في ذكرى ميلاده الـ 107، عازف الكمان أحمد الحفناوي، الضلع الأساسي في رباعي العباقرة، وصاحب الفضل في لقاء السحاب
عازف الكمان أحمد الحفناوي، قام بالعزف خلف عمالقة الطرب في الشرق، ومنهم أم كلثوم وعبد الوهاب، وعرف بالعزف المنفرد في مقدمات أغاني أم كلثوم، مما حقق له شعبية كبيرة وكان الجمهور في الحفلات يصفق له لدقائق.
ولد في مثل هذا اليوم 14 يونيو عام 1916، أي منذ 107 سنوات، بالقاهرة عازف الكمان أحمد الحفناوي، كان والده صانعًا للآلات الموسيقية، ومن هنا عشق الموسيقى وشجعه على دراستها الملحن محمد القصبجي بإقناع والده بالاتجاه إلى الموسيقى، وخيَّره والده بين أي من الآلات يحب دراستها فاختار آلة الكمان، فأحضر له والده مدرسًا قام بتعليمه المبادئ العامة للموسيقى وعزف الدواليب والسماعيات وغيرها من قوالب الموسيقى الآلية في الموسيقى العربية.
بداية الموهبة الموسيقية
ألحقه والده بمعهد الاتحاد الموسيقي الخاص الذي كان قد أنشأه الفنان إبراهيم شفيق في حي عابدين بالقاهرة، ومنه اتجه عازف الكمان أحمد الحفناوي إلى الدراسة بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية عام 1932 ـ معهد الموسيقى العربية فيما بعد ــ وهناك درس العزف على آلة الكمان على يد الأستاذ "داجوليو"، ثم على الأستاذ "أرمنياك" الذي كان أستاذًا لكل من أنور منسي وعطية شرارة ومحمد حجاج.
تخرج عازف الكمان أحمد الحفناوي عام 1936، وبعد التخرج عمل عازفًا مع المطربة نادرة التي كان يلحن لها محمد القصبجي، واقترح عليها أن تضم الحفناوي إلى فرقتها، حيث استمر معها فترة من الوقت، كما عمل مع كل من فتحية أحمد ورتيبة أحمد.
اللقاء الأول “حب إيه”
التقى عازف الكمان أحمد الحفناوي في نفس الدفعة بفريد الأطرش وعبد الحليم نويرة الذي ضمه إلى فرقته بالإذاعة، ثم انضم إلى فرقة المايسترو أحمد فؤاد حسن، ثم جاء اللقاء بسيدة الغناء العربي أم كلثوم، حين عمل الحفناوي عازفًا بفرقة إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة عام 1960، وكان اللقاء الأول في أغنية "حب إيه"، ليستمر معها ضمن فرقتها أكثر من ربع قرن من الزمان.
عشرة قروش، كانت البداية
بدأ الحفناوى حياته عازف كمان مع مطربة القطرين "فتحية أحمد" بأجر لا يزيد على خمسة قروش، ثم اشترك مع "فريد الأطرش" عندما غنى أول مرة بالإذاعة بأجر عشرة قروش.
وكان أجر "فريد الأطرش" هو وجميع فرقته الموسيقية لا يزيد على 100 قرش، وعندما اشترك مع "أم كلثوم" في عزف أغنية "يا نجم" في أول حفلة جلس خلفها على مسرح الأزبكية، وسألته "أم كلثوم" عن آخر أجر تقاضاه، فقال لها: عشرة قروش.
فأعطته ام كلثوم جنيهًا كاملًا، فأخذ الحفناوي يبحث في جيبه عن تسعين قرشًا، فقالت له أم كلثوم: “الباقي علشانك”.
وظن الحفناوي أن الست أعجبت بعزفه في تلك الليلة فتنازلت له عن الباقي من باب التشجيع.
وفي ثاني حفلة اشترك فيها الحفناوي غنت أم كلثوم "النوم يداعب عيون حبيبي"، وقبل أن ينصرف أعطته أم كلثوم جنيهًا كاملًا فعرف بعد ذلك أن الجنيه هو الأجر الذي يتقاضاه عن كل حفلة.
ضلع في فرقة أم كلثوم
وتوالت لقاءات الموسيقار أحمد الحفناوي مع كوكب الشرق أم كلثوم، حتى إنها عندما ضمته أم كلثوم إلى فرقتها التي تضم 60 عازفًا كعازف أساسي فعزف وراءها في جميع أغاني فيلم وداد، ثم صاحبها مع الفرقة في جميع جولاتها الداخلية والخارجية عازفًا لأداء العزف المنفرد على آلة الكمان في ألحان زكريا أحمد ومحمد القصبجي ثم رياض السنباطي، وبعد ذلك الموجي وعبد الوهاب وبليغ حمدي وسيد مكاوي، إلى جانب قيادته لمجموعة آلات الكمان التي تشكل صلب فرقة أم كلثوم الموسيقية.
قدم أحمد الحفناوي مع أم كلثوم مقدمات منفردة في أغنيات من ألحان رياض السنباطي: ذكريات، جددت حبك، ليلي ونهاري، ولزكريا أحمد: الهوى غلاب وغيرها.
حلقة الوصل في أغنية “أنت عمري”
لعب عازف الكمان الحفناوي دورًا أساسيًّا في اللقاء الفني الأول الذي تم بين كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فقد كان يعمل مع كليهما، ويتمنى أن يتم بينهما لقاء فني، فتحدث في ذلك مع أم كلثوم، فوجد منها موافقة كما وجد ترحيبًا من عبد الوهاب، بل وأكثر من ذلك فإن الموسيقار عبد الوهاب كان قد أتم بالفعل لحن أغنية "أنت عمري" ليغنيها هو، فقال لأحمد الحفناوي إن اللحن جاهز ويمكن لأم كلثوم أن تغنيه.
فقام الحفناوي بإبلاغ أم كلثوم بذلك، فاشترطت لكي توافق ألا يعلم أحد شيئًا عن هذا الموضوع خاصة الصحفيين إلا بعد أن يتم تسجيل الأغنية.
وكان لها ما أرادت، وبدأت التدريبات في بيت الفنان عبد الوهاب، واستمرت لمدة ثلاثة أشهر ثم سجلت الأغنية لشركة صوت القاهرة، وبعدها أذيع الخبر على الناس.
في دول عربية
عمل أحمد الحفناوي في عدد من الدول العربية الشقيقة، حيث عمل في الإذاعة الليبية في طرابلس، كما عمل في المملكة العربية السعودية مع طلال مداح.
ظل الحفناوي حتى آخر أيام أم كلثوم يشكل ضلعًا أساسيًّا في رباعي العباقرة الذين قادوا فرقة أم كلثوم وهم محمد القصبجي على العود ومحمد عبده صالح على القانون، وإبراهيم العفيفي على الرق، وأحمد الحفناوي على الكمان.
بعد رحيل أم كلثوم اتجه عازف الكمان أحمد الحفناوي إلى تكوين فرقة موسيقية خاصة به، كان يقدم عليها إعادة لروائع الألحان الأصيلة، إلى جانب الأداء المنفرد العبقري على آلة الكمان، حتى رحل عن عالمنا في عام 1990.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.