ڤيتو ترصد طريق قوافل حجاج بيت الله الحرام من الوادي الجديد إلى مكة المكرمة (فيديو وصور)
الواحات الخارجة على طريق درب الأربعين.. طريق قوافل الحجيج، أيام ويقف ضيوف الرحمن على جبل عرفات ويطلقون تكبيراتهم بلباسهم الإحرام الأبيض، حين وقوفهم بالمشعر الكريم، مرددين "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك" وسط أجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، متضرعين بالدعاء وترقب لساعة الإجابة، في خير يوم طلعت فيه الشمس، بعد أن جاءوا إلى الأراضى المقدسة من كل فج عميق، فمهما كانت الوسيلة التى استقلوها فهى سهلة وآمنة ومريحة، ولم تكن صعبة ومرهقة كما كان الحال فى الماضي.
فمنذ انتشار الإسلام فيها قبل قرون بعيدة ظلت القارة الأفريقية ملبية للنداء الخالد "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، وعلى كل ما جد من وسائل النقل إلى أن اختصرت الطائرات الأوقات وطوت المسافات.
قبل ذلك الحين كانت هناك طرق برية يسلكها حجاج معظم أنحاء القارة السمراء في قوافل كبيرة تحتاج لترتيب كبير وطويل في رحلة تطول ذهابا وإيابا، ومن أهم هذه الطرق، "درب الأربعين".
حكاية طريق درب الأربعين
من أقدم طرق الحج الأفريقية، ومن إحدى نقاط طريق درب الأربعين، ومع قرب صعود حجاج بيت الله الحرام إلى جبل عرفات، رصدت لكم كاميرا «ڤيتو» هذا التقرير:
قال محمود عبدربه الباحث في تاريخ الواحات، كان هناك طريق خاص يطلق عليه درب الحج المصرى القديم يخدم الحجاج من مصر وبلاد المغرب العربى والأندلس وغرب أفريقيا وشقت مصر محطات هذا الطريق وأمدتها بكل الوسائل لراحة الحجاج بما فى ذلك إنشاء القلاع لحماية الطريق وتأمينه.
وأضاف محمود، لقد لعبت الواحات دورًا هامًا على مر العصور، حيث إن الحجاج والمتصوفين القادمين من بلاد المغرب العربي كانوا يسلكون درب الأربعين ويتخذون من الخارجه استراحات ومأوى لهم بمنطقة البجوات وفيها كتبوا ذكرياتهم وسطروا الشعر والنثر على جدران القبوات من الداخل والخارج.
وأوضح محمود عبد ربه، أن واحة الخارجه ظلت نقطة التقاء قوافل الحجاج القادمين من غرب مصر وجنوبها لقرون عديدة.. ولم تكن الواحات معزولة عن العالم كما يعتقد الكثيرين، وظلت القوافل تنقل الثقافات والتجارة والعبيد عبر واحات الخارجة.
كان طريق "درب الأربعين" شريان حياة يربط بين مصر ودول أفريقيا، وهو طريق تاريخي يصل مصر بالسودان اشتهر بتجارة الإبل مبتدأة من دارفور وتنتهى عند إمبابة في محافظة الجيزة المصرية، كان للطريق دور دينى بحركة الطرق الصوفية خلاله من دول غرب أفريقية مرورا بالسودان وانتهاء بمصر.
طريق أو درب الأربعين حاليًا يبدأ من أسيوط في صعيد مصر ويمتد حتى الواحات الخارجة ثم يسير جنوبًا مارًا بواحة سليمة وبئر النطرون، ويستمر حتى يصل إلى الفاشر في غرب السودان وتقطعه القوافل في أربعين يومًا.
سب تسميةطريق درب الأربعين
كانت قوافل الجمال تستغرق اربعين يوما حتى تصل إلى محطتها الأخيرة في مصر وينعقد لبيعها في سوق الجمعة.
وقد لعب طريق درب الأربعين دورًا دينيًا هامًا، حيث إن المتصوفين كانوا يسلكون هذا الطريق، فيقال:" إنه سمي بالأربعين نظراُ لمرور (40) من الطرق الصوفية منه وإليه خاصة أولياء الطريقة الشاذلية. وهناك قصص وحكايات عن المعجزات التي كانت تحدث أثناء مرور هؤلاء الصوفية من درب الأربعين فهناك من كان يأتي سيرًا على الأقدام من المغرب والمناطق المجاورة، لذلك فإن أهمية درب الأربعين في مصر ليست فقط في كونه طريق تجارة الجمال أو تجارة الكارم أو حلقة اتصال بالصوفية القادمين من شمال غرب إفريقيا، بل أنه كان طريقًا يسهل وصول كل الثقافات المختلفة ولذلك فقد لعب درب الأربعين دورا هامًا في التجارة بوجه عام والثقافة الإنسانية بوجه خاص.
الصحراء الغربية أهم الطرق التي ربطت مصر والنوبة
ذكر المؤرخون "درب الأربعين" في معظم ما كتب عن مصر، فقال ابن بطوطة من حد الجنوب عند أسوان كان يمتد الطريق إلى مالي ثم سلجماسة مارًا بدنقلة وهي من البلاد الكبيرة في السودان ومنها إلى سول وهي آخر بلاد مالي ثم على قاعدة كوكو في بلاد البرتو وتمبكتو في مالي، ثم ولاته ومنها إلى كلباسة.
كما كان طريق الصحراء الغربية هو أهم الطرق التي ربطت مصر وبلاد النوبة ومنها غربًاُ إلى الواحات، وقد ذكر الحسن بن الوزان أن واحة الخارجة كانت هي الباب الحقيقي إلى بلاد غرب إفريقيا، وكذلك الواحات التي كانت شبكة طرق للقوافل أساسًا تتحرك عليها تجارة مرور بعيدة المدى بين أقاليم متباعدة ومتباينة.
و ترجع أهمية "درب الأربعين" التاريخية إلى سنين طويلة عرفها التاريخ منذ القرن الثامن عشر، فعبر المحيط الهندي وجنوب آسيا والشرق الأقصى ومحاذاة الساحل الغربي لإفريقيا، حيث أنشأ التجار العرب الذين اثروا تلك المنطقة من خلال التواصل مع سكان المنطقة الذين روجوا منتجاتهم وتجارتهم في تلك الفترة ما بين الذهب والفضة وريش النعام والعطور والحرير والتوابل.
ولعب درب الأربعين أيضًا دورًا مهمًا في مطلع القرن الثامن عشر حين كان معبرًا إلى الحج حيث القادمون من شمال وغرب أفريقيا من هذا الطريق وذلك قبل عصر المماليك حتى أصبح ملتقى التفاعل الثقافي والتاريخي الهام، أما بخلاف ذلك فقد استخدم طريق درب الأربعين في جلب تجارة العبيد من أفريقيا.
ولكن لا شك في أن الروابط المتنامية بين مصر ودول غرب أفريقيا أدت إلى نمو روابط علمية وثقافية هامة من خلال هذا الدرب، فيحكي التاريخ أن السلطان منساموس انتهز فرصة وجوده في مصر فابتاع جملة من الكتب ليوفر لأهل بلاده جانبًا من الثقافة الإسلامية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.