فيروس داعش يهدد مستقبل أفريقيا.. تفاصيل انتشار التنظيم الإرهابى فى بلدان الساحل الأفريقى.. والتحالف الدولى يرتب أوراقه للمواجهة فى السعودية
لا يختلف تنظيم داعش الإرهابى عن الفيروسات القاتلة، ينتشر ويعيد اختراع نفسه فى مناطق النزاعات والصراعات التي هى عنوان عدد كبير من البلدان الأفريقية الغارقة فى بحر الصراعات والنزاعات الأهلية والقبلية.
من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، عقد التحالف الدولى لمحاربة تنظيم داعش اجتماعه الوزارى فى العاصمة السعودية الرياض لحشد الدول لمواجهة التنظيم الإرهابى، ومنعه من العودة مجددا، والتفسيرات لم تنقطع من الخبراء والمتخصصين.
إعادة انتشار تنظيم داعش
يبحث الخبراء نتائج الاجتماع الذى بحث إعادة انتشار تنظيم داعش الإرهابى فى بلدان تعانى من أزمات أمنية بسبب ضعف الأنظمة الحكومية فى هذه المناطق وانتشار المليشيات فيها ولاسيما بلدان الساحل.
وكان لافتا تعليقات وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن على الاجتماع، لافتا إلى أنه منذ تشكيل التحالف ضد داعش فى عام 2014 نجح فى هزيمة التنظيم بسوريا والعراق، بينما تدهور الوضع فى عدد من المناطق الأفريقية، وانعكس ذلك على زيادة نشاط التنظيم هناك.
حسابات بلينكن تؤكد أن نصف الهجمات الإرهابية فى العالم تأتي من معاقل التنظيم فى الساحل الأفريقى حاليا، لهذا يرى أولوية بلاده قطع مصادر التمويل عن التنظيم فى وقت تتزايد المخاوف من تطورات الأزمة فى السودان التى ستؤدى حتما إلى تقويض الاستقرار فى البلد مترامى الأطراف، بما يجعله هدفًا سهلًا للتنظيمات المتطرفة النشطة أساسا فى أفريقيا.
وتعهدت الولايات المتحدة بتخصيص 148 مليون دولار لجهود إرساء الاستقرار فى العراق وسوريا، مستهدفة جمع 601 مليون دولار لتمويل صندوق مخصص فى الوقت الذى تدشن فيه السعودية عددًا من المراكز المتخصصة لمكافحة الإرهاب على شاكلة مركز «اعتدال» لمحاربة الفكر بالفكر، واقتلاع آفة الإرهاب من جذوره ونبذ الكراهية والتطرف.
يقول اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الأمني والعسكرى، إن هناك تنظيمات إرهابية راسخة فى أفريقيا من قبل نشأة تنظيم داعش، منها تنظيم بوكو حرام الذى تعود جذوره إلى عام 2002، بالإضافة إلى تنظيم الدولة فى بلاد المغرب وغيرها من التنظيمات الصغيرة التى استطاعت توظيف أدوات العولمة وعدم وجود قيود على الحدود الأفريقية، وتمكنت من الاتصال مع التحالفات الأخرى، ما جعلها أكثر قوة.
وأضاف اللواء محمد عبد الواحد أن هذه الحركات الصغيرة مع التنظيمات الدولية مثل داعش والقاعدة ومبايعتهم لهما، خلق بؤرا وتجمعات للجماعات الإرهابية والمتطرفة فى منطقة غرب أفريقيا، والساحل الأفريقى.
وأشار عبد الواحد إلى محاولات داعش إنشاء هلال فى منطقة الساحل الأفريقى وغرب أفريقيا والكونغو والصومال عبر ضم الجماعات الجهادية فى هذه المناطق، بالإضافة إلى بوكو حرام المنقسم إلى جزأين، أحدهما داعشى والآخر تابع لتنظيم القاعدة المنتشر فى بلاد المغرب العربى وليبيا.
تنظيم داعش فى أفريقيا
وأكد الخبير العسكرى والأمنى أن تنظيم داعش موجود فى أفريقيا بعدة دول من ضمنها ليبيا، مشيرا إلى أن قوات الجيش الليبى نجحت فى القضاء عليه بشرق البلاد، لكن لا تزال هناك بعض العناصر موجودة على الأراضى الليبية، بالإضافة إلى الجماعات الجهادية التى تتواجد فى الجزائر وتونس والمغرب والساحل الأفريقى فى التشاد والنيجر وبوركينافاسو ومالى.
وأوضح عبد الواحد أن تنظيم داعش الإرهابى، بدأ يظهر أيضًا فى بحيرة التشاد وتضم تشاد والنيجر ونيجيريا والكاميرون، مشيرا إلى أن هناك العديد من الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة فى الكونغو وموزمبيق، والتى بدأت تنضم لتنظيم داعش.
واستطرد: "هناك العديد من العوامل التى ساعدت على انتشار الإرهاب فى القارة الأفريقية، أبرزها الصراعات الداخلية والتى تتسبب فى فقدان الأجهزة الأمنية السيطرة على الأوضاع فى البلاد مما يجعلها تربة خصبة للتنظيمات والجماعات الإرهابية".
وأكد اللواء عبد الواحد أن الإضرابات السياسية مع انتشار الديكتاتوريات فى هذه البلدان، ناهيك بالمشكلات الاجتماعية وزيادة معدلات البطالة وفساد النخب السياسية، كل هذه العوامل ساعدت فى انتشار الإرهاب.
وأشار اللواء محمد عبد الواحد إلى أن الطبيعة القبلية فى أفريقيا لها تأثير كبير على الأوضاع الأمنية فى هذه المناطق، مما يزيد من انتشار الإرهاب فيها بجانب العوامل الخارجية التى تسببت فى زيادة انتشار الإرهاب فى القارة من ضمنها التدخلات الأجنبية، مما ساعد الجماعات الإرهابية والمتطرفة على تغذية خطاب الكراهية ضد أمريكا ودول الغرب واستقطاب الجماهير لتنفيذ عمليات إرهابية ضدهم.
وأكد الخبير العسكرى والأمنى أن التنظيمات الإرهابية، ومن بينها نظام داعش، قد تجد فى السودان تربة خصبة، خاصة أن النظام السابق كان نظاما إخوانيا بامتياز، ما قد يجذب الكثير من أصحاب الفكر المتطرف لاسيما الخرطوم التى تضم عددا كبيرا من أنصار الإخوان.
ونوه عبد الواحد بأن التحالف الدولى موجود فى أفريقيا وبقوة، ولكن التنظيمات الإرهابية تتحرك على مساحة شاسعة سواء فى بحيرة التشاد أو الحدود الصحراوية بين النيجر وبوركينافاسو ومالى.
وتابع: "هناك قوات أخرى متواجدة فى أفريقيا، من بينها 16 ألف جندى تابعة للأمم الأمم المتحدة، والقوات الأمريكية أفريكوم وعددها حوالى 7 آلاف جندى، بالإضافة إلى قاعدة أمريكية للطائرات المسيرة فى النيجر، وقاعدة أمريكية أخرى فى جيبوتى، وتحالف الدول الخمس، وغيرها من التحالفات العسكرية المتواجدة فى أفريقيا لمحاربة التنظيمات الإرهابية".
الأجهزة الأمنية في أفريقيا
من جانبها قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، إن مصر تقوم بجهود كبيرة فى مجال مكافحة الإرهاب بالتعاون مع الدول الأوروبية وجيرانها الأفارقة.
وأوضحت السفيرة منى عمر، أن الجهود المصرية تنقسم إلى شقين، أولها تبادل المعلومات مع الدول الأفريقية حول أماكن تواجد التنظيمات الإرهابية والإجرامية خاصة فى دول الساحل الأفريقى والصومال وغيرها من المناطق.
وأشارت منى عمر إلى أن الشق الثانى من الجهود المصرية، يتضمن تبادل الخبرات وبناء قدرات الأجهزة الأمنية فى الدول الأفريقية من خلال إقامة الدورات التدريبية الفكرية والدينية للدول الأفريقية لمكافحة الإرهاب والحد من انتشار ظاهرة الإرهاب عبر نشر المعتقدات الإسلامية الصحيحة لمنع انتشار أفكار التطرف.
وأضافت عمر أن هناك اتفاقيات أبرمتها مصر مع الدول الأوروبية والأفريقية لمحاربة انتشار الإرهاب والفكر المتطرف والجريمة المنظمة ومنع ظاهرة الهجرة غير الشرعية وكافة أنواع الاتجار بالبشر.
وأكدت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، أن المساعدات التى نص عليها الاجتماع الوزارى للتحالف الدولى فى الرياض للدول الأفريقية من أجل محاربة تنظيم داعش وباقى التنظيمات الإرهابية لن تقتصر على المساعدات العسكرية، ولكنها ستتضمن أيضًا مساعدات اقتصادية.
ونوهت منى عمر إلى أهمية إقامة مشروعات تنموية واقتصادية فى القارة الأفريقية للقضاء على الفقر والبطالة الدخول فى مشروعات توفر فرص عمل للشباب، مؤكدة أنها أهم أدوات القضاء على الإرهاب والفكر المتطرف.
ولفتت عمر إلى أن الأنظمة الديكتاتورية فى بعض الدول الأفريقية تعد من ضمن أخطر العوامل الرئيسية فى انتشار معدلات الإرهاب، مشيرة إلى الصعوبة التى قد يواجهها التحالف الدولى فى محاربة تنظيم داعش على أراضى القارة السمراء، بسبب وجود أنظمة سياسية هشة وصراعات داخلية وقبلية الأمر الذى يولد الفقر والجهل والتطرف فى هذه المناطق.
وشددت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية على أن التعليم والتنمية هما الحل الأمثل لانتشار الإرهاب فى أفريقيا، مضيفة أنها لا تتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بتدخل عسكرى ضد داعش فى القارة السمراء، لأنها لا تريد تكرار سيناريو فيتنام.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.