لعنة موسى الصدر.. لغز الإمام الشيعي المختفي في ليبيا يهدد رقبة ابن القذافي المحبوس في بريطانيا.. الإعلام الإسرائيلي يتهمه بتشكيل خلايا مسلحة لمواجهة الاحتلال في لبنان
45 عاما على انقطاع تواصل الإمام الشيعى اللبنانى البارز موسى الصدر عن العالم، لكنها لم تمح قصته من الذاكرة، بل يتجدد فتح الملف بين حين وآخر، لهذا برزت قضية اختفائه التى تعود إلى حدود عام 1978 فى العاصمة الليبية طرابلس.
كان الإمام الشيعى سافر للاجتماع مع المسئولين الحكوميين فى طرابلس آنذاك بدعوة من الرئيس الراحل معمر القذافى وفجأة انقطعت أخباره عن العالم من وقتها وحتى الآن، ولم تتوقف التفسيرات حول ظروف اختفاء الصدر، إلا أن أيا منها لم يتم إثباته.
أسباب اختفاء موسى الصدر
بيد أن الحديث مؤخرا فى القضية أثار ضجة عالمية من جديد حول أسباب اختفاء الرجل منذ ذلك الوقت دون حل اللغز، رغم سقوط القذافى، وتوالى الحكومات المعادية له على حكم البلاد، لكن لا يزال مصير الإمام الشيعى البارز مجهولا حتى اليوم.
وأحد أبرز الأسباب التى ساهمت فى إشعال الضجة العالمية، إعلان هانيبال القذافى نجل الرئيس الليبى الراحل إضرابه على الطعام تنديدًا باحتجازه فى لبنان منذ 8 سنوات لاتهامه بإخفاء معلومات تخص حادث اختفاء موسى الصدر.
من جانبه، قال رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية الدكتور أكرم حسام، إن كل التقارير التى تناولت موضوع اختفاء موسى الصدر ركزت بشكل واضح على تورط القذافى مباشرة، كما أشار عدد منها أيضًا إلى تعاون النظام الإيرانى مع نظام معمر القذافى للإطاحة بموسى الصدر، مشيرا إلى أن الروايات التى جرى تناولها خلال السنوات الماضية كانت مقصودة وعن عمد لتوجيه الأنظار بعيدا عن مستفيد آخر من هذه العملية لا بد من الإشارة إليه وهى إسرائيل.
وأضاف رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية أن موسى الصدر كان من أشد المعارضين والمناهضين لعملية الاجتياح الإسرائيلى للبنان فى تلك الفترة، كما كان يقود جبهة شعبية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى، وقام بعدد من الجولات فى عدد من العواصم العربية والدولية لحشد الدعم للبنان والضغط على تل أبيب، مشددَا على أن الإمام الشيعى البارز كان مصدر إزعاج كبير لإسرائيل.
رأي الإعلام الإسرائيلي
وأوضح الدكتور أكرم حسام، أن وسائل الإعلام الإسرائيلية اتهمت موسى الصدر أيضًا بالعمل على تشكيل خلايا مسلحة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى فى لبنان.
وتابع حسام: "معمر القذافى نفى بشكل رسمى تورطه فى اختفاء أو اغتيال موسى الصدر لا من قريب أو من بعيد، وقال النظام الليبى آنذاك أن الإمام الشيعى اتجه إلى إيطاليا عقب إنهاء زيارته إلى ليبيا بسلام". متسائلا: "إذا كان هناك توتر بين الصدر والقذافى، هل كان الإمام الشيعى سيخاطر ويسافر إلى ليبيا".
واستطرد قائلا: "من المستفيد من هذه العملية"، لافتا إلى أنه لا يميل إلى التصديق بالرواية التى تتهم معمر القذافى بالتورط فى قتل موسى الصدر، معللا ذلك بأن الرئيس الليبى الراحل لم يكن لديه أي مصلحة فى هذه العملية، خصوصا أن هذا الحادث إذا ثبت تورط طرابلس فيه آنذاك، لم يكن يمر دون خلق عدد من الأزمات ليبيا فى غنى عنها.
موسى الصدر ومعمر القذافي
وأكمل أكرم حديثه قائلا: "لم يسبق قبل اختفاء موسى الصدر حدوث خلاف أو صدام بينه وبين معمر القذافى، مشيرا إلى أن ليبيا أيضًا ليست دولة جوار للبنان أو إيران كما أنها لم تنخرط فى النزاع الذى كان يدور فى لبنان خلال تلك الفترة". مضيفا: "القذافى كان يصب اهتمامه فى هذه الفترة على البحث عن زعامة فى أفريقيا ودعم الجماعات المسلحة التى تقاتل ضد الاستعمار الفرنسى والبريطانى والإيطالى".
وتابع رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية: "إذا قمنا بترتيب المستفيدين من اختفاء موسى الصدر سنجد أن القذافى آخرهم، وهناك كثيرون فى مقدمة القائمة مثل إسرائيل ثم الدول الاستعمارية التى كانت ترفض سياسة القذافى ودعمه للجماعات المناهضة لها فى محاولة منها لتوريطه فى الحادث".
ويبدو لافتا إلى أن أكرم حسام يرى أن أصابع الاتهام لم تتجه نحو الاستخبارات الإيرانية، بالرغم من أن مصادر إيرانية خارج طهران، أشارت إلى أن العلاقة بين نظام خامنئى الذى ظهر فى هذه الفترة وموسى الصدر لم تكن جيدة، وأن الصدر أعلن ذلك بشكل صريح، كما أنه لم يكن داعما للثورة الإيرانية آنذاك.
وأوضح حسام أن أحد المراكز التى تدعم هذه الرؤية، أكد رصد الاستخبارات الإيرانية اتصالات بين موسى الصدر وشاه إيران فى مرحلة ما بعد الثورة والإطاحة به من سدة الحكم، ومحاولة الأخير العودة للسلطة وإجهاض الثورة، ما يعنى أن موسى الصدر كان مصدر تهديد للثورة الوليدة فى إيران تجعل منه محل استهداف من جانب النظام الإيرانى الجديد، ولذلك لا نستبعد تورط إيران فى هذه العملية.
ووصف حسام اختفاء الصدر بالحالة التى اجتمع فيها الكثير من الخصوم على اغتيال هذه الشخصية، مشددا على أن المستفيدين من اختفاء موسى الصدر كثيرون، لذلك مهمة إيجاد الجهة التى اغتالت الإمام الشيعى البارز صعبة للغاية، موضحا أنها عملية استخباراتية لم تترك وراءها أي دليل، لهذا اتهم القذافى فيها حتى الآن، لأن الحادث وقع داخل الأراضى الليبية.
ولم يستبعد رئيس مركز السلام للدراسات الاستراتيجية احتمالية تورط القذافى فى العملية لصالح جهة معينة، ولكنه أشار إلى صعوبة الاطمئنان لذلك، نظرا إلى أن ليبيا فى تلك الفترة لم تكن بحاجة إلى شيء، وكانت تغدق الأموال على الجميع، ولكن كلها فرضيات مطروحة.
واختتم أكرم حسام حديثه، موضحا أن عملية اغتيال الإمام موسى الصدر أسفرت عن تدهور العلاقة بين ليبيا ولبنان على جميع المستويات، وما زالت تبعات هذا الحادث قائمة ومستمرة، فى ظل المحاولات المتكررة لإعادة فتح الملف وإحيائه كل فترة ليظل ضمن المشكلات العالقة فى العلاقات العربية لمصلحة أطراف ودول أخرى.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.