هاجمها مجمع اللغة العربية ورفضت العمل بالتليفزيون، 16 عاما على رحيل صفية المهندس أم الإذاعيين
صفية المهندس أول مذيعة بالراديو، اشتهرت بلقب “أم الإذاعيين” ليس لكبر سنها، أو لأنها كانت اسما بارزا وعاصرت جيل الرواد الأوائل من الإذاعيين، بل لأنها كانت بالفعل أما لكل الإذاعيين بما اشتهرت به من حب وعطف وتقديم العون للجميع، وعدم البخل بخبراتها الطويلة لأي من الأجيال التالية لها، فضلا عما قدمته من برامج وأعمال إذاعية تتناول الأسرة المصرية، والمرأة العربية بشكل عام.
وصفية المهندس أشهر صوت نسائى فى بدايات الاذاعة المصرية وهى اول مذيعة مصرية وعربية قالت “ هنا القاهرة”، لقبت صفية المهندس بأم الإذاعيين ــ رحلت عام 2007، اختارها بابا شارو مذيعة لبرامج المرأةة وهاجمها مجمع اللغة العربية باعتبار صوت المرأة عورة، لكن شجعها والدها العميد بدار العلوم وعضو المجمع وساندها.
ولدت صفية المهندس عام 1922 بحى العباسية لأسرة عريقة، وكان والدها زكي بك المهندس، عميدا لكلية دار العلوم، ونائبا لرئيس مجمع اللغة العربية، في تلك الفترة التي كان فيها عميد الأدب العربي طه حسين رئيسا للمجمع، وشقيقها الأصغر منها هو الفنان فؤاد المهندس وزوجها الاذاعى محمد محمود شعبان الشهير بـ بابا شارو.
التحقت صفية بمدرسة السنية في عام 1937 وأظهرت براعة وتفوقا في دراستها، وإلى جانب ذلك انضمت للنشاط الاجتماعي بالمدرسة، فكانت عضوا بارزا في جماعة الخطابة المدرسية، لما لها من تميز واضح في كتابة ونطق اللغة العربية بأسلوب بسيط ومنمق، بسبب اهتمام الأسرة باللغة العربية، وتحديدا والدها، وهو ما انعكس على الأبناء.
وبعد حصولها على شهادة البكالوريا التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية لتحصل على الليسانس عام 1945، وخلال فترة دراستها الجامعية كانت ضمن فريق التمثيل الناطق باللغة الإنجليزية الذى يقدم كل عام رواية من روايات وِلْيَمْ شكسبير.
بداية الانطلاقة الاعلامية
بعد تخرجها عرض عليها الإذاعي محمد فتحي، العمل في الإذاعة المصرية، وأجرت اختبار القبول في الإسكندرية تحت إشراف الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان أو “بابا شارو” الذي أجازها كمذيعة بالإذاعة، ثم تزوجها،وبعدها كانت الانطلاقة الكبيرة لمسيرة الإعلامية رائدة الإذاعة المصرية.
بدأت صفية المهندس بنجاحات متتالية، منذ عام 1945 كمذيعة للهواء وبعد عامين أصبحت صفية المهندس مسؤولة عن ركن المرأة في الإذاعة المصرية ومديرة لبرامج المنوعات، فمديرة لبرامج المرأة، وقدمت أشهر برامج الاسرة بالاذاعة وهو برنامج " الى ربات البيوت " الذى ادمنته الاسرة المصرية سنوات طويلة ومازال مستمرا حتى بعد رحيلها.
أول رئيسة للاذاعة المصرية
وعملت صفية المهندس رئيسًا لاذاعة البرنامج العام وتدرجت في العديد من المناصب القيادية بالإذاعة قبل أن تتولى رئاسة الإذاعة، كأول سيدة تتولى هذا المنصب ولم تتركه الا لبلوغها سن التقاعد، فشاركت في تقديم برنامج ركن المرأة والذي تحول إلى برنامج الى ربات البيوت، قدمت فيه حلول لمشاكل كثيرة كانت تبعث لها عن طريق البريد على عنوان الإذاعة.
وتمتعت صفية المهندس بصوت شجي وكانت صديقة الصباح لمعظم الأسر المصرية، وتقلدت الراحلة خلال مشوارها العديد من المناصب داخل الإذاعة المصرية منها: مشرفة على برنامج المرأة عام 1965 ومديرة عامة لإذاعة البرنامج العام عام 1967، ثم نائب رئيس الإذاعة، ثم رئيسة للإذاعة في الفترة من عام 1975 حتى عام،1982 حتى أحيلت إلى التقاعد في عام 1982، واعجابا بصوتها سجلت الساعة من الاتصالات بصوتها على التليفون.
اعجاب موسيقار الأجيال بصوتها
وأراد الفنان الكبير موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أن يعبر يوما عن اعجابه بجمال صوت المذيعة صفية المهندس فقال لها: استاذة صفية.. نفسي أسألك.. مين اللي بيلحن لك كلامك؟
وتم اختيارها عام 1999 عضوا بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ثم عضوا بمجلس الشورى وعضوا بالمجلس القومي للفنون، حتى رحلت عن عالمنا عام 2007 عن عمر يناهز 84 عاما وتركت لنا تراثا إذاعيا
وعشقت صفية المهندس الإذاعة بشكل لا حدود له، وهو ما جعلها ترفض كل إغراءات الصورة والظهور من خلال التلفزيون، حيث انهالت عليها عروض عدة منذ دخول التلفزيون مصر في العام1960، إلا أنها رفضت بشكل قاطع مغادرة موقعها خلف ميكرفون الإذاعة، وظلت وفية له طوال رحلتها معه.
وسام الاستحقاق من الطبقة الاولى
خلال مشوارها قامت صفية المهندس بزيارة العديد من البلدان، كالولايات المتحدة، الاتحاة السوفيتي، وانجلترا والسعودية وفرنسا، ومثلت الإذاعة المصرية فى العديد من لجان اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأوروبي والأفريقي، وحصلت على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، والعديد من الجوائز، منها جائزة الكوكب الذهبي، ودرع نقابة الأطباء، وكرمها اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1998 باختيارها "أم الإذاعيين".
عضوة بمجلس الشورى المصرى
تم اختيار صفية المهندس عام 1999 عضوا بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ثم عضوا بمجلس الشورى، وعضوا بالمجلس القومي للفنون، ورحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 13 يونيو 2007 عن عمر يناهز 84 عاما.