رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم هزت مصر (الحلقة الثانية)

برنسيسة منيا القمح، حكاية فاتنة أُعجب بجمالها عشماوي، قتلت زوجها بمساعدة العشيق، وطفلتها كشفت المستور

برنسيسة منيا القمح،
برنسيسة منيا القمح، فيتو

لم تحظ جريمة خيانة وقتل، باهتمام الرأي العام في مصر، كما حظيت به جريمة "فاتنة منيا القمح".. أو "برنسيسة منيا القمح".. فالمتهمة فيها زوجة شابة، وهبها الله جمالا ساحرا، وقواما فاتنا جعل كل من يراها ينجذب إليها كالمشدوه، ولا يجد من الكلمات ما يعبر به عن انبهاره، فيكتفى بالنظر فى صمت احتراما وتقديرا وإجلالا لهذا الجمال، وكثيرهم من تغزلوا فى عيونها الزرقاء الواسعة، طمعا فى نظرة أو ابتسامة منها.. اسمها دعاء سمير، ولدت وعاشت فى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، عشقت شابا أثناء دراستها، ولم تكلل قصة حبهما بالزواج، وعلى غير رغبتها تزوجت من مهندس ثري وأنجبت منه طفلة.. فجأة ظهر حبيبها الأول وسرعان ما ربطت بينهما علاقة غير شرعية، انتهت باشتراكهما فى قتل الزوج.. أحداث الجريمة كثيرة ومتشابكة ولا تخلو من الغموض والإثارة، وفى هذه الحلقة من سلسلة جرائم هزت مصر، نكشف تفاصيل ما جرى.

الأهالى يعثرون على جثة مجهولة ورجال الشرطة يكشفون هويتها

كانت الشمس لم تشرق بعد عندما خرج المزارع البسيط من منزله ليباشر عمله فى أرضه الزراعية، وفي الطريق وقعت عيناه على "كرتونة" مغلقة بإحكام وكأن شخصا نسيها أو تعمد تركها بهذا الشكل.. اقترب منها وبحذر شديد فتحها.. اتسعت عينا المزارع واختلجت ملامح وجهه من هول ما رأى.. أجزاء من جسد آدمى تعرض للقتل منذ ساعات قليلة.. أصابت  الواقعة المزارع بصدمة أفقدته القدرة على التفكير لدقائق، وبعد أن أفاق من صدمته أسرع بإخبار أهالى منطقته التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية.. تجمع الأهالي حول الكرتونة، وأبلغ بعضهم الأجهزة الأمنية التى حضرت على الفور، وبدأت فى البحث والتحري لكشف غموض الحادث، وأثناء البحث تلقى رجال الأمن بلاغات أخرى بالعثور على أجزاء آدمية فى كراتين وأكياس ملقاة بأماكن متفرقة.. أدرك رجال الأمن أنهم أمام جريمة قتل متكاملة الأركان، فجمعوا جميع الأكياس والكراتين وأرسلوها إلى الطب الشرعي، لتحديد أسباب الوفاة والأدوات المستخدمة فى الجريمة.

أصابت الصدمة أهالى مركز منيا القمح عندما كشفت الأجهزة المختصة هوية المجني عليه، وتبين أنه مهندس شاب ينتمى لأسرة ثرية معروفة، ويمتلك مجموعة من المشروعات التجارية، ويعمل لديه عدد كبير منهم، وكان محبوبا وموقرا من الجميع.. أما زوجته فهى "البرنسيسة" دعاء سمير، ذات الجمال الباهر، والتى انهارت باكية وراحت تصرخ حزنا على زوجها الذى اغتالته آياد آثمة حرمتها وابنتها الصغيرة منه، وطالبت بالقصاص العادل من الجناة.

 

ابنة المتهمة كلمة السر فى كشف جريمة أمها

تزاحمت الأفكار والمعلومات فى عقل ضابط المباحث الشاب، وهو يحاول ترتيب الأحداث ويسترجع كلام شهود العيان وأقارب المجني عليه، لعله يصل إلى طرف خيط يقوده إلى الجاني أو الجناة، ولكنه لم يتوصل إلى شيء ذا أهمية.. وبينما هو غارق فى أفكاره تلك، وقعت عيناه على طفلة صغيرة  هى ابنة المجنى عليه، كانت تجلس وحيدة شاردة الذهن وقد ارتسمت على وجهها علامات حزن عميق.. اقترب الضابط منها وابتسم لها وبدأ يتحدث معها ويلاطفها بكلمات رقيقة.. ثم سألها: "متى كانت آخر مرة شاهدتي فيها والدك ؟".. أجابت ببراءة وعفوية: "قبل وفاته بوقت قصير.. كان جالسا مع صديقه يتحدثان فى أمور الشغل".. ارتسمت علامات الجدية على وجه الضابط وهو يسألها مجددا: "وهل كان صديق والدك يحضر إلى المنزل كثيرا ؟".. أجابته الطفلة بثبات: "نعم.. كل يوم تقريبا، وأحيانا كان يحضر فى غياب والدى ويجلس مع أمي".. لمعت عينا الضابط الشاب ببريق الظفر وأيقن أنه توصل إلى حل لغز الجريمة.

 

ذكاء ضابط المباحث فى مواجهة إنكار المتهم

بدأ ضابط المباحث فى جمع المعلومات عن مساعد المجني عليه، وتوصل إلى أنه كان دائم التردد على منزل الأخير ليلا ونهارا، ويمكث به لساعات طويلة، وتوصل أيضا إلى أن دعاء سمير، هي التى طلبت من زوجها الراحل أن يوفر فرصة عمل له.. حصل الضابط على إذن من النيابة العامة بضبط وإحضار صديق المجنى عليه.. وعند مناقشته أنكر تماما اية صلة تربطه بالجريمة، وتظاهر بالانهيار حزنا على المهندس الراحل، وراح يعدد أفضاله عليه.. سمح الضابط للشاب بالانصراف بعد أن اوحى إليه بأنه يصدق كلامه.. فى اليوم التالي، استدعاه الضابط مرة أخرى، وجلس معه بمفرده فى غرفة مغلقة.. نظر فى عينيه مباشرة وهو يقول: "الإنكار لن يفيدك، لأن الحقائق كلها تكشفت، وفى هذه الغرفة وعلى نفس الكرسي، جلست زوجة المجني عليه، واعترفت بكل التفاصيل واتهمتك بقتل زوجها والتخلص من جثته طمعا فيها وفى أمواله".. ارتبك الشاب وتلعثم وهو يردد: " لا.. لم أقتله وحدي، فهى من دبرت وخططت للجريمة، واشتركت معي فى تنفيذها".. ثم انهار وراح يسرد كافة التفاصيل بدقة.

 

البرنسيسة فى قبضة رجال الشرطة 

بعد ان حصل ضابط المباحث على اعتراف كامل من صديق المجني عليه، أسرع بالقبض على الزوجة دعاء.. واجهها بما لديه من معلومات وتفاصيل واعترافات شريكها.. حاولت الإنكار فى البداية، إلا أنها لم تستطع أمام التفاصيل التى سردها الضابط، فانهارت واعترفت بكل شئ قائلة: " نعم قتلته.. وانا من خططت للجريمة وجهزت أدواتها واشتركت فى تنفيذها.. ووضعت أجزاء من الجثة فى كراتين وأكياس، وألقيتها فى اماكن متفرقة بعيدة عن المنزل"..  صمتت دعاء قليلا قبل أن تستطرد: “ أثناء دراستى ارتبطت عاطفيا بشاب أصبح هو كل شئ بالنسبة لي، وهو أيضا بادلني حبا بحب، وكان صادقا معي مخلصا فى حبه..  وفجأة اختفى من حياتي انقطعت أخباره تماما، وعلمت بعد ذلك أنه سافر للعمل فى السعودية".

انحدرت دمعة ساخنة من عين دعاء وتهدج صوتها بالبكاء وهى تقول: " تهافت الخطاب على منزلنا وجميعهم من أسر كبيرة وثرية، وكل منهم يمنى نفسه بالظفر بي زوجة له بسبب جمالى الذى تغنى به الجميع، ومن بين كل هؤلاء وقع اختيار أسرتي على زوجي الراحل، فهو مهندس ثري ويدير أعمالا كثيرة وانشطة متنوعة، ويعمل لديه عدد كبير من أبناء مركز منيا القمح.. تم الزواج سريعا، وبين ليلة وضحاها وجدت نفسي مع رجل يحبنى ويعشقني، ولا يتردد فى فعل أى شئ يسعدني.. أما أنا فلم أشعر تجاهه بأية عاطفة، ولم استطع نسيان حبي الأول.. مرت الأيام والسنين وأنجبت طفلة ورثت جمالي، ويوما بعد يوم بدأت أتأقلم مع حياتي وازداد اهتمامي بزوجي وابنتي".

قاطعها الضابط متساءلا: " ماذا عن شريكك فى الجريمة.. كيف تقابلتما مجددا.. وكيف توطدت علاقته بزوجك؟.. طأطأت دعاء رأسها وأجابت: " ذات يوم كنت فى المدينة وقابلته صدفة.. وفى لحظات عاد حبه ينبض فى قلبي.. وقفت معه وتبادلنا حديثا قصيرا استعدنا فيه ذكريات الماضي، واعطيته رقم تليفوني.. بدأ يتصل بي فى غياب زوجي وتحدثنا كثيرا فى أمور عديدة.. شعرت أنني لن أستطيع العيش بدونه، وبدأت أفكر فى طريقة تجعله قريبا مني طوال الوقت دون أن أثير الشكوك حول علاقتنا.. طلبت من زوجي أن يجد له عملا مناسبا، مدعية أن هذا الشاب هو شقيق صديقة قديمة لي من أيام الدراسة، ورحت أعدد له مزاياه، وأخيرا استجاب لى ووافق على توظيفه، ومن خلال عمله مع زوجي توطدت علاقتهما، وأصبح ذراعه اليمين، وكان دخوله منزلنا مع زوجي أمرا عاديا لا يثير الريبة".

فاتنة منيا القمح تعترف بتفاصيل الجريمة

عاد الضابط يسأل: " ماذا حدث بعد ذلك ولماذا قررتما قتل الزوج ؟ ".. بهدوء وثبات أجابت: " أغوانا الشيطان وتحولت علاقة الحب بيننا إلى عشق محرم، كنت أضع لزوجي أقراصا منومة فى طعامه، وإذا ما راح فى نومه، كنت اتصل بعشيقي لنقضى أوقاتا طويلة فى ملذاتنا الخاصة.. استمر هذا الوضع فترة من الزمن، إلا أن بدات الشكوك تتسرب إلى زوجي.. فى هذه اللحظة قررت أن أتخلص منه بالقتل، واتفقت مع شريكى على تنفيذ الجريمة، وبعدها نتزوج ونعيش باقي العمر معا".

أوقفها الضابط بإشارة من يده وطلب منها ان تحكي له تفاصيل ما حدث ليلة الجريمة.. تنهدت دعاء فى ضيق واضح واستطردت: " فى تلك الليلة انتظرت زوجي حتى عاد من عمله، وبعد أن تناول طعامه، قدمت له كوبا من عصير المانجو ووضعت فيه كمية كبيرة من الأقراص المخدرة، وبعد ان غرق فى النوم كالعادة، استدعيت شريكي، وحملناه من فراشه إلى الحمام، واشتركنا فى قتله، وفصلنا أجزاء من جسده ووضعنا كل جزء فى كيس بلاستيك او كرتونة، وانتظرنا لما بعد منتصف الليل، وحملنا الأكياس والكراتين، وألقيناها فى أماكن متفرقة، وعدت إلى المنزل وأزلت كل آثار الجريمة".

 مع آخر كلمات دعاء، سمع الضابط صخبا وضجيجا خارج مركز الشرطة، وعندما خرج لاستطلاع الأمر، وجد الأهالي يحاصرون المركز مطالبين بتوقيع أشد العقاب على المتهمة وعشيقها، ونجحت القوات الموجودة فى السيطرة على الموقف وتفريق الأهالي.. ووسط حراسة مشددة تم نقل المتهمين إلى النيابة العامة، التي أجرت بدورها تحقيقات موسعة فى القضية قبل أن تحيلها إلى محكمة الجنايات لتصدر حكمها بإعدام المتهمين.

المشهد الأخير.. غزل وابتسامات على حبل المشنقة

استيقظ مساعد الشرطة حسين قرني الملقب بـ "عشماوي" مبكرا كعادته، ارتدى ملابسه الرسمية على عجل، وانطلق إلى مقر عمله فى السجن.. بطريقة روتينية، دخل إلى غرفة الإعدام التى عمل بها لسنوات وسنوات، وراح يتفحص أدواتها بدقة وعناية وتأكد من سلامة أدواتها وأن كل شئ جاهز ويعمل بكفاءة.. وما هي إلا دقائق معدودات، حتى حضرت لجنة قضائية، تضم ممثلا للنيابة العامة، ومأمور السجن، وأحد رجال الدين، بصحبة امرأة شابة فارعة الطول كانت محتجزة فى سجن النساء بالقناطر، لتنفيذ حكم الإعدام عليها.

وقفت دعاء سمير بثبات تحسد عليه أمام اللجنة القضائية، وبدأ ممثل النيابة العامة تلاوة نص حكم محكمة النقض بإعدامها شنقا، بعد إدانتها وعشيقها بقتل زوجها عمدا مع سبق الإصرار والترصد، ثم تقدم رجل الدين منها ولقنها الشهادتين، وبعدها تم اقتيادها إلى منصة الإعدام.

 كانت فارعة الطول هادئة إلى أقصى حد، هكذا تحدث عشماوي عن دعاء، وأضاف فى مقابلة تليفزيونية أجراها قبل وفاته: " عندما بدأت فى نزع طرحتها تمهيدا لتنفيذ الحكم، شاهدت وجها وكأنه وجه ملاك.. عيون زرقاء، ملامح رقيقة، ناصعة البياض، قوام فاتن، طول يقترب من المترين.. باختصار لم أر فى حياتي من هي أجمل منها.. لم اتمالك نفسي وتحدثت معها قاصدة إضحاكها، وقلت لها "تصدقي بالله انتي خسارة يا بنتي، ممكن نجيب 20 واحدة بدالك وبلاش انتي، فضحكت"، بعدها نفذت الحكم بلا تردد".

مزيد من التفاصيل حول قضية برنسيسة منيا القمح يرويها عشماوي هناااااااا

للمزيد من قضايا القتل الغريبة إقرأ أيضا:

سميحة عبد الحميد، شيطان في جسد أنثى

سيدة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها وتلقي جثته بمصرف

سيدة تقتل زوجها وتطعن نفسها لإبعاد الشبهة في الفيوم

ربة منزل تقتل زوجها  بمساعدة ابنتها وخطيبها بالهرم

ربة منزل تقتل زوجها بمساعدة اثنين آخرين.. والسبب صادم

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية