أشهر مساجد وأضرحة ومقامات سيدات بيت النبوة في القاهرة
أحب المصريون سيدات بيت النبوة أشد الحب وأكرموهن في قاهرة المعز أشد تكريم، حيث تحظي القاهرة بأكثر من 9 مقامات وأضرحة لهن، ولكل واحد من هذه الأضرحة والمقامات قصة ترويها شوارع وحواري وأزقة القاهرة.
فيتو تقدم ملفا متكاملا عن مقامات وأضرحة سيدات بيت النبوة في القاهرة، خاصة وأن العديد منها كما جمعها النسب الشريف، جمعها أيضا ربما شارع واحد هو شارع الأولياء الذي يحوي الكثير من المقامات والأضرحة للصالحات والصالحين من بيت النبوة يزوره محبو آل البيت مع كل زيارة لقاهرة المعز.
ويتوافد المحبون لزيارة هذه المقامات والأضرحة تبركا بأصحابها لعلو شرفهن وسيرتهن العطرة التي ستظل خالدة علي مر الزمان.وتقربا إلي جدهم النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
1- مسجد السيدة نفيسة
يعد أحد أعرق المساجد التاريخية بالقاهرة؛ لأنه يضم مقام السيدة نفيسة بنت الحسن، حفيدة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويقع المسجد في منطقة السيدة نفيسة بحي مصر القديمة وسط القاهرة، حيث إنه عندما جاءت السيدة نفيسة إلى مصر، نزلت في دار تقع بشارع شجرة الدر بالمنطقة المعروفة حاليًا باسمها.
ولما ضاق عليها الدار وشغلها الناس عن العبادة، أرادت أن ترحل إلى بلاد الحجاز فتدخل حاكم مصر وقتها السّري بن عبدالحكم، وسألها عن سبب انزعاجها، فحكت له، فأمر بتخصيص يومين في الأسبوع لزيارتها، وخصص لها دارا قبل أن يتحول إلى مشهدها ومسجدها.
2- السيدة زينب
يقع مسجد السيدة زينب بالميدان الذي يحمل اسمها حاليا ، حيث استقرت السيدة زينب بأرض مصر، ووهبها والى مصر آنذاك قصره كله للإقامة فيه، لكنها اكتفت بغرفة واحدة فى القصر أقامت بها وجعلتها مكانًا لتعبدها وزهدها، وتحولت هذه الغرفة بعد وفاتها إلى مقامها الآن، وتسمى هذه الغرفة مقام السيدة زينب، وأوصت السيدة زينب قبل وفاتها بأن يتحول باقى القصر إلى مسجد، فكان لها ذلك.
وقد بادل المصريون السيدة زينب حبا بحب، حيث إنها حينما جاءت إلى مصر استقبلها والي وأهل مصر استقبالًا رائعًا لم يسبق له مثيل، وفرحوا بقدومها حبًا فى جدها المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وتبركًا بنسبها الشريف، فهى حفيدة محمد- عليه الصلاة والسلام- وابنة سيدنا على- رضى الله عنه- والسيدة فاطمة- رضى الله عنهما- وأخت الحسن والحسين سبطي نبى الله- رضى الله عن الجميع.
وقد دعت السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: «أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا».
3- مسجد السيدة رقية
هذا مقام السيدة "رقية بنت الإمام على كرم الله وجهه" هنا بشارع "الأشراف" المنحدر من منطقة الخليفة بمحيط مسجد السيدة عائشة، استقر جسد السيدة رقية بنت الإمام على بن أبى طالب، وشقيقة "الحسن والحسين" رضى الله عنهما، وعلى اليمين واليسار تناثرت أضرحة مربعة اكتست بالأوشحة الخضراء تجذب عيون الزائرين إلى حيث مقام السيدة "عاتكة زوجة سيدنا محمد بن سيدنا أبو بكر"، والإمام "على بن جعفر الصادق" اللذين احتضنهما جبل أوشك على السقوط.
4 - مسجد السيدة فاطمة النبوية
يقع مسجد السيدة فاطمة النبوية بحارة النبوية المتفرعة من شارع الدرب الأحمر بالقرب من باب زويلة الشهير، و السيدة فاطمة النبوية هي ابنة الحسين رضي الله عنه وأمها السيدة أم إسحق بنت طلحة بن عبدالله أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد العشرة المبشرين بالجنة.. ولقبت بالنبوية نسبة إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقد عنيت السيدة فاطمة بتربية الأيتام بخاصة البنات لذا لقبت بأم اليتامي.
وفدت إلى أرض مصر مع عمتها السيدة زينب ومعهما سبع من البنات اليتامى اللاتي استشهد آباؤهن في معركة كربلاء، وتزوجت من ابن عمها الحسين بن الإمام الحسن، وأنجبت منه ثلاثة ذكور ولم ترزق بالبنات ما جعلها تعطف على بنات الشهداء. وتوفيت السيدة فاطمة ودفنت بضريحها الكائن بمنطقة الدرب الأحمر.
5- مسجد السيدة عاتكة
في شارع الأولياء بحي الخليفة يتواجد مشهد ومقام السيدة عاتكة بنت عبد المطلب الهاشمية القرشية، عمة الرسول صلى الله عليه وسلم، كما أنها أنجبت من زوجها أبى أمية حذيفة بن المغيرة "أم سلمة" زوجة رسول الله، وقد كانت سيدة عابدة وتقية، وكانت من أكثر المقربين من النبى صل الله عليه وسلم فقد ذهب ليبيت عندها ليلة الإسراء والمعراج، وهى أول من روى لها تفاصيل رحلته إلى السموات السبع، كما أنها هاجرت فى سبيل الله مع الصحابيات إلى المدينة وماتت فيها، وبنى مشهدها فى مصر إلى جوار مشاهد السيدة رقية بنت على رضى الله عنهما.
ويقال إن السيدة عاتكة المدفونة في مصر بحسب مصادر تاريخية هي الصحابية الشاعرة عاتكة بنت زيد، وليست عمة النبي وتزوجت الصحابية الشاعرة تباعا من عبد الله بن أبى بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم الزبير بن العوام، وجميعهم ماتوا قتلا، فأطلق عليها عبارة من أحب الشهادة فليتزوج عاتكة.
6- محراب السيدة نفيسة بالمقطم
على مقربة من مسجد العارف بالله سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري وبجوار سلطان المشرق والمغرب سيدي عبدالله بن أبي جمرة، يقع محراب السيدة نفيسة بنت الحسن، التي اشتهرت بالعبادة والزهد، وهي صاحبة الجامع المشهور بالقاهرة، وكان السيدة نفيسة رضي الله عنها تتعبد في ذلك المحراب عندما كانت تريد أن تناجي ربها بعيدًا عن أعين الناس واتخذته خلوة لها.
وقد كتب على باب الخلوة : «محراب السيدة نفيسة رضي الله عنها.. بسم الله الرحمن الرحيم لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون صدق الله العظيم»، خلوة السيدة نفيسة يتزاحم الكثيرون عليها كي يرفعوا أكف الضراعة إلى المولى عز وجل.
7- ضريح السيدة سكينة
ضريح السيدة سكينة أنشأه المأمون البطائحي، وزير الآمر بالله الفاطمي، وبنى عليه قبة، وهو واحد من أشهر الأضرحة، ويقع بشارع الأشرف بن قلاوون بحي الخليفة بالقاهرة، وتطل واجهة المسجد الرئيسية على الجهة الشمالية الغربية وبها المدخل الرئيسي الذي يؤدي إلى طريق يؤدي إلى داخل المسجد الذي يتقدمه صحن مكشوف..
والسيدة سكينة أبوها هو الإمام الحسين، وجدها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأمها السيدة الرباب بنت أُمرئ القيس.
ولدت السيدة سكينة في رجب، ولقبت بـ«سكينة» لهدوئها وسكونها علي ما قيل، أما اسمها الحقيقى، فقيل: أميمة أو أمينة أو أمية، جاءت إلى مصر مع عمتها زينب وبقيت بمصر حتى توفيت وعرفت بورعها وعلمها، وكانت أفصح نساء البيت.
عاشت «السيدة سكينة» إلى أن توفيت عن سبعين عامًا، وتضاربت المعلومات حول وفاتها في مصر أم المدينة المنورة، فقد ذكر الإمام عبدالوهاب الشعراني في طبقاته «أنها مدفونة في مصر بالقرافة، قرب السيدة نفيسة»، وكذلك في طبقات الناوي والحلبي.
8- مسجد السيدة عائشة
يقع مسجد السيدة عائشة في واحد من أهم الأماكن الحيوية في القاهرة الكبرى، في شارع وميدان يحمل اسمها، يصل بين منطقة المقطم والقلعة بوسط القاهرة، ويعد مسجدها واحدًا من أهم المزارات، كما أن مقامها واحد من أهم المقامات التي حظيت بإجماع تاريخي على دفنها بمصر.
والسيدة عائشة هي السيدة عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب "سبط رسول الله"، وشقيقة الإمام موسى الكاظم، وقد كان والدها الإمام جعفر الصادق عميد آل البيت بعد استشهاد زيد بن علي زين العابدين بن الحسين، ودفن أيضًا بالقاهرة في مسجد يحمل اسم والده علي زين العابدين،
عاشت وتربت السيدة عائشة مع أبيها الذي رفض أن يتولى الخلافة بعد سقوط الدولة الأموية، وقد توفيت في مصر، ودفنت في منزلها الذي كان مفتوحًا للزوار المتوافدين من شتى بقاع مصر، في سن صغيرة، وفي نفس العام الذي جاءت خلاله إلى مصر ولم تمكث في مصر سوى 10 أشهر قبل وفاتها.
وكان قدوم السيدة عائشة النبوية إلى مصر مع بداية بزوغ عصر الدولة العباسية، وبالتحديد في عهد أبي جعفر المنصور.
وظل قبر السيدة عائشة النبوية على حالته حتى جاء عصر صلاح الدين الأيوبي، فأمر ببناء مدرسة ومسجد بجوار الضريح، بعدما أحاط القاهرة بسور خوفُا من هجمات الصليبيين.
وبغد ذلك أمر الأمير المملوكي عبدالرحمن كتخدا بهدم المسجد القديم وتوسعته، كما تم هدم المسجد مرة أخرى وأعيد بناؤه مرة أخرى، عقب بناء كوبري السيدة عائشة.
9- ضريح فاطمة أم الغلام
بجوار مسجد الإمام الحسين بن علي، يقع مقام تحت الأرض، يحمل اسم ضريح «أم الغلام»، ويحمل الشارع نفس الاسم، وهناك يجد الزائر أمامه سلما وأنوارا خضراء تحت الأرض وعند نزوله يجد أن المقام لسيدتين هما فاطمة بنت سيدنا الحسن بن علي، وزوجة علي زين العابدين، وترقد بجانبها السيدة فاطمة «أم الغلام»، زوجة الإمام الحسين الفارسية «شهريناز بنت يزدجرد»، إحدى بنات كسرى ملك الفرس، التي زوجها الإمام على رضى الله عنه، لابنه الحسين في حضور الخليفة عمر بن الخطاب، والتي غيرت اسمها بعد دخولها الإسلام إلى فاطمة، وأنجبت الإمام علي بن زين العابدين، الملقب بـ«علي الأصغر» بحسب اللافتات الموضوعة .