علي جمعة يكشف سر طلب رسول الله من صحابته عدم تدوين السنة
تدوين سنة رسول الله، كشف الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، عن سر طلب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من صحابته عدم تدوين السنة النبوية في عهده، مؤكدًا أن الصحابة اعتمدوا على الرواية والمشافهة في نقل سنة رسول الله، ولم يكن التدوين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
سر طلب رسول الله بعدم تدوين سنته
وعن تدوين سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أكد الدكتور علي جمعة أن كتابة سنة النبي كانت فردية، وجاء في حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار".
وقال الدكتور علي جمعة عن عدم تدوين سنة رسول الله، وتدوين القرآن: “قد وصل إلينا القرآن بالتواتر لم يختل فيه حرف واحد، وحفظ عليه على مستوى الأداء الصوتي للحروف ومخارجها والكلمات وطريقة نطقها، ونشأت عدة علوم للحفاظ على هذا الكتاب الكريم كما هو منها: علم النحو والصرف، والقراءات، والتفسير، بل وعلوم اللغة كلها، بل إن المعاجم العربية إنما وضعت للحفاظ على هذه البيئة التي منها ذلك الكتاب العظيم”.
جهد الصحابة لتوثيق كلام رسول الله
وأوضح علي جمعة عملية تدوين سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم "أما السنة فقد بذل المسلمون جهدا مبدعا وغير مكرر في توثيق كلام النبي صلى الله عليه وسلم، فأنشئوا علوما كثيرة، ولم يحدث مثل ذلك أبدا لأي نبي أو مفكر أو عالم أو شاعر أو أديب في تاريخ البشرية فهو أمر فريد اختص بكلام النبي محمد ﷺ.
وتابع الدكتور علي جمعة فقال: "كان للصحابة، رضوان الله عليهم، عناية شديدة في رواية الحديث ونقله، فرحل جابر بن عبد الله الأنصاري مسيرة شهر إلي عبد الله بن أُنَيْس في حديث واحد.. ذكره البخاري في صحيحه".
وعن سر طلب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بعدم تدوين سنته، قال علي جمعة: "وقد اعتمد الصحابة على الرواية والمشافهة، فلم يكن التدوين في زمن الرسول ﷺ تدوينًا رسميًا, بمعنى أن الرسول ﷺ لم يأمر الصحابة رسميًا بتدوين السنة، ولم يعين لذلك كتبة مثل كُتَّاب الوحي الذين كانوا يدونون القرآن"
كتابة سنة رسول الله فردية
وتابع: "غير أنه ورد الأمر النبوي لبعض الصحابة رضي الله عنه بالكتابة بصور فردية غير منتظمة, وبإذن خاص من رسول الله ﷺ، ولا تعارض بين هذا الإذن الخاص والأمر بالكتابة مع قوله ﷺ: «لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار».
وعن حديث عدم تدوين سنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال علي جمعة: "إن هذا الحديث كان في بداية تدوين القرآن فأراد رسول الله ﷺ ألا ينشغل الصحابة رضي الله عنهم بشيء غير القرآن الكريم ويختلط عليهم القرآن بكلام النبي، وحتى لا يركنوا للكتابة ويهملوا الحفظ ومن هنا نهى في بدء الإسلام عن كتابة أي شيء غير القرآن الكريم،و لما زالت تلك الأسباب أذن النبي ﷺ بعد ذلك في كتابة الحديث لمن أراد من المسلمين".
الأذن النبوي بتدوين سنة رسول الله
وأوضح جمعة أن هذا الإذن النبوي تمثل في أحاديث كثيرة منها: لما فتح الله تعالى مكة للمسلمين خطب النبي ﷺ، فقام رجل من أهل اليمن اسمه أبو شاة، وقال: يا رسول الله، اكتبوا لي، فقال النبي ﷺ: «اكتبوا لأبي شاة» وعند البخاري زيادة، عن الوليد بن مسلم، قال: قلت للأوزاعي، ما قوله، اكتبوا؟ قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله ﷺ فدل ذلك على صريح إذنه بالكتابة.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله ﷺ أريد حفظه، فنهتني قريش، فقالوا: إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله ﷺ، ورسول الله ﷺ بشر يتكلم في الغضب والرضا، فأمسكت عن الكتابة فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فقال ﷺ: «اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلاّ حقّ» وأشار بيده إلى فيه. وغير ذلك من الأحاديث، وظل التدوين والعناية بحفظ السنة حتى يومنا هذا مما جعلها مصدرا موثقا من مصادر التشريع الإسلامي".
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.