رئيس التحرير
عصام كامل

من جورج فلويد إلي الشاب نائل بفرنسا، حوادث فجرت فتيل المظاهرات في أوروبا

جورج فلويد والشاب
جورج فلويد والشاب نائل، فيتو

أعاد مقتل الشاب نائل صاحب الأصول الجزائرية علي يد شرطي فرنسي وانطلاق المظاهرات الحاشدة في عموم فرنسا لليوم الرابع علي التوالي تنديدا بالحادث وبعنف أفراد الأمن،  أعاد إلي الأذهان وقائع القتل المشابهة والتي تسببت في تفجير المظاهرات داخل عدد من البلدان الأوروبية.

 

ومن أبرز تلك الأمثلة، مقتل جورج فلويد، المواطن الأمريكي صاحب الأصول الإفريقية

 

مقتل المواطن الأمريكي صاحب الأصول الإفريقية جورج فلويد

في مايو 2020 تعرض فلويد للعنف على يد الشرطة الأمريكية في مدينة مينابوليس ولاية مينيسوتا شمال الولايات المتحدة الأمريكية، وتسبب الضابط في وفاة فلويد، الذي أصبحت كلماته الأخيرة "لا استطيع التنفس" أيقونة اشتعال الاحتجاجات والتظاهرات فيما بعد سواء في أمريكا أو دول العالم المختلفة.

وتم تصوير وفاته من قبل دارنيلا فرايزر، البالغة من العمر الآن 18 عاما، والتي كانت تسير مع ابن عمها عندما شاهدت كيفية اعتقاله، وقالت إنها بدأت في تسجيل الحادث على هاتفها لأنها رأت رجلا مرعوبا يتوسل لإنقاذ حياته، بحسب موقع "بي بي سي".

طالب محامو أسرة جورج فلويد تشريح جثمانه بعد أن أثار الطبيب الشرعي شكوكا من أن الاختناق هو سبب الوفاة.

وتسبب مقتل فلويد، بانطلاق موجة عالمية من الاحتجاجات والمظاهرات ضد العنصرية، كما أدى إلى تضامن المشاهير من السياسيين والممثلين والمغنيين والرياضيين وغيرهم ضد العنصرية التي يتعامل بها أصحاب البشرة السوداء من قبل الشرطة.

وعمت حملات التضامن مختلف منصات التواصل الاجتماعي وإنطلقت الاحتجاجات من جميع أنحاء العالم رغم وجود فيروس كورونا القاتل، وشملت المشاهير الأمريكين والعرب وغيرهم.

واستمرت الاحتجاجات العنيفة والمظاهرات في الشوارع بجميع أنحاء البلاد بعد وفاة جورج فلويد، مع اعتقال حوالي 4000 شخص في نواحي أمريكا، واتخذ العديد من الفنانين اللوحات الجدارية والرسومات أسلوبا لتكريم فلوريد، ومحاربة العنصرية في الولايات المتحدة وفي أي مكان في العالم.

وقضت محكمة أمريكية في يونيو 2021،  بالسجن لمدة 22 سنة ونصف على الضابط ديريك شوفين.

 

مظاهرات في إسبانيا بسبب حبس مغني راب

وفي إسبانيا تسبب الحكم بالسجن لمدة تسعة أشهر على بابلو هاسل، المعروف بأغاني الراب المناهضة بشدة لمؤسسات الدولة، في اندلاع المظاهرات لعدة أيام متتالية وتخللت تلك الاحتجاجات أعمال عنف ومواجهات بين المتظاهرين وعناصر الأمن.

وسجن مغني الراب الشهير بتهمة تمجيد الإرهاب وإهانة العائلة المالكة، إلا أن المظاهرات انطلقت في عموم البلاد كالنار في الهشيم وقام المتظاهرون بإشعال النار في حاويات ورشق الشرطة بزجاجات ومهاجمة متاجر في برشلونة بإقليم كاتالونيا.

المظاهرات دفعت الحكومة إلى الإعلان أنها ستخفف من قيود التعبير، وقالت الشرطة في إقليم كاتالونيا على تويتر إن المتظاهرين ألقوا مقذوفات على الشرطة التي أطلقت رصاصا رغويا لتفريق الحشد. وقالت الشرطة المحلية إن نحو ستة آلاف متظاهر تجمعوا في كاتالونيا.

وهاجم المتظاهرون متاجر في باسيج دي جراسيا أشهر شوارع التسوق في برشلونة في حين ذكرت صحيفة "الباييس" أن آخرين حطموا نوافذ في إحدى قاعات الحفلات.

وقالت الشرطة إن تسعة أصيبوا نقل اثنان منهم إلى المستشفى. وأضافت أن أكثر من 60 شخصا اعتقلوا في أنحاء كاتالونيا.

 

اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسبانية ومتظاهرين فى برشلونة

وفي 2018، اندلعت اشتباكات عنيفة، بين قوات الشرطة الإسبانية ومتظاهرون متضامنين مع زعيم الإقليم، بعد إعلان الشرطة الألمانية اعتقاله.

وألقت قوات الشرطة الغازات المسيلة للدموع على المتظاهرين، وسط مدينة برشلونة هاتفين "الحرية للسجناء السياسيين" و"بوجديمونت هو رئيسنا". 

وأعلنت نيابة شليزيج الألمانية، أن الرئيس السابق لإقليم كتالونيا كارلس بوجديمونت الذى أوقف فى ألمانيا بناء على مذكرة اعتقال أوروبية أصدرتها إسبانيا، سيمثل أمام قاض مكلف تأكيد هويته.

وفي 2019، حكمت المحكمة الإسبانية العليا بسجن 12 سياسيا وناشطًا من إقليم كتالونيا بتهمة التحريض على الانفصال عام 2017.

وواصل الآلاف من سكان إقليم كتالونيا شمالي شرقي إسبانيا مظاهراتهم لعدة أيام علي التوالي مما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة.

واختار المحتجون محاصرة مبنى المقر الرسمي للحكومة الإسبانية بمدينة برشلونة، مؤكدين أن هذه لن يكون آخر احتجاج في كتالونيا.

وفرقت شرطة مكافحة الشغب حشدا من المتظاهرين، وأطلقت الغاز المدمع واعتقلت عدد من الأشخاص.

 

 

مظاهرات حاشدة في أوروبا ضد عنف الشرطة

وفي 2020 وعقب مقتل جورج فلويد، استمرت حركة الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة إذ عمت المظاهرات كبريات المدن الأوروبية لعدة أيام واستلقى محتجون خارج مبنى السفارة الأمريكية بالعاصمة البريطانية لندن في تحد لتحذيرات رسمية بعدم التجمع.

وعكست الاحتجاجات المستمرة التي انتشرت في أنحاء العالم تصاعد الغضب إزاء العنصرية ومعاملة الشرطة للأقليات وهو الأمر الذي أثاره مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد في مدينة منيابوليس الأمريكية.

ففي إيطاليا تجمع عدة آلاف في ساحة دياتسا ديل بوبولو في روما، حيث دعا المتحدثون لنبذ العنصرية في الداخل وفي الولايات المتحدة وأماكن أخرى. وضمن الحشد الذي شارك فيه العديد من المهاجرين الأفارقة في روما، جاء مايكل تايلور المتحدر من بوتسوانا مع عائلته. 

وكانت السفارات الأمريكية هي وجهة الاحتجاجات في أماكن أخرى من أوروبا، حيث تجمع أكثر من 10000 شخص في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، ومئات في بودابست، وآلاف في مدريد اصطفوا في شارع يحرسه أفراد شرطة بمعدات مكافحة الشغب.

وانضم الآلاف من المواطنين البريطانيين إلى المتظاهرين المناهضين للعنصرية ووحشية الشرطة في أنحاء بريطانيا السابع من يونيو 2020، حيث نزل المحتجون لشوارع العاصمة لندن ومدن رئيسية أخرى. وتدفقت الحشود التي ارتدت أقنعة الوجه ورفعت لافتات، إلى الشوارع المحيطة بالسفارة الأمريكية في جنوب غربي لندن.

وفي مدريد تجمع حوالى ثلاثة آلاف شخص، بحسب الشرطة، ظهرًا أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الإسبانية. وندد المتظاهرون من البيض والسود، بوفاة جورج فلويد ورددوا "لا سلام بدون عدالة" أو "أنتم العنصريون، من هم الإرهابيون".

وفي برشلونة الواقعة شمال إسبانيا، ضاقت ساحة سانت غاومي، حيث مقر حكومة كاتالونيا الإقليمية، بمئات المتظاهرين الذين يضعون كمامات ملتزمين قواعد التباعد الإجتماعي، رافعين لافتات باللغة الإنجليزية للتنديد بالعنصرية في إسبانيا وأوروبا.

وجرت مظاهرات أخرى في كوبنهاجن وبروكسل وغلاسكو. وامتد السخط الذي أدى إلى تظاهر عشرات الآلاف من الأمريكيين بعد وفاة جورج فلويد الذي قضى خلال اعتقاله بسبب ارتكابه جناية صغيرة تدريجيًا إلى بلدان عدة في العالم. وجرت مظاهرات في مختلف أنحاء العالم من أستراليا إلى تونس مرورا بألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ندد المشاركون فيها بالعنصرية في بلدانهم.

 

مقتل مراهق من أصول جزائرية على يد شرطي فرنسي

يشار إلي أن تداعيات مقتل مراهق جزائري في فرنسا على يد عناصر الشرطة مازالت تضرب باريس لليوم الرابع على التوالي، ودفعت وزارة الداخلية الفرنسية بـ 45 ألف شرطي وبعض المركبات العسكرية في أنحاء البلاد وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان في وقت مبكر من صباح اليوم السبت إن 270 شخصا أوقفوا ليل الجمعة ليرتفع العدد الإجمالي للموقوفين إلى أكثر من 1100 منذ مقتل نائل الثلاثاء الماضي في نانتير بضواحي باريس.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية في حصيلة لا تزال مؤقتة، إن 7 أفراد شرطة أصيبوا بجروح خلال أعمال الشغب التي تراجعت حدتها، لافتة إلى أن النيران أضُرمت في حوالي 1350 سيارة فيما تعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب وأحصي 2560 حريقا على الطرقات العامة.

وتسببت أعمال العنف التي أندلعت منذ الثلاثاء الماضي، في إضرام النيران ببعض المباني والسيارات بالإضافة إلى تخريب ونهب بعض المحال، في وضع الرئيس إيمانويل ماكرون في أكبر أزمة خلال فترة رئاسته منذ احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت في 2018.

وكانت البداية عندما أثار مقطع فيديو مصور يرصد لحظة مقتل مراهق من أصول جزائرية على يد شرطي فرنسي عاصفة من الغضب في فرنسا، ما دفع الرئيس إيمانويل ماكرون لإصدار بيان عاجل لتهدئة الأوضاع.

ووثق الفيديو لحظة إطلاق أحد ضباط الشرطة الفرنسية الرصاص على شاب من أصول جزائرية بدعوى رفضه الامتثال إلى الأوامر بمدينة نانتير ما أدى إلى مقتله، فيما تم حجز الضابط بتهمة "القتل العمد".

وتم الكشف أن الشاب من أصول جزائرية ويدعي نائل م.، وهو يعمل كعامل توصيل.

وأثارت مقاطع فيديو صوّرت الحادثة، تساؤلات حول "التدخل الأمني العنيف" وخلفت ردود فعل سياسية غاضبة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية