صاحب مزارع ماشية صديقة للبيئة في القليوبية يروي تجربته لـ"فيتو".. الحاج مجدي استفاد من المخلفات الزراعية كأعلاف.. وأنتج منها أيضا غاز الـ”بيوجاز" (صور)
بقليل من الفطرة.. يمكن أن تنتج وتبني وتعمر بل وتصبح نموذجا للتحضر والتنمية وتطبق معايير الحفاظ على البيئة، وتطبق مصطلحات تظهر عريضة وكبيرة جدا غير مفهومة للبعض، إلا أن التجربة أثبتت أن مفهوم تلك المصطلحات متجردا يبدو صعبا، ولكن التطبيق هنا أسهل بكثير دون مسميات.
تقدم فيتو هذا النموذج الذي يظهر تجربة الحاج مجدي عبد العظيم الرجل الستيني مربي ماشية بمحافظة القليوبية، والذي يتردد اسمه كصاحب فكر ومنظومة ورؤية لن تصدق أنها لرجل لم يأخذ حظه من التعليم وخرج بعد الحصول على الابتدائية، لم يمنعه ذلك من الإلمام بالجديد والحديث والصديق للبيئة في عالمنا.
الحاج مجدي تمكن من التخلص والاستفادة من المخلفات وتحويلها إلى سماد عضوي، وأيضا إيجاد أنواع بديلة للأعلاف لإطعام الحيوانات، جعلته الأقل تأثرا بالأزمة الأخيرة من ارتفاع أسعار الأعلاف التي عصفت بالكثير من التجار والمربين، فنظرته الشاملة للأمور غيرت كثيرا، أيضا كان لتأثير التغيرات المناخية دور عنده في إنتاج سلالات جديدة تستطيع التأقلم مع درجة الحرارة والطقس المتقلب الذي تعيش فيه مصر، فأوجد لنفسه بيئة بلا فاقد لا شيء هنا بدون أهمية.
والمفارقة أن الرجل الستيني قام ببناء تلك المنظومة المتكاملة، والتي يعتمد ويستعين فيها بالمعامل البحثية الجامعية التي تترجم أفكاره البسيطة وتجاربه إلى أرقام علمية في حالة تأكيدها يتم اعتمادها بمزرعته وتعميمها.
حيث نجح في ترشيد الإنفاق والحفاظ علي البيئية والتعامل الجيد مع تأثير التغيرات المناخية والنظر إلى الطبيعة بتأني واحترام ، وهي الأمور التي جعلته مميزا وناجحا في عمله، بل يستغل نواتج العمل البيئي المتوازن في ان يتوسع في عمله، فطوع الاهتمام البيئي في شكل عائد اقتصادي.
"الحب المتبادل بينك وبين عملك لابد أن يكلله الله بالنجاح"، بهذه الكلمات لخص مجدي عبد العظيم عمله، مشيرا إلى أنه أحب مشروع تربية الماشية وهذا الحب أصبح مقصدا للمشورة من صغار المربيين الذين رغبوا في نقل تجربته المميزة جدا والحضارية جدا، بعد نجاحه وإشادة الجميع به.
"التنمية المستدامة، إعادة تدوير المخلفات، البيوكيمكال،الهيدروبونيك والاكوابونك" منظومات لا يعرفها "عبد العظيم "، ولكنه يطبق الكثير منها جيدا، وأصبح صاحب تجربة رائدة في بعض تلك المجالات جعلته محل اهتمام المحيطين به ونموذجا للكثيرين ممن يريدون ترجمة الاهتمامات البيئية لجدوىى اقتصادية لتكون أكثر واقعية، في ظل تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية.
تحسين السلالات الحيوانية
"رأس مال من الصدق" جعلته يعامل الطبيعة باحترام، ويعرف ان كل ما خلقه الله لم يكن عبثا، وإنما خلق كل شيء وأحسن صنعه وسخره للإنسان، هذا المنهج تبناه الحاج عبد العظيم في مشروعه الذي أصبح يسير في سلال بيئة ممنهجه منذ عام 1998، ابتداء من مزرعته التي تحولت بفعل الاستخدام الطبيعي إلى مزارع، حيث بدأ في تحسين السلالات عن طريق التلقيح بين المستورد والأنواع البلدية، فكان تحدي للاستفادة بالناحيتن الأكثر اهتماما من المربين وهي إنتاج أنواع تدر لبنا كثيرا، تعطي لحوما بكميات أكبر وهو نوع مزيج بين البلدي المصري ونوع آخر يدعى "المونتبليارد" وأيضا بإدخال نوع " هولستين" وهو نوع الماني اثبت كفائته، وبالفعل اعطي إنتاجية عالية.
وعندما ظهرت التغيرات المناخية والتغير الشديد والمضطرب الذي غير من وضع الطقس المصري حاول إنتاج سلالات جديدة تعطي انتاجية عالية للحوم والألبان وأيضا تقاوم التغيرات المناخية المختلفة، وحاليا في المراحل النهائية لاعتماد تلك السلالة الأكثر استجابة للمناخ بمزيج من سلالات أخرى بعد نجاح تجربة التلقيح.
تحويل المخلفات إلى أعلاف ذات قيمة غذائية عالية
استمرت سلسلة التطور مع الطبيعة من خلال استغلال المخلفات الموجودة في بيئته الزراعية المقام بها مزارعه، وهو عمل أعلاف من المخلفات الزراعية ومن بواقي المحاصيل أو الثمار غير الصالحة للإستهلاك الآدمي، كـ قش الارز أو البطاطا والبنجر "العاطب" وغيرها، أيضا مخلفات كان يعتبرها المزارعون فاقد عبر مزجها معا بنسب ومعايير و"كمرها " بمعنى تركها في أرض مكشوفة بعد خلطها وتغطيتها جيدا لحمايتها من عوامل الطقس وتركها من 25 إلى 40 يوما لتصبح صالحة للاستخدام الحيواني.
وراء كل تجربة ناجحة الكثير من التجارب الفاشلة التي تعطينا دفعة للامام وسعادة أكثر بفرحة النجاح، هكذا وصف" عبد العظيم " تجاربه مع صناعة الأعلاف عن طريق ملاحظته وجود فاقد كبير في المخلفات الزراعية، من هنا كانت أول تجربة بخلط قش الأرز مع بشائر نبات "البرسيم " لعمل "سلاج " لإطعام الحيوانات وتم إرسال عينة منه للمعمل بكلية الزراعة بجامعة بنها والتي جاء نتائجه، بأنه ذو قيمة غذائية عالية، فطبقا للنتائج قش الأرز بمفرده به 4% بروتين وبإضافة بشائر " البرسيم " آلية يصبح قيمة البروتين في المزيج 13%.
بدأ الأمر بمساحة صغيرة وعندما رأى نتائج هذا العلف اعتمده كغذاء للحيوانات، ولم يقف عند هذا الحد بل فكر في استفادة اكبر من خلال تكرار التجربة مع محصول البطاطس ولكن النتيجة لم تكن جيدة، لم يتحمل المحصول الكمر ففكر في الاستفادة من فاقد البطاطس من المزارعين وطحنه طازة بدلا من كمره وهنا نجحت التجربة، فكل فاقد المحاصيل طوال العالم هي مادة جيدة للاستفادة منها بل وتطويعها للتغلب على ارتفاع سعر الأعلاف والأزمات الاقتصادية وأيضا تحقيق قيم غذائية عالية للحيوانات ورفع الضرر الذي كان يقع عن البيئة جراء التخلص غير العلمي من النفايات الزراعية.
ناهيك عن تجارب على تلك الشاكلة من فاقد البنجر والبطاطا والتي تم اعتمادها عنده في تغذية الحيوانات، جعلت " عبد العظيم " أقل تأثرا من المربين وأصحاب المزارع بارتفاع سعر الأعلاف وبل وأصبح مكسبه مضاعفا، فالحيوان في مزرعته تكلفة طعامه يوميا 50 جنيها، مقارنة بمن ليس لديهم الأعلاف البديلة التي تتعدى التكلفة اليومية 120 جنيها، ووصلت في موجة ارتفاع الأعلاف إلى أكثر من ذلك.
سماد يجمع المخلفات النباتية والعضوية
هنا لا مجال للحديث عن فاقد، كل ما في البيئة يتم استغلاله بالشكل الأمثل أطنان من المخلفات العضوية للحيوانات داخل مزرعة "عبد العظيم" ويتم الاستفادة منها في صناعة أعلاف الحيوانات لتستمر دورة تربية وتغذية الحيوان من بدايتها إلى نهايتها، وتجارب خلط المخلفات النباتية والعضوية أثبتت أنه سماد ذا قيمة غذائية عالية، حاليا يستخدم في تسميد أراض صحراوية قام بشرائها لاستصلاحها باستخدام هذا السماد.
وتطور الأمر لإنتاج غاز "البيوجاز" المنتج من كمر المخلفات الزراعية وهو غاز" الميثان " في طهي الطعام للعاملين بالمزارع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
