رئيس التحرير
عصام كامل

انخفاض الوظائف وتراجع المهارات، أبرز التحديات التي تواجه التحول للاقتصاد الأخضر عالميا

الاقتصاد الأخضر،
الاقتصاد الأخضر، فيتو

التحول للاقتصاد الأخضر، ركزت العديد من دول العالم خلال السنوات الأخيرة، على التحول للاقتصاد الأخضر، في محاولة منها لتجنب الانبعاثات الكربونية والتلوث البيئي الذي ينتج عن العديد من الصناعات المختلفة، والتي تسببت في أزمات كبيرة مما نتج عنها التغيرات المناخية التي يعاني منها معظم دول العالم.

أبرز التحديات التي تواجه التحول للاقتصاد الأخضر

وبالرغم من التوجه العالمي الصارم نحو تقليل الانبعاثات الكربونية، والتوجه إلى الصناعات الصديقة للبيئة، إلا أن هناك عدة تحديات رئيسية تهدد التحول الأخضر في العديد من الدول والتي تعوق مسار خطط الدول المستقبلية، والتي يأتي من أبرزها تراجع الأجور ونقص المهارات التي يحتاج إليها العاملون في مختلف المجالات.

الاقتصاد الأخضر، فيتو


وكان هناك توجه ملحوظ من 9 دول أوروبية، لتحويل مياه بحر الشمال لأكبر محطة للطاقة الخضراء عالميًا، والتي كان من المقرر إنشاؤها في مدينة اوستند ببلجيكا، مما يساعد على مضاعفة طاقة الرياح البحرية على مدار الثلاثين عاما المقبلة، مما يساهم في تعزيز معدلات إنتاج الهيدروجين الأخضر مع الكابلات التي تنتقل بين أوروبا والمملكة المتحدة.


وبالرغم من عزم الدول على البدء في انشاء المشروع، إلا الله هناك أكثر من 100 شركة أوروبية حذرت من عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها للانتهاء من تنفيذ هذا المشروع والوصول إلى معدلات الطاقة الخضراء المستهدفة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز".

عوائق انشاء أكبر محطة للطاقة الخضراء عالميا

واوضحت شركة ويند أوروبا، أن هناك العديد من العوائق التي تحول دون الوصول إلى خطة انشاء أكبر محطة للطاقة الخضراء عالميا، مضيفة أن اكبر العوائق تتمثل في الافتقار إلى العمالة التي تتمتع بمهارة في العمل، وأنه لن يتم الاعتماد بالكامل على الاستثمارات فقط، مطالبة بضرورة توفير الحكومات كافة وسائل الدعم لبناء قاعدة مهارات تدعم التحول للاقتصاد الأخضر.

فقدان الوظائف وتحديات الاقتصاد الأخضر

وحرص تقرير "فايننشال تايمز"، على تسليط الضوء حول واحدة من التحديات الكبرى التي تواجه التحول للاقتصاد الأخضر، موضحا أن هناك مخاوف كبيرة بشأن فقدان الوظائف، مما جعلت العديد من الحكومات تتردد في نقل العمال من الصناعات القديمة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يظهر من خلال اعتراض ألمانيا لحظر  بيع السيارات التي تأتي بمحركات احتراق داخلي بداية من عام 2035.


ويتسبب النقص الحاد في المهارات والعمالة، في تراجع معدلات التطوير التي يتم استهدافها في الصناعات الجديدة، مما يحول دون جعل المباني التجارية والمنازل بكفاءة عالية من ناحية استخدام الطاقة، حيث تشير العديد من البيانات إلى أن جميع الحكومات الأوروبية تعرضت للفشل في مجال تدريب الأعداد المستهدفة من العمال، للعمل على تركيب المضخات الحرارية والعزل.

المهارات الخضراء وتلبية الأهداف المناخية

وقالت رئيسة السياسة العامة العالمية لشبكة "لينكد إن" سو ديوك، إن الكثير من الأشخاص لا يلجأون إلى التطوير من مهاراتهم الخضراء خلال الفترة القريبة للعمل على تلبية الأهداف المناخية، موضحة أن التوظيف في المهارات الخضراء من المتوقع أن تتوقف، سواء في أمريكا أو على مستوى العالم، انعكاسا لتراجع أسواق العمل.


وحرص عدد من الباحثين على القيام بحساب الأشخاص المنخرطين في قطاعات التحول للاقتصاد الأخضر، والتي تتمثل في الطاقة الجديدة والمتجددة، وإنتاج السيارات الكهربائية، مما جعلهم يكتشفون أن الحصة الخاصة بالقطاعات الخضراء أقل من 5% بالنسبة للعمالة في الاقتصادات المتقدمة.

 

انخفاض أجور الوظائف الخضراء

وتشير دراسة نشرت في وقت سابق من هذا العام من قبل معهد جرانثام للأبحاث التابع لكلية لندن للاقتصاد، أن الوظائف في المجالات منخفضة الكربون لديها بالفعل متطلبات أعلى للمهارات التقنية والإدارية من الوظائف الأخرى، وغالبا ما تتطلب مهارات تكنولوجيا المعلومات التي كان الطلب عليها مرتفعا في القطاعات الأخرى. لكنها مع ذلك، لم تكن بالضرورة أفضل من حيث الأجور.

ويعمل في المملكة المتحدة، عدد كبير من الأشخاص في مجال التمويل الأخضر، لكنهم لا يحققون أرباحا  بالضرورة، في مقابل المهندس في الولايات المتحدة الذي يعمل في قطاع النفط ويكسب أكثر بكثير مما يكسبه المهندس في القطاعات منخفضة الكربون.

 

ويشير فرانشيسكو فونا، أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن هؤلاء الأشخاص الذين يعملون في وظائف قطاعات الوقود الأحفوري يتقاضون أجورًا أكثر من الوظائف الخضراء ولذلك فإن الانتقال صعب حتى لو كانت المهارات متشابهة".

وتشير آنا فاليرو، زميلة السياسات في مركز الأداء الاقتصادي، إلى أن الأجور في الاقتصاد الأخضر قد ترتفع قريبًا بسرعة في الولايات المتحدة، بسبب حزمة تحفيز قانون خفض التضخم لإدارة الرئيس جو بايدن، والتي ستدفع الطلب على المهارات النادرة.

وتضيف أن الحكومات الأوروبية يمكن أن تتعلم من النهج الذي اتبعته الولايات المتحدة، حيث تقدم حوافز ضريبية إضافية للشركات.

نقص الاستثمار والتحديات المناخية

ويضيف فونا أن نقص الاستثمار في إعادة تشكيل مهارات العمال يمثل عقبة أمام تحقيق أهداف الحكومات لإعادة تأهيل المنازل لتناسب التحديات المناخية ويجب عليهم حقًا تعلم أشياء جديدة خاصة.

ويشير ماركوس جانسر، كبير الباحثين في المعهد الألماني لبحوث التوظيف أن ألمانيا وضعت خطط تشمل زيادة جميع الدورات التدريبية التي تتضمن محتوى عن الاستدامة.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية