رئيس التحرير
عصام كامل

القوارب المسيرة، سلاح جديد يغير موازين الحروب فى أعالي البحار بالتحكم عن بعد (صور)

الزوارق المسيرة،
الزوارق المسيرة، فيتو

القوارب المسيرة، يبدو أن التنافس البشري على خوض الحروب دون حمل السلاح والنزول إلى أرض المعركة سيستمر في الاحتدام حتى تتحقق نبوءات بعض أفلام الخيال العلمي، ويقاتل البشر بعضهم بعضا من أماكنهم في غرف التحكم باستخدام المسيرات البحرية والجوية والأرضية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إحباط محاولة أوكرانية لاستهداف سفينة تابعة لأسطول البحر الأسود أثناء قيامها بمهام مراقبة الوضع وضمان الأمن على طول "السيل التركي" و"السيل الأزرق"، لخطوط أنابيب الغاز.

وأكدت الوزارة صباح اليوم الأحد، أن القوات الروسية تصدت للهجوم وتمكنت من تدمير جميع القوارب المسيرة (7) بنيران أسلحة السفينة على بعد 300 كيلومتر جنوب شرق سيفاستوبول، مضيفة أن محاولة الهجوم لم تسفر عن أي أضرار كما أن السفينة لم تتعرض لأي إصابات.

الزوارق المسيرة

وتنتشر بالفعل القوارب المسيرة في شتى أنحاء المحيطات حاليا، وهي عبارة عن قوارب يتراوح طولها من 3 إلى 40 مترا، وتعمل بالطاقة الشمسية أو بطاقة الرياح غالبا، ويجري إطلاقها فوق سطح المياه بعد برمجتها على خط سير معين، وتتحكم بها عناصر بشرية عن بُعد من خلال وحدات تحكم على اليابسة.

وتعد أكبر مساهمة لهذه القوارب المسيرة حاليا في المجالات العلمية، حيث تعمل على تكوين فهم أعمق للبحار والمحيطات، ومن ثم مساعدة العلماء في تحديد المشكلات المناخية الأكثر إلحاحا، وربما ابتكار حلول لمواجهتها.

اقرأ: تصاعد حرب روسيا وأوكرانيا، موسكو تدفع بـ"روبوتات قتالية" فى ساحة المعركة (فيديو وصور)

 

بداية استخدام الزوارق المسيرة

يشار إلي أن التجربة الأولى لتطوير قارب مسير واختباره تعود إلى عام 1898، حينما طور العالم "نيكولا تسلا" أول قارب يتم التحكم فيه عن بعد وأطلق عليه اسم "تيلي – أوتوماتون". أما الاستخدام الأول للقوارب المسيرة في مهمة عسكرية فيعود إلى الحرب العالمية الثانية، حينما استخدم جيش ألمانيا النازية قاربا يمكن التحكم فيه عن بُعد وزوده بالمتفجرات لاستهداف السفن التابعة لقوات الحلفاء.

الاستخدامات العلمية للزوارق البحرية المسيرة

وبحسب شركة «سيلدورن» الأمريكية التي تصنع مثل هذه القوارب وتشغلها وتوزعها فإنها تطوف في مختلف المحيطات حول العالم، مزودة بكاميرات وأنظمة تحديد المواقع بهدف جمع أكبر قدر من البيانات، لا سيما من تلك الأجزاء البعيدة في المحيطات التي لا يصل إليها العلماء عادة. وبتحليل تلك البيانات، تقول الشركة إن ذلك يساعد في مراقبة أمن وسلامة المسطحات المائية، وإلقاء نظرة على بعض العمليات التي تؤثر في البشر وسلامتهم مثل تدوير الكربون، وحركة الصيد العالمية، والتنبؤ بأحوال الطقس، والتغير المناخي.

 

وأطلقت الشركة مهمة تعد الأولى من نوعها لجمع البيانات حول الأعاصير قبل وأثناء حدوثها، وفي عام 2021 انطلقت خمسة قوارب مسيرة تابعة للشركة نحو مناطق مختلفة من المحيط الأطلسي، مجهزة بـ"أجنحة مقاومة للأعاصير" تستطيع الصمود أمام رياح تصل سرعتها إلى 145 كيلومترا في الساعة، وأمام أمواج عاتية يصل ارتفاعها إلى 15 مترا، لمحاولة التنبؤ بالأعاصير.

 

وفي عام 2019، أطلقت شركة "سيلدرون" مهمة أخرى غير مسبوقة لاستكشاف المحيط المتجمد الجنوبي بقوارب مسيرة، وانطلقت القوارب في رحلتها من نيوزيلندا، واستمرت 196 يوما، وقطعت مسافة وصلت إلى 22 ألف كيلومتر في محيط القارة القطبية الجنوبية.

وقالت الشركة آنذاك إن البيانات التي جمعها القارب المسير مهمة نظرا لعدم استكشاف مساحات شاسعة من محيط القارة الجنوبية حتى يومنا هذا بسبب الظروف المناخية القاسية. ويلعب المحيط المتجمد الجنوبي دورا محوريا في مسألة التغير المناخي، إذ يعتقد العلماء أنه يمتص ما يقدر بـ550 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وهو ما أكدته رحلة "سيلدرون".

 

اقرأ أيضا: روسيا تجهض الموجة الأولى من الهجوم المضاد، هل يقود زيلينسكي أوكرانيا لحافة الهاوية؟

 

الاستخدامات العسكرية للزوارق المسيرة

وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة "راند" للأبحاث ونشرت نتائجها عام 2013، فإن القوارب المسيرة تؤدي مهمات عسكرية ومن أمثلة هذه المهمات العسكرية: الاستكشاف وجمع المعلومات، وزرع الألغام أو مكافحتها، وتأمين الملاحة البحرية والقوارب الصغيرة، ولأغراض التدريب والاختبار، ولأغراض دفاعية ضد حرب الغواصات.

 

وحتى عام 2013، كانت الولايات المتحدة تمتلك نحو 30 قاربا مسيرا جرى تصنيعها محليا، فيما صنعت دول أخرى صديقة لواشنطن أقل من هذا العدد، ومن ثم وصل عدد القوارب المسيرة عالميا آنذاك إلى 63 قاربا مسيرا، تمتلك منها بريطانيا 9 قوارب، فيما تمتلك إسرائيل قاربين فقط، وكذلك الحال مع الصين، وجميعها قوارب وصلت إلى مراحل متقدمة من الاختبار وإثبات الكفاءة، وتُستخدم في تطبيقات مدنية أو عسكرية.

وبحسب "راند"، انكمشت حصة الولايات المتحدة في سوق تصنيع القوارب المسيرة بسبب دخول مصنعين من دول أخرى إلى السوق، إذ تعمل شركات في كل من إسرائيل والسويد وسنغافورة وإيطاليا وبريطانيا وروسيا على تطوير وتصنيع قوارب مسيرة قادرة على حمل أسلحة فتاكة وغير فتاكة، بمستشعرات متطورة يمكنها استقبال البيانات وإرسالها. 

 

سباق دولي للتسلح بالزوارق المسيرة

كما توظف القوات البحرية في كل من نيجيريا وإسرائيل وسنغافورة هذه القوارب المسيرة في مهمات بغرض الاستكشاف والمراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية، ما يساعدها في تأمين الموانئ والمرافئ، ومكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، وحماية البنى التحتية للنفط والغاز الطبيعي. فيما يستهدف عدد من القوات البحرية الأوروبية في كل من الدنمارك والسويد وألمانيا وبريطانيا استخدام هذه القوارب المسيرة كاسحات للألغام.

وبات ايضا في يومنا هذا بإمكان البحرية الأمريكية استخدام أنواع من القوارب المسيرة التي ما زالت قيد التطوير في جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة والاستكشاف في بيئات مائية مختلفة، كما فعلت في الخليج مؤخرا وفقا لما نقله عدد من وسائل الإعلام. كما يمكن أن تُستخدم هذه القوارب للتصدي السريع لهجوم جوي، وربما تعطيل مستشعرات الخصم، وربما في شن هجوم قصير ومتوسط وطويل المدى موجَّه إلى اليابسة في المستقبل القريب.

الجدير بالذكر أن القوارب المسيرة لا تزال حتى اللحظة الراهنة أقل كفاءة وانتشارا على الصعيد العسكري من الطائرات المسيرة، ولكن إمكانية تحولها إلى سلاح في ميادين القتال البحرية ليس بعيدا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.

الجريدة الرسمية