الأزمة الكورية، متخصصة بالشأن الآسيوي تكشف السيناريوهات المتوقعة فى الأزمة الكورية وتصاعد تهديد كيم جونغ أون
الأزمة الكورية، قالت الدكتورة نادية حلمى، أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف والمتخصصة فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية، إن تحذيرات بيونغ يانغ تجاه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حازمة فكوريا الشمالية كرست رسميًا سياسة تجعل من وضعها النووي أمرًا لا رجعة فيه، محذرة واشنطن من أن زيادة التعاون الأمني الإقليمي فى مواجهتها، بما في ذلك إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، للبحث عن طرق لتعزيز الحماية التي توفرها لسيول وطوكيو فى مواجهة بيونغ يانغ لن يمر مرور الكرام.
تصاعد تهديد كيم جونغ أون بشن حرب نووية شاملة
وأكدت فى تصريح لفيتو، أن انتقاد "كيم جونغ أون" لما أسماه "تدريبات حرب العدوان"، وتصاعد تهديده بشن حرب نووية شاملة فى حال استمرار الولايات المتحدة الأمريكية فى توجيه تهديدات ضد بلاده، مهددًا بالرد الحازم من قبل بيونغ يانغ على الأسلحة النووية الأمريكية الكورية الجنوبية اليابانية بأسلحة نووية كورية شمالية مضادة، وصولًا لحدوث المواجهة الشاملة بين الطرفين.
تهديد كوريا الشمالية بشن حرب نووية أمرًا جديًا
وواصلت نادية حلمى حديثها قائلة تأتى تهديد كوريا الشمالية بشن حرب نووية أمرًا جديًا من وجهة نظرى واعتقاداتة، بالنظر لتلك العقيدة الأيديولوجية الصارمة التى تحكم نظام بيونغ يانغ وزعيمها "كيم جونغ أون"، مع النص الصريح فى ميثاق حزب العمال الحاكم، والذى يعتبر دستور كوريا الشمالية الأعلى، على أن يكون لكوريا الشمالية هدفان وطنيان يتمثل أولهما فى بناء دولة قوية فى شبه الجزيرة الكورية، أي منطقة كوريا الشمالية، والهدف الثاني يتمثل فى إقامة دولة إشتراكية تشمل شبه الجزيرة الكورية بأكملها، بما في ذلك كوريا الجنوبية، الأمر الذي يستلزم تحرير الكوريين الجنوبيين من "الإمبريالية الأمريكية المتصورة وبناء دولة شيوعية موحدة" وفق التصور الكورى الشمالى.
رفض التدخلات والمناورات العسكرية الأمريكية
وأضافت نادية حلمى، تأتى كل هذه التطورات، فى الوقت الذى تكرر فيه كوريا الشمالية رفضها لمثل تلك التدخلات والمناورات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية على الحدود معها، كما باتت بيونغ يانغ تهدد الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية بشن حرب نووية شاملة فى المنطقة، خاصةً على إثر تلك التحالفات والتحركات الأمريكية المتوالية فى منطقة الإندو-باسيفيك فى مواجهة كوريا الشمالية وحليفتها الصينية، فلا يمكن فصل إعلان التحالف بين اليابان وكوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة الأمريكية عن تلك التوجهات الإستراتيجية الأمنية الجديدة فى الصراع الدولي المتصاعد فى مواجهة كوريا الشمالية، خاصةً وأنه يواكب تبني بكين وحليفتها الكورية الشمالية لسياسة خارجية أكثر جرأة فى مواجهة واشنطن وحلفاؤها نتيجة لتدخلهم فى شؤونهم. وهنا فقد أدى تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وبين اليابان وكوريا الجنوبية من جهة أخرى، إلى تحفيز مخاوف كوريا الشمالية أكثر، وتزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الإندو-باسيفيك. وهنا تؤسس إستراتيجية الأمن القومي الجديدة لواشنطن فى منطقة الإندو-باسيفيك لتغييرات جذرية في سياسة المنطقة الأمنية والدفاعية، إذ تسمح للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية بإمتلاك طوكيو قدرات الهجوم المضاد كخطوة وقائية ضد أي هجوم محتمل فى مواجهة كوريا الشمالية. ويعكس هذا التغير نجاح واشنطن في إستقطاب حليف معتبر لجهودها الهادفة لإعاقة ووقف التصعيد الكورى الشمالى، خاصةً وأن الاستراتيجية اليابانية الجديدة تقر تأسيس قيادة عسكرية موحدة للقوات البرية والبحرية والجوية اليابانية والأمريكية فى مواجهة أى مخاطر محتملة من كوريا الشمالية والصين حليفتها.
تصعيد بيونغ يانغ فى الفترة الأخيرة من حدة تحذيراتها دوليًا
وأشارت نادية حلمى الى نفس الأمر ينطبق فى علاقات واشنطن الأمنية والعسكرية مع حليفتها كوريا الجنوبية فى مواجهة كوريا الشمالية، خاصةً مع تعهد كوريا الجنوبية بمواصلة تعزيز التحالف الأمنى والإستراتيجى لمنطقة الإندو-باسيفيك مع تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية وتطويره إلى تحالف إستراتيجى عالمي شامل.
كما صعدت بيونغ يانغ فى الفترة الأخيرة من حدة تحذيراتها دوليًا فى مواجهة التحالف الثلاثى الأمريكى اليابانى الكورى الجنوبى الموجه ضدها، بالنظر لرفض الزعيم الكورى الشمالى "كيم جونغ أون" لإستنساخ "ناتو آسيوي" على غرار حلف "الناتو العسكرى" الذي يضم دولًا أطلسية. وعلى الرغم من نفي كوريا الجنوبية أن يكون تعاونها مع اليابان في إطار تحالف عسكرى موجه ضد كوريا الشمالية بالأساس تحت إشراف وتخطيط واشنطن، فإن ثمة مؤشرات تدلل على تزايد مستويات التنسيق بين البلدين بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يأتي على رأسها توقيع إتفاق فى نوفمبر ٢٠٢٢، يقضي بتفعيل إتفاق سابق بتبادل المعلومات الإستخباراتية بينهما فى منطقة الإندو-باسيفيك، وذلك لتعزيز قدرة البلدين على مواجهة التهديدات المحتملة بشكل أفضل فى مواجهة كوريا الشمالية وإطلاق صواريخها البالستية فى مواجهتهم، وبالأخص مع تحالف كلًا من اليابان ونظيرته الكورية الجنوبية كافة التحركات الكورية الشمالية فى المنطقة الآسيوية القريبة من مضيق تايوان والإندو-باسيفيك، بما يمكنهما من أن يكونا عين واشنطن فى تلك المنطقة فى مواجهة بيونغ يانغ وزعيمها "كيم جونغ أون"، وهو ما ترفضه حكومة سيول وبشدة فى مواجهتهم.
تطوير التحالف بين كوريا الجنوبية واليابان وواشنطن إلى شراكة عالمية
وهى تلك الخطة التى وافقت عليها كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية فى مواجهة الصين وحليفها المقرب الكورى الشمالى، وذلك عقب الإجتماع الكورى الجنوبى مع مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ "دانييل كريتنبرينك" فى ١١ نوفمبر ٢٠٢١، مع تشديد عدد من المسؤولين الكوريين الجنوبيين المعروفين بعدائهم الشديد لبكين وكوريا الشمالية على تطوير التحالف بين كوريا الجنوبية واليابان وواشنطن إلى شراكة عالمية فى مواجهة تحركات بكين وكوريا الشمالية، وهو ما ردت عليه كوريا الشمالية وقتها بصرامة بإطلاق عدد من الصواريخ البالستية بالقرب من بحر اليابان وعلى الحدود مع كوريا الجنوبية.
مواصلة الضغط الكورى الشمالى فى مواجهة جارتيها اليابانية والكورية الجنوبية
وهنا نجد أنه من المؤكد مواصلة كوريا الشمالية معارضتها لتحركات اليابان وكوريا الجنوبية بمساعدة واشنطن والساعية إلى تعزيز قدراتهم العسكرية فى منطقة الإندو-باسيفيك بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية، فضلًا عن مواصلة الضغط الكورى الشمالى فى مواجهة جارتيها اليابانية والكورية الجنوبية لوقف إنخراط اليابان وكوريا الجنوبية فيما تعتبره كوريا الشمالية إجراءات غير مقبولة، مثل مشاركة طوكيو فى (نظام الدرع الصاروخي الأمريكى)، أو المشاركة في تحالف عسكري ثلاثي يضم الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما لا تقبله كوريا الشمالية وزعيمها "كيم جونغ أون".
وهنا صعدت كوريا الشمالية من حدة تصعيداتها فى مواجهة واشنطن وحلفاؤها فى اليابان وكوريا الجنوبية، مع معارضة بيونغ يانغ الشديدة لزيادة المخصصات الدفاعية والأمنية والعسكرية الجديدة فى منطقة الإندو-باسيفيك، خاصةً أن التحالف الأمريكى اليابانى الكورى الجنوبى الجديد، والذى يتيح لهم بتبنى إستراتيجية أمنية ودفاعية جديدة، ويكفل لطوكيو وسيول بزيادة التعاون مع دول الإندو-باسيفيك ذات الأهداف المشتركة مع واشنطن، مثل أستراليا والفلبين وتايوان، وهو ما تعتبره واشنطن أمرًا حاسمًا في التصدي لنفوذ الصين، فى ظل زيادة الولايات المتحدة الأمريكية من تواجدها الاستراتيجي في المنطقة، وهو ما تعارضه كوريا الشمالية وبشدة.
كما أن الوثيقة اليابانية الجديدة بشأن زيادة ميزانيتها الدفاعية والأمنية فى مواجهة كوريا الشمالية بتشجيع من الولايات المتحدة الأمريكية، مع إعتبارهم أن الأنشطة الكورية الشمالية العسكرية تمثل بشكل غير مسبوق أعظم تحد إستراتيجى لضمان سلام وأمن اليابان، وأنها مصدر قلق كبير لليابان والمجتمع الدولى، إذ ترصد الوثيقة اليابانية الجديدة زيادة حدة النفقات الدفاعية اليابانية، وتعزيز قدراتها العسكرية على نطاق واسع وسريع، بما في ذلك قدراتها النووية والصاروخية، بالإضافة إلى تكثيف محاولاتها لتغيير الوضع الراهن بالقوة في المجالين البحري والجوي في بحر الصين الشرقي والجنوبى فى مواجهة كوريا الشمالية وحليفتها الصينية، مثل إقتحامها للمياه الإقليمية والمجال الجوي حول جزر سينكاكو/ديايو المتنازع عليها بين الجانبين
القواعد الأمريكية بكوريا الجنوبية واليابان مستهدفة
وهنا تهدد كوريا الشمالية بشن حرب نووية شاملة خاصة فى ظل تواجد قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة فى جزيرة أوكيناوا اليابانية وقاعدة جوام الأمريكية الكورية الجنوبية بالقرب من بيونغ يانغ مما يهدد أمنها القومى وفق تصورها، بما يمكن أن تصبح معه هدفًا للهجمات الثلاثية المشتركة الأمريكية اليابانية الكورية الجنوبية، وفقًا لتلك التحركات والخطط اليابانية الأمريكية الكورية الجنوبية فى مواجهتها، وهو ما تراقبه السلطات الكورية الشمالية بغضب شديد.
وفي هذا الإطار أيضًا، فإن تشكيل تحالف جديد بين الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية، يسمى جاكوس
وذلك فى منطقة شمال شرق آسيا، والذى تحاول واشنطن تدشينه والإعلان عنه سريعًا لعرقلة النمو والصعود الصينى والحد من الخطر الكورى الشمالى، ولاسيما في ظل توافر الحوافز الدافعة لإمكانية تشكيل هذا التحالف الجديد، لعل في مقدمتها التوجه الأمريكي الجديد لتشكيل مجموعة من التحالفات الصغيرة عوضًا عن تحالف الناتو الكبير والمترهل، مع تزايد التهديدات الصينية والروسية والكورية الشمالية للهيمنة الأمريكية في المنطقة، علاوة على حدوث تغيرات مستجدة في السياسة الخارجية اليابانية والكورية الجنوبية تنزع نحو اليمين والتشدد تجاه الصين وكوريا الشمالية بمساعدة واشنطن.
تشكيل محور آسيوى مضاد للتحالفات الأمريكية
وبناءً عليه، سيكون الرد الكورى الشمالى المحتمل ردًا على تلك التحالفات الأمريكية فى منطقة الإندو-باسيفيك، هو تشكيل محور آسيوى مضاد للتحالفات الأمريكية، يتكون من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، فضلًا عن إمكانية إستغلال كوريا الشمالية لتلك التوترات السابقة والعميقة الجذور فى العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية لمصلحتها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية..