خبير: ملف الصحراء المغربية دخل ضمن أوراق الصراع بين القوى العظمى
قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إن العالم الآن يعيش مرحلة جديدة من تعدد الأقطاب وتزايد الصراع بين القوى العظمى، وهو ما يحمل انعكاسات على الأقاليم المختلفة والقضايا المفتوحة في معظم أنحاء العالم.
أزمة الصحراء تشعل شمال إفريقيا
وأضاف طارق فهمي فى تصريح لـ"فيتو"، أن ملف إقليم الصحراء من ضمن الملفات التي ستشهد تجاذب بين القوى العظمى متمثلة في (روسيا من جهة وأمريكا وأوروبا من الجهة الأخرى) خاصة أن موسكو تسعى لمناكفة الغرب في أي ملف حول العالم.
وأشار فهمي، إلى أن روسيا تعلم أن تدخلها في أزمة إقليم الصحراء سيزعج السياسة الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية على وجه التحديد.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، على أن روسيا تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في منطقة المغرب العربي، لذلك قد تستغل ملف الصحراء المغربية، بالإضافة إلى علاقتها الجيدة مع دول ليبيا وتونس والجزائر من أجل تحقيق أهدافها في هذه المنطقة.
وأوضح الدكتور طارق فهمي، أن هدف روسيا من التدخل في العديد من الملفات هو إيجاد ورقة ضغط على أمريكا ودول الغرب من أجل كسب ملفات أخرى منها ملف الاتفاق النووي الإيراني وأيضا الأزمة الأوكرانية.
وتابع: إن "زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى روسيا هدفها المعلن تعزيز العلاقات بين البلدين وأيضا كسب دعم روسيا في ملفات عديدة من بينها ملف الصحراء"، مشددا على أن التدخل الروسي في هذا الملف لن يكون له تأثير كبير.
بدأت ملامح النظام الدولي الجديد والعالم متعدد الأقطاب في الظهور على معظم القضايا والأزمات العالمية، وهو أيضا لم يغيب عن أزمة أقليم الصحراء بين الجزائر والمغرب.
ملامح النظام العالمي الجديد تنعكس على أزمة الصحراء
وتعتبر أزمة أقليم الصحراء من أطول الصراعات التي شهدتها قارة أفريقيا، حيث تعتبرها المملكة المغربية جزأ لا يتجزأ من ترابها الوطني وتعتبرها قضية سيادة وطنية وهذا ما ترفضه جارتها الجزائر التي تربطها حدود مع الأقليم.
واتخذ طرفي النزاع (الجزائر والمغرب) اتجاهات مختلفة نحو القوى العظمى وذلك على خلفية أزمة إقليم الصحراء، خاصة منذ اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2020 في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب بسيادة المغرب على الإقليم، الأمر الذي دفع الجزائر إلى اتخاذ موقف أكثر قربا مع روسيا والصين.
وظهر التقارب الروسي الجزائري بشكل واضح منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، ورفض الجزائر الضغوطات التي يفرضها عليها الغرب من أجل تقليص علاقتها مع موسكو، حيث أجرى الرئيس عبدالمجيد تبون زيارة إلى موسكو والتقى خلالها الرئيس بوتين، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية بين البلدين.
وتجدر الإشارة إلى أن إقليم الصحراء هي منطقة متنازع عليها تقع في المغرب العربي، حيث تسيطر المملكة المغربية على جزأ كبير منها.
تاريخ أزمة إقليم الصحراء والصراع الجزائري المغربي
وتحد إقليم الصحراء من جهة الشمال المملكة المغربية، بينما تحدها الجزائر من الشرق وموريتانيا من جهة الجنوب، وتبلغ مساحة الإقليم 266 ألف كيلومتر مربع.
ويعتبر إقليم الصحراء من أقل المناطق في العالم كثافة سكانية، ومنذ استقلال الإقليم عن الاحتلال الأسباني الذي استمر لقرابة 90 عاما، بدأت الأزمة بين دول الجوار.
وتُعتبر أراضي الصحراء الغربية من أكثر المناطق القاحلة والقاسية على هذا الكوكب، وهي تمتد على طول الساحل ثم ترتفع خصوصا في الشمال، ويؤمن سكان إقليم الصحراء بأنه مستقل، حيث تم احتلال الصحراء الغربية من قبل إسبانيا حتى أواخر القرن العشرين، وهي اليوم ضمن قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المحكومة ذاتيا وذلك منذ عام 1963 بعدما قدم المغرب طلبا بهذا الخصوص.
وفي عام 1965، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها الأول بشأن الصحراء الغربية، حيث سألت فيه إسبانيا حول ملكية الإقليم. وبعد عام واحد، تم إصدار قرار جديد من الجمعية العامة تطلب فيه إجراء استفتاء عُقد في إسبانيا من أجل تقرير مصير المنطقة. وفي عام 1975، تخلت إسبانيا عن الرقابة الإدارية للإقليم ثم منحت هذه الرقابة لإدارة مشتركة من قبل المغرب وموريتانيا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.