رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: إعلام رياضي دخل على مرحلة الغش والتدليس!!!

مهيب عبدالهادي في
مهيب عبدالهادي في قناة m b c

لا يمكن أن تحدث طفرة رياضية وتقدم للأمام دون إعلام رياضي وطني كاشف للحقائق وشريك أساسي مع صاحب القرار من أجل النجاح والتقدم الرياضي أما ما يحدث الآن هو ضرب لكل ما تعلمناه وعرفناه على مدار السنوات السابقة وبالتالي كان لا بد أن يصل إلى تلك المرحلة من التدني الذي نشاهده الآن.. ويا ليت الأمر وقف على اختراق المهنية في تناول الموضوعات وإنما تعداه إلى تجاهل الأخلاق أيضا في التناول.

أثناء دراستي في كلية إعلام القاهرة العريقة- عندما كانت هناك كلية إعلام واحدة- كان الدرس الأول هو مادة التشريعات الإعلامية يدرسها لنا أستاذ القانون عبد الرحيم صدقي رحمة الله عليه ودرسوا لنا سياسة وعلم نفس وعلم اجتماع وكل العلوم المرتبطة بالإعلام حتى يستطيع من يعمل بعد ذلك في الإلمام بكافة العلوم.

تربينا ونشأنا على المهنية في تناول كافة الأمور الإعلامية وشهدنا كيف كانت قيمة الإعلام والصحفي وقتها فهو لا يقل عن الرياضي أو المسئول بل كان الجميع يخطب وده لتوصيل رسالته إلى الرأي العام وكانت هناك تقاليد تربينا عليها ونحاول غرسها في عقول الشباب وهو ضرورة أن تخبر المصدر وأن تحدثه هاتفيا بأنك تسجل له وإذا رفض التزم بعدم التسجيل له.. وأمور كثيرة تصب في الجانب الأخلاقي قبل أن يظهر علينا ناس لا علاقة لها بالإعلام من قريب أو بعيد تدخل البيوت دون استئذان وتصيب القيم الأخلاقية في مقتل.

كيف تغش على الهواء ؟!

عندما يظهر برنامج تبثه قناة محترمة والمذيع يضحك علي المصدر ويقول له إن كلامه ليس على الهواء ثم يظهر أن البرنامج على الهواء وتضطر إدارة النادي الذي ينتمي إليه اللاعب لإصدار بيان موجه إلى المجلس الأعلى للإعلام.

واقعة مهيب عبد الهادي في وجود رضا عبد العال وسمير كمونة هي سقطة إعلامية وأخلاقية يجب ألا تمر مرور الكرام إذا كنا جادين في إصلاح الإعلام الرياضي الذي بات يترنح هو الآخر مثل حال الرياضة في مصر.

ما هي الرسالة التي يريد السيد مهيب وشركائه في تلك المسرحية الهزلية توصيلها للشباب؟! هل الرسالة مفادها أن الغش أقصر الطرق للوصول إلى النجاح أم ماذا؟!

ليس مهيب وحده!!

والحق أنه ليس مهيب وحده من يرتكب السقطات الإعلامية لأن هناك سقطات أخرى وفي قنوات المفترض أنها كبيرة حيث بات واضحا للعيان أن هناك تضارب مصالح بين مهنة الإعلامي والمسئول فلا يعقل أن تكون رئيس ناد أو نائب رئيس ناد وفي الوقت نفسه إعلاميا ولا يفترض أن تكون مسئولا في كيان مثل الرابطة ثم تقوم بالتحليل في القناة صاحبة الحقوق..  هي كلها أمور متشابكة لن ينصلح معها حال الرياضة في مصرنا الحبيبة إذا كنا فعلا جادين في نهضة رياضية.

المجلس الأعلى للإعلام

 

نحن هنا بصدد جريمة إعلامية متكاملة الأركان تحتاج إلى تدخل عاجل من الهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الأستاذ كرم جبر بحثا عن ضرورة إعادة مهنة كان يشار لها بالبنان في سابق الزمان.. سمعنا عن لجنة ضبط الأداء الإعلامي الرياضي ولكن منذ أن تشكلت ولا حس لها ولا خبر وربما ليس لديها صلاحيات لإيقاف مثل تلك المهازل.

إن وسائل التواصل الاجتماعي سواء كانت فيسبوك أو تويتر أو يوتيوب أو غيرها لديها معايير وأكواد أخلاقية لما ينشر من خلالها ونتمنى أن تكون تلك الأكواد موجودة في الهيئة الوطنية للإعلام.

فليس معقولا أن يظهر على شاشات الفضائيات الاستورجيه والسباكين وغيرهما من المهن- وهي مهن شريفة ولكن في مجالها- لتوصيل رسائل إعلامية للشباب والأطفال في البيوت …ليس معقولا أن يأخذ المؤهلون جانبا وإتاحة الطريق لمن يرسبون في اختبار الإملاء.

وذنبي أني عاصرت فترة كانت هناك اختبارات قاسية لمن يمتهن مهنة مذيع أو معلق على المباريات ويخضع لدورات في كل الفنون الصوتية واللغة العربية حتى يصبح من حقه الظهور.. أما الآن أصبح الظهور لكل من هب ودب …حتى المداخلات احتكروها لمن هم على شاكلتهم.
نسأل الله العفو والعافية

الجريدة الرسمية