ذكرى وفاة السندريلا، طبيب سعاد حسني يروي أسرارها في مدينة الضباب: تزوجت العندليب وكانت تعتزم العودة للسينما
اثنان وعشرون عامًا لم تكن كافية لسبر أغوار حياة سندريلا السينما المصرية سعاد حسني التي تحل ذكرى وفاتها اليوم. ملابسات رحيل "سعاد" كانت ولا تزال معقدة، فبينما أكد القضاء البريطاني فرضية انتحارها، فإن هناك روايات أخرى تشكك في هذه الافتراضية وتطرح غيرها.
وكما قالت العرب قديمًا فإن من رأي ليس كمن سمع؛ لذا فإن كتاب: "سعاد حسني بعيدًا عن الوطن..ذكريات وحكايات" الذي كتبه طبيبها الخاص الدكتور عصام عبد الصمد في العام 2016 يعتبر شاهدًا على الفصل الأخير من حياة السندريلا بعيدًا عن الاجتهادات الشخصية والروايات غير الدقيقة.
وصية السندريلا
الدكتور عصام عبد الصمد هو طبيب مصري مقيم في لندن، متخصص في التخدير وعلاج الآلام، وضعته الأقدار في طريق "سعاد حسني" أثناء رحلتها الأخيرة في الغربة، فتوطدت علاقتهما إنسانيًا، وعرف منها ما لم يعرفه الكثيرون ممن يدعون صداقتها والاطلاع على جميع أسرار حياتها.
"عبد الصمد" وضع كتابه المدعوم بالصور الخاصة؛ ليس بغرض البحث عن الشهرة؛ ولكن من أجل وضع النقاط على الحروف، وتبيان الحقيقة، وكشف الأكاذيب وفضح الاجتهادات الملفقة المثيرة للجدل. والأهم من ذلك كله أن الكتاب يأتي تلبية لوصية "السندريلا" له بـأن يكتب عنها كتابًا حال وفاتها.
بالفيديو.. طبيب سعاد حسني يكشف تفاصيل آخر مكالمة هاتفية بينهما
الحالة المرضية لسعاد في لندن
يلخص الكتاب الحالة المرضية لـ سعاد حسني إبان وجودها في لندن في نقاط محددة:
-كانت مريضة بالاكتئاب منذ وفاة أبيها الروحي الشاعر صلاح جاهين، وفشل آخر فيلمين سينمائيين لها وهما: "الدرجة الثالثة" و"الراعي والنساء"؛ لذا كان تتناول الأدوية المضادة للاكتئاب بانتظام.
-كانت تعاني مشكلة صحية في العمود الفقري؛ منذ مشاركتها في فيلم "الراعي والنساء". ورغم إجرائها عملية جراحية ناجحة في فرنسا، ولكن مع زيادة وزنها تجددت الآلام وتفاقمت، حتى إنها لم تكن تستطيع المشى أو الجلوس لمدة طويلة، وظلت فترة تتردد على أحد المراكز المتخصصة في التخسيس دون جدوى.
- أصيبت "سعاد" بشلل فيروسى مؤقت فى العصب السابع المغذى لنصف الوجه الأيمن. ورغم ارتفاع معدلات الشفاء من هذا المرض في هذا، ولكنها لم تكن محظوظة؛ ما أثر على حالتها النفسية بدرجة كبيرة.
-كانت تعاني آلامًا مستمرة في الأسنان؛ ولذا لجأت للدكتور هشام العيسوي، وتم زراعة أسنان بالكامل، وقام "عبد الصمد" بتخديرها.
هل ماتت سعاد أم انتحرت؟
الإشكالية الأهم في الرحلة الأخيرة لسعاد حسني: هل ماتت أم انتحرت؟ ولكن مؤلف الكتاب لم يحسم الأمر بشكل قاطع؛ معربًا عن دهشته من أن القضاء البريطاني أكد موتها انتحارًا، مرجعًا ذلك في الوقت نفسه إلى أن الفريق المصري لم يقم بواجبه على أكمل وجه في هذه القضية، وجاء تقصيره باديًا للجميع.
المؤلف نفى تمامًا انشغال السندريلا بأي أمور سياسية داخل مصر أو حديثها عن شخصيات مصرية معينة، مؤكدًا أنها كانت استعادت بعضًا من لياقتها، وكانت تعتزم العودة إلى بلدها؛ لاستئناف نشاطها الفني من جديد.
وهنا يحكي "عبد الصمد" عن المكالمة الأخيرة التي جمعته بالسندريلا قبل رحيلها، موضحًا: "قبلها بيوم هاتفتني ولم يكن هناك أي شيء غريب، ولم أستشف أية رغبة لديها في الانتحار".
ويكشف "عبد الصمد" أن "سعاد" توفيت في الساعة التاسعة وإحدى عشرة دقيقة مساء الخميس 21 يونيو العام 2001، وكان من المقرر أن نلتقي في اليوم التالي؛ لتقضي معنا عطلة السبت والأحد.
حكاية زواجها من العندليب
رغم إن زواج السندريلا من عبد الحليم حافظ من الأسرار المشفرة حتى الآن، إلا أن "عبد الصمد" يحسم هذا الأمر بوضوح شديد، مؤكدًا أن زواجًا عرفيًا جمع بينهما.
وينقل الكاتب على لسان "السندريلا" سبب إخفاء الزواج: "أنا خبيته؛ عشان دى كانت رغبة عبد الحليم نفسه، إحنا كنا متزوجين عرفى، وأنا ماكنش عندى مانع أن الزواج يُعلن، لكن عبد الحليم يا سيدى طلب السرية التامة؛ خوفًا على معجباته، وأنا كنت متغاظة أوى من الموضوع ده، وبعدين علشان أبرد نارى قلت له: ده أحسن لى أنا كمان؛ خوفًا على المعجبين بتوعى، ومفيش حد أحسن من حد" واستمرت هذه الزيجة بين عامي 1960 إلى 1965.
طبيب سعاد حسني: السندريلا أكدت لي زواجها من العندليب وكشفت سبب غضبها منه
يوم في حياة سعاد حسني
يسرد الكتاب يومًا في حياة سعاد حسني، حيث كانت تستيقظ غالبًا من نومها متأخرة، باستثناء الأيام التي كانت مرتبطة فيها بزيارة إلى الطبيب.
وفي الأيام العادية..كانت "السندريلا" تعد لنفسها إفطارًا خفيفًا، ثم تخرج للتسوق من متجر متاخم لمسكنها، ثم تقوم بإعداد وجبة الغذاء؛ منوهًا إلى أنها كانت "طباخة ماهرة جدًا"، وتهتم بأدق التفاصيل.
ورغم ما تردد عنها أنها كانت "أمية" لا تعرف القراءة والكتابة، يؤكد الكتاب أن "السندريلا" كانت مغرمة بالقراءة؛ حيث كانت تقرأ فى كل شىء: الطب -خاصة النفسي- والسياسة والأدب والفن والشعر، فضلًا عن الصحف والمجلات العربية، وفي المساء كانت تمارس رياضتها المفضلة وهي المشي أو الذهاب إلى المسرح، وعند العودة تتناول عشاء خفيفًا، ثم تتواصل مع معارفها أو أصدقائها في مصر، ثم تذهب للنوم.
سر الهروب إلى الغربة
يكشف "عبد الصمد" عن سر هجرتها من مصر إلى لندن، مؤكدًا أنها كانت قلقة من فشل أعمالها السينمائية الأخيرة، ثم من زيادة وزنها؛ ما دفعها إلى السفر إلى لندن بعد الاتفاق مع زوجها الأخير السيناريست ماهر عواد الذي ظلت على ذمته حتى وفاتها.
كما ينوه "عبد الصمد" إلى أن السندريلا كانت تخطط للعودة إلى مصر في نفس العام الذي رحلت فيه؛ لافتًا إلى أنها كانت تعتزم العودة إلى مصر في أغسطس 2001، بعدما كانت في استعادة رشاقتها المفقودة نسبيًا، ولكن عن طريق شرم الشيخ؛ لتلتقي هناك شقيقة صلاح جاهين، ثم تتوجّه إلى القاهرة وتبقى برفقة زوجها في شقة الزمالك، ولكنها توفيت فجأة وانتهى كل شيء.
لم تكن العودة إلى مصر هي الحلم الأخير لسعاد حسني، ولكنها كانت تتطلع أيضًا إلى العودة إلى السينما من جديد، منوهًا إلى أنها كانت تجهز لفيلمين سينمائيين، فضلًا عن المشاركة بالتعليق الصوتي في فيلم كرتون، كما كانت ترغب في مشاركة محمد هنيدي بأحد أفلامه.
شهادة طارق الشناوي على الكتاب
وأخيرًا..فإن كتاب "سعاد حسني بعيدًا عن الوطن..ذكريات وحكايات" للطبيب المصري عصام عبد الصمد يكاد يكون أصدق الكتب التي كُتبت عن سعاد حسني، بشهادة كثيرين من بينهم الناقد الفني طارق الشناوي، لا سيما أن صاحب الكتاب كان قريبًا جدًا من الأحداث، وكان صديقًا مقربًا للفنانة خلال 4 سنوات إلا 18 يومًا قضتها وحدها في مدينة الضباب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.