الذكاء الاصطناعي كابوس يهدد البشرية، الدبلوماسيون أبرز المهددين بفقدان وظائفهم.. وأوكرانيا مثال حي على الكارثة.. وخبراء: أنظمة خارج السيطرة
خطورة كبيرة، وعالم غامض لم نعرف كيف نسيطر عليه بعد، تحذيرات أطلقها الباحثون والأساتذة فى مجال التكنولوجيا خلال السنوات الماضية، بل حكومات انضمت للقائمة للتحذير من خطر الذكاء الاصطناعى الذى بات غول يتوحش ويهدد البشرية نفسها.
قلق خبراء الذكاء الاصطناعى يعود فى المقام الأول إلى قدرة أدوات الذكاء الاصطناعى على الاستجابة المتحيزة والقدرة على نشر المعلومات الخاطئة وانتهاك خصوصية البشر، بالإضافة إلى المخاوف التى أثيرت بشأن إمكانية تلك التكنولوجيا المتطورة فى التأثير على سياسات الدول.
أوكرانيا مثال
من جانبه قال الباحث المتخصص فى مجال الذكاء الاصطناعي الدكتور إيهاب خليفة، إن موضوع تطور الذكاء الاصطناعي كبير للغاية ويتكون من أكثر من جزئية، مشيرا إلى أن أبرز ساحة دولية يبرز فيها حاليا استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى هى أوكرانيا.
وأضاف خليفة: هناك نوعان من تقنيات الذكاء الاصطناعى يتم استخدامها فى الحرب الروسية الأوكرانية، الأولى هى "التزييف العميق"، حيث تم نشر فيديو للرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى فى بداية الأومة وهو يدعو الجنود والقوات إلى الاستلام.. والنوع الآخر هو "الدرونز الانتحارية" وهى شكل من أشكال الذكاء الاصطناعى.
وتابع: نحن أمام إعادة اختراع لمفهوم القوى من جديد فى العلاقات الدولية، فعادة مفهوم القوى يتجدد مع كل ثورة صناعية أو تكنولوجية يشهدها التاريخ، لافتا إلى أن البداية كانت فى المجتمعات البدائية عندما كانت أدوات الحرب هى الفأس والحربة والسيف، وعندما تم التحوّل إلى المجتمع الصناعى تم اكتشاف البارود وتم استخدامه وتم تغيير شكل الأسلحة من السيوف والرماح والسهام إلى البارود، وتدريجيا بعد البارود ومع دخول الثورة الصناعية الثانية واكتشاف الكهرباء والتطور الذى شهده العالم تطور معها شكل الأسلحة وبدأنا فى رؤية تقنيات مختلفة مثل الطائرات والدبابات والمدرعات، ثم بعد ذلك تطور السلاح إلى الأسلحة النووية".
وأوضح المتخصص فى مجال الذكاء الاصطناعى أن الثورة الصناعية الثالثة تمثلت فى الهجمات السيبرانية، كاشفا عن أن الثورة الصناعية الرابعة والتطور القادم سيتمثل فى شكل الذكاء الاصطناعى الذى بدأنا نشهده خلال السنوات القليلة الماضية.
اقرأ أيضا: محمد حماقي يستخدم الذكاء الاصطناعي في حفله الأخير بجدة (فيديو)
ميزان القوى الدولية
واستطرد: فى كل مرة يتم تغيير نوعية السلاح يتم أيضًا تغيير ميزان القوى الدولية فعندما كانت القوى البحرية هى المسيطرة برزت كل من إسبانيا والبرتغال، وعندما كان يستخدم البارود كانت فرنسا وإنجلترا الأقوى وعند ظهور الطاقة النووية بدأ ميزان القوى فى الميل نحو الاتحاد السوفييتى والولايات المتحدة، ومع انهيار الاتحاد السوفييتى بدأت الولايات المتحدة فى التفرد بالقوة.
وأشار المتخصص فى مجال الذكاء الاصطناعى إلى أنه مع التطور فى مجال الذكاء الاصطناعى قد يكون هناك تغيير جديد فى ميزان القوى الدولية فقد نشهد صعود الصين، وهو ما يبرر التطورات الحالية بين بكين وواشنطن وهو ما يقودنا لمفهوم الحرب الباردة الجديدة.
وأضاف خليفة: من الممكن أن نكتشف فى المستقبل القريب ومع زيادة دور التكنولوجيا والاعتماد عليها وجود وزير خارجية متمثل من الذكاء الاصطناعى فلن يشترط أن يكون بشرى، إذ سيكون قادرا على معرفة مصلحة الدولة وقادر على تحليل جميع البيانات القادمة من كافة الجهات الدولية ومقارنتها بسياسات الدولة الخارجية.
وتابع قائلا: من الممكن أيضًا أن نرى منظمات دولية مثل جامعة الدول العربية أو الأمم المتحدة أو مجلس الامن يتكون من نظم الذكاء الاصطناعى، كما أنها قد تساعد الدبلوماسيين أو قد تحل مكانهم فى المستقبل، إذ يمكن استخدامه فى إدارة الجاليات الوطنية أو الجاليات فى الدول الخارجية أو استخدامه فى تقديم الخدمات أو التفاوض.
أنظمة غير قابلة للتحكم
من جانبه قال اللواء، محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، إن أنظمة الذكاء الاصطناعى ذات الذكاء التنافسى البشرى قد تشكل مخاطر كبيرة على المجتمع والإنسانية، ويرجع ذلك إلى أنها أنظمة غير قابلة للإدارة والتحكم، مشيرا إلى أنه مع تطورها المستمر قد تصبح بدون رقيب أو قواعد تحكم طريقة عملها.
وأوضح الشهاوى أن من أبرز مخاطرها هو انتهاك خصوصية المستخدمين واستخدام البيانات بشكل يضر الأفراد والمجتمعات، لافتا إلى أن هناك مخاطر رقمية أيضًا تستهدف مستخدمى الذكاء الاصطناعى، فمن الممكن أن يتم الاحتيال عليهم من قبل الهاكرز وسرقة معلوماتهم وإنشاء صور ومقاطع فيديو مزيفة واستغلال المعلومات المتوفرة للتأثير على استهداف الشخص والتأثير على رأيه.
وتابع: أيضًا فقدان العديد من الوظائف ضمن مخاطر تطور الذكاء الاصطناعى، حيث يمكن استخدامه لإنجاز 46% من المهام الإدارية و44% من المهام القانونية، مشيرا أيضًا إلى أن الجرائم الإلكترونية كلفت العالم 6 تريليون دولار فى عام 2021 بينما كانت 1 تريليون فقط فى 2020.
وتابع: "الهجمات الإلكترونية أخطر سلاح اقتصادى عالمى ففى عام 2022 شن الهاكرز اكتر من 12 مليون هجمة إلكترونية على الشركات على مستوى العالم، لافتا إلى أن الإنترنت من أخطر الأسلحة السياسية والاقتصادية والعسكرية فى العالم.
وأكد الخبير الأمني أن التنظيمات الإرهابية بدأت فى استخدام الذكاء الاصطناعى لتحقيق أغراضها الدنيئة لكنه شدد أيضًا أنه يمكن استخدام تلك التكنولوجيا لمحاربة ومكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز القدرات السيبرانية واستخدام مركبات وطائرات ذاتية القيادة.
واختتم، بأن الذكاء الاصطناعى له إيجابيات وله سلبيات ومن إيجابياته التطبيقات المهمة للحياة اليومية التى سهلت حياة البشر وتقديم الخدمات للعملاء بدلا من الموظف التقليدى وتقديم الرعاية الطبية من خلال أجهزة محاكاة الجراحة، بالإضافة إلى القيام بالأعمال الصعبة التى قد يعجز البشر عن القيام بها مثل التنقيب واستكشاف الأماكن التى يصعب الوصول إليها والعمل الدائم دون توقف، لكنه شدد على أن السلبيات تؤدى إلى تخوف العالم أجمع من الذكاء الاصطناعى فى المستقبل.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.