رسوم الجمارك، قائلًا: البن ليس سلعة استفزازية أو كمالية، بل هي سلعة شعبية جدًا لجميع المواطنين، الجميع يشرب القهوة، لكن هناك من يشتري أجود الأنواع وأخرون أقلها، هي سلعة تقوم عليها أعمال جميع الكافيهات والمقاهي في المناطق الشعبية أو الراقية، هي سلعة في البيوت والمنازل، ويقاس مدى تقدم السيدة ورسوخ قدمها في المطبخ بفنجان قهوة.
زيادة الرسوم على البن تساهم في رفع معدلات البطالة
وتابع: وعليه فإن زيادة الرسوم على البن تمس جميع المواطنين والفئات، وتعني المساهمة في تقليل فرص العمل للشباب، فهناك شباب لم يجد فرصة عمل، لكنه بحث لنفسه عن وسيلة لكسب الرزق من خلال «نصبة» على الشارع أو سيارة لبيع القهوة، وعندما نرفع عليه أسعار مستلزمات مشروعه فإن ذلك يعني المساهمة في غلق باب رزقه، إذ سيضطر إلى رفع أسعار كوب القهوة، وعليه سيعزف الناس عن شراء القهوة من هؤلاء الشباب، ومصر في حاجة إلى مساعدة ودعم مشاريع الشباب، وحثهم على البحث عن فرص العمل الممكنة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
