كشفته واقعة الشهيد محمد صلاح، حادث الحدود يخرج المكتوم في النفوس بين مصر وإسرائيل
نعيش مع مصر سلامًا دافئًا.. علاقتنا مع مصر نموذج يحتذى به في السلام.. تل أبيب حريصة على تطوير العلاقات مع القاهرة. كل ما سبق عناوين براقة اعتاد الإعلام العبري في دولة الاحتلال الإسرائيلي ترويجها بين الحين والآخر، بهدف التعويل على اتفاقية السلام مع مصر التي فرضتها الحرب، لاصطياد زبائن جدد من الإقليم في فخ التطبيع.
إسرائيل تكشف نواياها تجاه مصر بعد حادث الحدود
حتى العزف على نغمة التطبيع مع إسرائيل التي أطلق عليها التفاهمات الودية "اتفاقات سلام" يعول على كامب ديفيد التي فرضت يومًا ما قطيعة عربية على مصر، كنموذج يحتذى به لتبرير التوقيع من بني صهيون، وينسى أو يتناسى عن عمد أن تلك الاتفاقية جاءت بعد حروب، انتهت لصالح القاهرة بالانتصار وجلسة على طاولة المفاوضات تفرض الشروط وتحذف البنود.
صحيح أيضًا، أن متغيرات العصر والمعادلات الدولية تفرض لقاءات وتفاهمات مرتبطة أكثر بالقضية الفلسطينية، لكن في نهاية المطاف ظلت كامب ديفيد تحمل توقيع السياسيين، وفشلت العقود في إقناع المصريين بقبول سلام الضرورة مع إسرائيل.
اتفاقية كامب ديفيد لم تمحُ ذكريات الحرب مع مصر
في المقابل لم تمحُ السنوات وعناوين الصحف العبرية، من ذاكرة قادة الاحتلال درس حرب أكتوبر 1973، وترفض العقلية الصهيونية قبول فكرة انتصار رجال مصر البواسل على جيشهم الذي لا يقهر وفق رواياتهم ومزاعمهم، فالمخفي في الضمائر والنفوس تفضح الأحداث العابرة.. ودائمًا ما تكشف الحدود المخفي داخل العمق.
تاريخيًّا منذ توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، شهدت الحدود في سيناء حوادث عابرة تفرضها الصحراء الشاسعة، التي تحتاج إلى جيش كامل لتأمينها، كانت آخر تلك الحوادث هو استشهاد الجندي محمد صلاح الذي سقط في مطاردة مع عناصر إجرامية أثناء محاولة تهريب مخدرات على الحدود المصرية الإسرائيلية.
واقعة استشهاد الجندي محمد صلاح على الحدود
منذ وقتها ورغم التزام القاهرة الرسمي بتقديم التوضيحات والمشاركة في التحقيقات لتوضيح الملابسات، لم يتوقف الجيش الإسرائيلي عن النبش في سجلات الواقعة بعدما سقط لديه 3 من جنوده في حادث المطاردة للعناصر الإجرامية.. وبدلًا من الاعتراف بالأخطاء التي تحدث عنها جنرالاته ونسردها في السطور التالية، اكتفى بمحاولة إلقاء اللوم على مصر لتبرير إخفاقه في تأمين نقاط حدود ملتهبة تشهد بين الحين والآخر ما يعكر خطط تأمينها سواء من هنا أو هناك، الأمر الذي يسترعي اليقظة على مدار الساعة.
ووسط شلال من الأخبار المُلوَّنة لتناسب مزاج قادة الاحتلال وجنرالات جيشه التي تستهدف الموقف المصري المباشر، جاء اتصال وزير الدفاع المصري بنظيره الإسرائيلي في إشارة إلى اهتمام الدولة المصرية بالحادثة، مع تأكيد طبيعة علاقات القاهرة وتل أبيب، واحترام اتفاقية السلام المبرمة بين الجانبين.
الجيش الإسرائيلي يعلن قرارات عسكرية مهمة لتأمين الحدود عقب مقتل جنوده أثناء تهريب مخدرات
ويوم 13 يونيو، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، قد تسلم تقرير الجيش الذي قدَّمه له قائد المنطقة الجنوبية، الجنرال إليعازر تواليدانو، وتبين من خلاله عزل الجنرال قائد لواء "فاران" في الجيش الإسرائيلي، المقدم عيدو ساعاد، وهو اللواء المسؤول عن المنطقة، ونقله إلى موقع آخر.
كما تقرر ضمن الإجراءات، توبيخ قائد فرقة 80، المقدم إيتسيك كوهين، على خلفية عدم سيطرته على تنفيذ الإجراءات العسكرية، مع تجميد ترقية قائد عسكري آخر لمدة 5 سنوات، بسبب مسؤوليته في عدم التعامل بشكل عملياتي دقيق مع واقعة مقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة على الحدود المصرية.
ضمن الإخفاقات الأمنية وانشغال الاحتلال بصراعته السياسية داخليًّا، اعترف مسؤولون إسرائيليون بأن الحدود مع مصر لم تكن مؤمنة بشكل كافٍ، وجنودهم مثقلون بنوبات حراسة طويلة تمتد إلى 12 ساعة يوميًّا دون راحة.
وأوضح حينها موقع "واللا" العبري، أنه من خلال بعض نتائج التحقيقات في واقعة الحدود المصرية الإسرائيلية، تظهر أن هناك حالة من الانتقاد الكبير للجبهة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي.
وأوضح الموقع أن بعض المسؤولين في كتيبة "الفهد" الإسرائيلية التي كانت مسؤولة عن تأمين الحدود مع الجانب المصري، قد أقروا بأن المعابر الحدودية لم تكن مؤمنة بشكل كافٍ، ولم تكن هناك أي تحذيرات بوقوع هجوم أو اختراقات في تلك المنطقة الحدودية، وأوضح أحد الجنود أن نوبات الحراسة تصل إلى 12 ساعة متواصلة، وهو أمر متعب ومرهق جدًّا عسكريًّا وبدنيًّا، تصعب معه مراقبة المنطقة بشكل دقيق.
استبدل كتيبة الفهد على الحدود المصرية
وبالرغم من قرار الجيش الإسرائيلي، استبدال كتيبة تسمى "النخبة" أو "ناحال" بالكتيبة المعروفة باسم "الفهد" الموكل إليها الحدود المصرية، بدعوى تعزيز قواته على الحدود مع مصر.. تتجاهل تل أبيب جل هذه الإخفاقات الأمنية وتسعى من يومها إلى نشر أخبار تستهدف دور مصر في التأمين، آخرها ادعاء دس عناصر الشرطة المصرية مخدرات لجنودها أثناء عبورهم من وإلى الداخل الإسرائيلي عند عودتهم من سيناء بنهاية سياحة أو العبور لتنسيق أمني تتطلبه الضرورات.
استغلال إسرائيل السياسي للحادث لم يقتصر على تحميل الأمن المصري المسؤولية بمفرده، رغم الاعتراف الرسمي بالفشل العسكري لديهم، وذهبت دوائر أخرى للحديث عن فشل اتفاقية السلام في التطبيع على المستوى الشعبي، وطفت على السطح حالة تربص لما يصدر من تصريحات تجاه الواقعة لدرجة التعليق على إعلان رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور إطلاق اسم الشهيد محمد صلاح، على إحدى منشآت نادي الزمالك، وكأن كامب ديفيد وقعها الشعب المصري وبات مُطالبًا بتوجيه الحديث الدافئ تجاه تل أبيب.
لم يعترف الجيش الإسرائيلي، أن الاهتمام بالحدود مع الشمال وقطاع غزة جاء على حساب الحدود الآمنة والمستقرة مع مصر والأردن، وتناسى عدم قدرة دولة منفردة على تأمين حدود شاسعة ومترامية الأطراف، لكن الأخبار المُلوَّنة ضد مصر والأردن، في مثل تلك الحوادث العابرة تكشف المخفي في النفوس وتؤكد أن سنوات السلام لم تمحُ من الذاكرة أعوام الحرب، وتستغل في تشويش الصورة الذهنية حول قوة الجيوش العربية رغم الهشاشة التي يعاني منها جيش الاحتلال الذي عجز عن مواجهة عناصر مقاومة غير مدربة في جنين وكبَّدته خسائر هائلة في الأرواح والعتاد.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.