وسائل منع الحمل أثناء الولادة جريمة طبية أم حل أمثل لتنظيم الأسرة؟.. طبيبة تقدم المقترح للرئيس.. ومتخصصون: تطبق فى دول أخرى وحل أمثل فى مصر.. أطباء يحددون الاستخدام الآمن
فى مصر بلغ عدد السكان 105 ملايين و64 ألف نسمة، وفى ظل الزيادة السكانية المستمرة التى لا تتوقف، طرحت رئيسة قسم النساء والتوليد بأحد مستشفيات البحيرة الدكتورة بثينة الجندى خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى مع أهالى محافظة البحيرة فكرة تطبق داخل مستشفيات المحافظة، وهى استخدام وسيلة منع الحمل للسيدات أثناء الولادة القيصرية، وتعميم تطبيق تلك المبادرة فى كل المحافظات لخفض معدلات المواليد ومواجهة الزيادة السكانية.
وفور انتهاء اللقاء هاجم البعض حديث الطبيبة على صفحات السوشيال ميديا عن سوء فهم بأنها تروج لاستخدام وسائل منع حمل للسيدات خلال الولادة دون معرفة السيدات أو استخدام طرق طبية تمنع السيدات من الإنجاب مرة أخرى داخل المستشفيات، وأنها جريمة طبية.
وسائل حمل أثناء الولادة
عدد من الأطباء المتخصصين كشفوا أن استخدام وسيلة منع الحمل أثناء الولادة أمر مطبق، فضلا عن أن له شروطا وضوابط، ويمكن الاستفادة منهم فى تقليل معدل الولادات، خاصة للسيدات اللاتى لا يلتزمن باستخدام وسيلة منع حمل بعد مرور فترة النفاس، ولا يمكن إجبار السيدات على ذلك أو استخدام وسائل لمنع الإنجاب دون علمهم.
من جانبه قال الدكتور عاطف الشيتانى، مقرر المجلس القومى للسكان سابقا، إن استخدام وسيلة منع الحمل أثناء الولادة فكرة قديمة منذ التسعينيات، والمصطلح الأدق لها هو "تنظيم الأسرة بعد الولادة المباشرة"، مشيرا إلى أنه برنامج متكامل يتم تنفيذه فى مصر ويبدأ بالمشورة مع السيدة أثناء الحمل بحيث تتوجه للمستشفى للولادة وهى لديها قرار باستخدام الوسيلة والمستشفى على علم بذلك، ولا يقتصر الأمر فقط على الولادة القيصرية، موضحا أن الوسيلة الأكثر استخداما هى اللولب النحاسى بعد الولادة مباشرة.
وأكد لـ«فيتو» أن السيدة تكون على دراية ومعرفة كاملة باستخدام الوسيلة لضمان استمرار استخدامها، لأن الوسيلة ليست دائمة، ويمكن الانقطاع عن استخدامها أي وقت، موضحا أهمية استخدام الوسيلة بعد الولادة مباشرة لأن الفترة التى يحدث فيها حمل غير مرغوب فيه فترة 6 أسابيع بعد الولادة، فضلا عن عدم التزام السيدات بالرضاعة الطبيعية المطلقة ويلجأن للرضاعة الصناعية التى تزيد من احتمال حدوث حمل إذا لم تستخدم السيدة الوسيلة المناسبة.
وأشار إلى أن السيدات يستخدمن ذلك البرنامج على مستوى العالم، وفى مصر يتميز أنه بدون إجبار، وهو اختيارى وطوعى ويكون بقرار من السيدة وزوجها.
وأكد “الشيتاني” أن الرغبة فى استخدام تنظيم الأسرة والتوقف عن الحمل فى مصر تصل إلى 80% طبقا لنتائج المسح الصحى الأخير فى 2021، ومع ذلك يستخدم 66% فقط وسائل تنظيم الأسرة، مؤكدا أن التوسع فى برنامج تنظيم الأسرة مباشرة بعد الولادة يستطيع تلبية الطلب على الوسائل ورفع معدل الاستخدام فى أسرع وقت.
وتابع حديثه بأن جميع الوسائل يمكن إعطاء مشورة للسيدة باستخدامها بعد الولادة، والبرنامج يوفر الخدمة مباشرة فى كل المستشفيات ومتوفر فيها كل أنواع الوسائل.
التوعية الضرورية
وطالب الدكتور عاطف الشيتانى بالتوسع فى التوعية حول برنامج تنظيم الأسرة بعد الولادة مباشرة، لأنه يعطى فرصة للسيدات للحصول على الوسائل التي يرغبن فيها، خاصة من تتكاسل عن استخدام الوسيلة بعد مرور فترة من الوقت بعد الولادة، كما يناسب السيدات اللاتى تخشى من تركيب اللولب وتصاب بالخوف منه.
وأضاف أن تنظيم الأسرة بعد الولادة مباشرة يتضمن تدريب الأطباء على تركيب اللولب بعد الولادة ورفع الوعى لدى الأطباء فى كل التخصصات بمزايا تنظيم الأسرة، لأنه فى بعض الأحيان لا يكون الطبيب على دراية بوسائل الأسرة، موضحا بمثال طبيب عظام فسر آلام فى الظهر بسبب اللولب، وهذا غير صحيح، لذا من المهم تدريب الأطباء على مزايا وعيوب وطريقة استخدام كل الوسائل، بجانب توفير معلومات حديثة للأطباء والتمريض، خاصة أن الممرضة ركيزة أساسية فى برنامج تنظيم الأسرة والمشورة تقدم من خلال الممرضة موضحا أن مزايا اللولب أنه فعال لعدة سنوات.
وأكد أن وسائل تنظيم الأسرة المستخدمة فى مصر كلها توصى بها منظمة الصحة العالمية.
واستكمل حديثه بأن إجراء ربط قناة فالوب إجراء طبى يتخذ عندما يمثل الحمل تهديدا لصحة السيدة، ويكون بموافقة المريضة وتقرير طبى من الأطباء، مشيرا إلى وجود دول تستخدمه كوسيلة تنظيم أسرة ولكنه ليس وسيلة فى مصر ويستخدم للحفاظ على صحة السيدة وحياتها، مؤكدا ضرورة إتاحة المعلومات لكل السيدات لمنع حدوث سوء الفهم، مشيرا إلى أن برنامج تنظيم الأسرة بعد الولادة مباشرة متوفر فى محافظات كثيرة وهو سياسة تتبناها وزارة الصحة.
اختلاف آراء
بدوره قال الدكتور خالد أمين، عضو مجلس نقابة الأطباء واستشارى أمراض النساء والتوليد، إن الرأى الطبى فى مسألة استخدام وسيلة منع الحمل أثناء الولادة ينقسم إلى مدرستين، مدرسة ترى أنه يجب الانتظار فترة زمنية لتركيب الوسيلة وهى مدة الأربعين يوما الأولى بعد الولادة، ومدرسة أخرى ترى إمكانية استخدام وسيلة منع حمل بعد الولادة مباشرة تجنبا للحمل غير المرغوب فيه، خاصة أن ضرر الحمل غير المرغوب فيه وعدم الاستعداد النفسى أكبر من حدوث مضاعفات من تركيب الوسيلة وقت الولادة وهى حالات قليلة الحدوث، مشيرا إلى أن 21% من المواليد فى المسح الصحى الأخير لعام 2021 حمل غير مرغوب فيه.
وتابع حديثه لـ"فيتو" بأنه فى كلتا الحالتين يجب موافقة السيدة على استخدام الوسيلة، مشيرا إلى أنه على مستوى المجتمع المصرى فإن وجهة النظر التى تؤيد استخدام الوسيلة بعد الولادة مباشرة بهدف تقليل الزيادة السكانية.
وأضاف أنه لا بد من الشرح للسيدة عن كل وسيلة وتوقيعها على موافقة مستنيرة قبل اتخاذ أي إجراء، مشيرا إلى أن الأكثر شيوعا فى استخدام الوسائل أثناء الولادة هو تركيب اللولب.
وأشار إلى أنه بالنسبة لربط قناتى فالوب فهو إجراء طبى لا يتم إلا بموافقة الزوجين، وإذا حدث بدون موافقة الزوجين يعد جريمة، ولا يحدث ذلك، وهو أحد الإجراءات الطبية التى تمنع الحمل نهائيا، ولا يمكن الحمل بعده وهو ممارسة عنيفة لا تحدث إلا بعد رغبة قوية من الزوجين أو الحالة الصحية للسيدة تستدعى ذلك.
خفض معدلات المواليد
من جانبه قال الدكتور حسام الشنوفى، أستاذ طب النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة أن الدول التى تعانى من زيادة فى عدد السكان تبحث عن طرق للسيدات لخفض معدلات الولادات، مشيرا إلى أن استخدام وسيلة منع الحمل بعد الولادة مباشرة أمر مناسب فى حالة عدم التزام السيدة باستخدام الوسيلة بعد مرور فترة زمنية من الولادة سواء بسبب الظروف الاجتماعية أو المادية أو غياب الوعى بأهمية وسيلة منع الحمل.
وأضاف لـ"فيتو" أن الوسائل الهرمونية طبيا لا يمكن استخدامها وقت الولادة، ويجب مرور 40 يوم أو 6 أسابيع بعد الولادة مباشرة والوسيلة الأنسب للتركيب أثناء الولادة هي اللولب، وليس فيه تأثير على صحة السيدة، ويمكن تركيبه بعد خروج الجنين مباشرة، ولكن مشكلة اللولب هى إمكانية سقوطه، وهى نسبة مرتفعة، ولكن أجريت عدة دراسات أكدت أن نسبة السقوط قليلة إذا تم تركيبه بشكل صحيح.
وأضاف أن تركيب اللولب أثناء الولادة بعد خروج الجنين وأثناء تخدير السيدة يحقق فكرة وسيلة حمل آمنة ولا يوجد ألم أثناء تركيبه أو صعوبة.
وأشار إلى أن ربط قناتى فالوب لا يمكن إجراؤه إلا بعد إقرار موافقة الزوجين، لأنه يمنع القدرة على الحمل بطريقة طبيعية ولا يحدث إلا فى حالات معينة منها الولادات المتكررة للسيدة أو وسائل منع حمل غير مناسبة للسيدة أو لا يمكن صحيا استخدام أي وسيلة، وبعد الولادة الأخيرة يتم ربط قناتى فالوب بعد موافقة الزوجين وشرح كل المضاعفات لهما.
قدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.