مواقف أبكت رسول الله، أبرزها استشهاد حمزة وجعفر
ذكرى وفاة النبي، تمر اليوم الذكرى الأليمة على نفوس المسلمين جميعًا، إنها ذكرى وفاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وذلك بالتاريخ الميلادي، فوفاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من الذكريات المبكية والمؤلمة حتى مع مرور أكثر من 1400 عامًا عليها، حتي أن المسلمون يحيون يوم ميلاده بفرحة، أما يوم الوفاة فيبعث على النفس الضيق والألم.
غير أن حمزة لا بواكي له
يعيد ذكرى وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، آلام وأوجاع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والمواقف التي لا تُنسى، والتي بكى فيها رسول الله، إما من الألم والحزن، أو من الرحمة.
من أهم المواقف وأشدها على النفس، والتي تسببت في بكاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقت وفاة عمه حمزة، المُلقب بأسد الله، والذي قال فيها جملته الشهيرة "غير أن حمزة لا بواكي له".
كان استشهاد عم النبي "حمزة" من أشد المواقف إيلامًا على نفس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ففي غزوة أحد قاتل أسد الله حمزة المشركين، لكنه قُتل برمح غادر، قًتل حمزة بن عبدالمطلب علي يد وحشي بن حرب الحبشي، غلامُ جبير بن مطعم، الذي أسلم بعد ذلك، ومثَّل به المشركون، ولفرط غيظهم منه نكلوا به.
موت عم النبي حمزة الأشد إيلامًا
بعد انتهاء القتال في غزوة أُحد، خرج النبي، صلى الله عليه وسلم، يبحث عن عمه حمزة، فوجده قد قُتل ومُثِّل به، تأثر رسول الله بشدة من المشهد، وأخذ يبكي.
رجع رسول اللّه، صلى الله عليه وسلم من أُحُد، فكانت نساء الأنصار يبكين على مَن قُتل من أزواجهنّ، فقال الرسول: "لكن حمزةَ لا بواكي له". أخرجه أحمد بن حنبل، عن ابن عمر. قال الواقدي: "فلم تبك امرأة من الأنصار على ميّت بعد قول رسول الله إلا بدأت بالبكاء على حمزة".
استشهاد ابن عمه جعفر في غزوة مؤتة
بعد خمس سنوات من استشهاد عمه أسد الله حمزة بن عبد المطلب، كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على موعد مع ألم وحزن جديد، عندما استشهد ابن عمه، وأكثر الناس شبها به جعفر بن أبي طالب، في غزوة مؤته، فبكى عليه رسول الله بشدة.
وكان جعفر ابن أبي طالب قد أسلم ثم هاجر إلى الحبشة، ومنها إلى المدينة، يوم فتح خيبر، في السنة السابعة، فأقام بها أشهرًا، وأَمَّرَهُ رسول الله، على الجيش في غزوة مؤتة، في السنة الثامنة من الهجرة، وأسند إليه رسول الله، صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش، بعد زيد بن حارثة، فاستشهد فيها.
وحزن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حزنًا شديدًا على وفاة جعفر. فقالت السيدة عائشةُ، رضي الله عنها: "لما جاءت وفاة جعفر؛ عرفنا في وجه النبي الحزن". وذكرت في ذلك روايتان منها أن فاطمة دخلت، وهي تبكي، وتقول: "واعمّاه"، فبكى الرسول، وقال: "عَلَى مثل جَعْفَرَ فلتبكْ البواكي".
سر بكاء النبي عند أحد القبور
كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، شديد التأثر عندما زار قبر والدته، وأخذ يبكي على القبر بشدة، وروى أبي هريرة عن بكاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على قبر والدته فقال: "زارَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، قبر أمِّه، فبكى وأبكَى من حوله، فقال: "استأذنت ربي في أن أستغفرَ لها فلم يُؤذَنْ لي، واستأذنتُه في أن أزورَ قبرَها فأذِن لي، فزورُوا القبورَ؛ فإنها تُذكِّر الموتَ".
وعن البراء بن عازب قال: "كنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فجلس على شَفير القبرِ، فبكى، حتى بلَّ الثَّرَى، ثم قال: "يا إخواني لمثل هذا فأعدوا". هذا لفظ ابن ماجة.
وفي رواية أحمد: "بينما نحن مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ بصُر بجماعةٍ، فقال علامَ اجتمعَ عليه هؤلاء، قيل: على قبرٍ يحفرونه، قال: ففزِع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فبدر بين يدَي أصحابِه مسرعًا حتى انتهى إلى القبر، فجثا عليه، قال: فاستقبلتُه من بين يديه لأنظرَ ما يصنَعُ، فبكى حتى بلَّ الثَّرى من دموعِه، ثم أقبل علينا، قال: أي إخواني! لمثل اليومِ فاعدُّوا".
بكاء النبي من أجل الأمة
لم يكن بكاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم لنفسه، لكنه بكى لأجل أمته: فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تلا قولَ الله عزَّ وجلَّ في إبراهيم: "رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي" وقال عيسى عليه السلام: "إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" فرفَع يديه، وقال: "اللهم أمتي أمتي"، وبكى، فقال الله عز وجل: "يا جبريلُ! اذهبْ إلى محمد فسلْه ما يُبكيك؟"، فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله فأخبرَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله: " يا جبريل! اذهب إلى محمد، فقل: إنا سُنرضِيك في أمتك، ولا نسوؤك".
وفاة ابن رسول الله وحفيده
كما بكى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما توفي ابنه الصغير إبراهيم، ذو التسعة أشهر، فعن أنس بن مالك قال: "دخلنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القَيْن، وكان ناظرًا لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إبراهيمَ، فقبَّله، وشمَّه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجودُ بنفسِه، فجعلتْ عينا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تذرِفان، فقال له عبدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنتَ يا رسول الله؟ فقال: "يا ابنَ عوف إنها رحمةٌ"، ثم أتبعَها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن العينَ تدمَعُ، والقلبَ يحزَنُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضِى ربَّنا، وإنا بفُراقِك يا إبراهيمُ لمحزونون" .
وعندما توفى ابن أحد بناته، بكى رسول الله، صلى الله عليه وسلم بشدة، فعن أسامة بن زيد قال: "كان ابن لبعضِ بنات النبي صلى الله عليه وسلم يقضِي "يحتضر"، فأرسلت إليه أن يأتيَها، فأرسل: "إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلٌّ إلى أجلٍ مسمَّى، فلتصبرْ ولْتَحتسب"، فأرسلتْ إليه فأقسمتْ عليه. فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقمتُ معه، ومعاذُ بن جبل، وأبيُّ بن كعب، وعبادة بن الصامت، فلما دخلنا ناولوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الصبيَّ ونفسُه تقعقعُ، فبكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال سعد بن عبادة: أتبكي؟ فقال: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.