معركة على الهامش بين مؤيدي ومعارضي قرارات الحكومة.. عبد الهادي: وزير المالية عدل 3 قوانين في يوم واحد.. وسياسته تناقض رؤية الرئيس.. وطارق حماد: أؤيد فرض رسوم وضرائب جديدة
بين مؤيد ومعارض، تراوحت ردود أفعال الخبراء وذوي الاختصاص على مشروع لجنة الخطة والموازنة لزيادة الموارد والذي فرض رسوم إضافية على سلع اعتبرها البعض ضارة بكل الشرائح الاجتماعية والطبقات المختلفة، ما يسهم أكثر فى تعزيز الاحتقان وتذويب الطبقة الوسطى التي تعاني أشد المعاناة، بينما يدعم القرارات عدد آخر من الخبراء ويعتبروها صك وطنية وواجب على الجميع للوقوف مع البلاد فى أزمتها الاقتصادية الدائرة.
وزارة المالية عدلت 3 قوانين
يقول الدكتور عبد الرسول عبد الهادى، أستاذ المحاسبة والضرائب بجامعة طنطا، إن وزارة المالية عدلت 3 قوانين وذلك وفقًا لتقرير مشروع لجنة الخطة والموازنة الصادر يوم 24 مايو، والذى أكده وزير المالية فى تصريحات تليفزيونية، وتتمثل فى تعديل قانون الدمغة وقانون رسم التنمية، وقانون الضريبة على الملاهي والمسارح.
وأكد عبد الهادى أن فرض هذه الرسوم سيؤدى إلى ارتفاع أسعار السلع فى السوق المحلى، ولن يؤثر على شريحة واحدة بعينها كما يؤكد وزير المالية، فالأسماك يأكلها جميع المواطنين وعليه سترتفع على الجميع، والشيكولاتة يتناولها الأطفال فى الشرائح كافة، فهى ليست سلع للرفاهية، والبن والشاى كذلك ليست سلع لفئة بعينها بل لجميع المواطنين.
من ناحيته، يقول الدكتور طارق حماد، العميد الأسبق لكلية التجارة جامعة عين شمس، أنه من مؤيدى فرض رسوم تنمية وضرائب على السلع الترفيهية والكمالية، مشيرًا إلى أن فاتورة الاستيراد ضخمة جدًا، وهى السبب فى جميع المشكلات الاقتصادية التى تمر بها البلاد، مضيفا: مصر تستورد جميع السلع، وهذا العام ليس عامًا للرفاهية، فالكافيار والسلمون والفواكه المجففة سلع لا يستخدمها عامة الشعب، بل يستخدمها فئة قليلة جدًا من الأغنياء ولن يضرهم رفع قيمة الضريبة، لافتا إلى ضرورة تقليل استهلاك السلع الكمالية المستوردة لتوفير العملة الصعبة من أجل السلع الاستراتيجية والهامة التى تهم الشرائح الأخرى من المجتمع.
اقرأ أيضا: معيط: ملتزمون بتحقيق الانضباط المالي وخفض معدلات الدين إلى أقل من 80% بحلول 2027
تكاتف الشعب كله
وأضاف «حماد» أن مشكلة مصر الاقتصادية لن تحل إلا عن طريق تكاتف الشعب كله الأغنياء والفقراء، فالأغنياء لن يحدث لهم ضرر من عدم استخدام سلع الرفاهية، فى حين أن معظم الشعب يعانى من ارتفاعات أسعار السلع الأساسية مثل اللحوم والأسماك، فالغلابة "يضحون" بعد أن كانوا يأكلون اللحوم كل أسبوع، يأكلونها كل أسبوعين، وقللوا فاتورتهم من اللحوم من الكيلو للنصف الكيلو، وعليه يجب على الأغنياء التضحية أيضًا، لافتا إلى ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعى بين فئات الشعب، مشددا على أن 99% من الشعب المصري لن يتأثر بها، على حد قوله.
كما دعم «حماد» فرض رسم تنمية على المسافرين للخارج المقدر بـ100 جنيه، مطالبًا باستثناء وإعفاء الأشخاص الذين يملكون عقود عمل للخارج، والذين يغادرون الوطن لمساندة بلادهم بالعمل وجلب العملة الصعبة، لكنه مع فرض الرسوم على الأشخاص المغادرين من أجل السياحة وحضور المؤتمرات وطلب رفع الزيادة لأكثر من 100 جنيه، مبررا ذلك بأنهم سيصرفون العملة الصعبة التي خرجوا بها من مصر فى البلاد الأخرى.
وتابع «حماد»: يجب على الجميع التعاطف مع الدولة، لافتا إلى ضرورة حل مشكلات مصر من داخلها وليس من الخارج، بالإرادة القوية للشعب وتقليل فاتورة الاستيراد، وزيادة الصادرات، وتقليل المسافرين للخارج من أجل الفسح والمؤتمرات، وتقليل استيراد السلع الكمالية والترفيهية قائلًا: «كفاية فسح ومؤتمرات وسلع كمالية»، مشيرًا إلى أنه خلال الفترة المقبلة هناك مواطنون سيغادرون الوطن لقضاء فريضة الحج، ولن يضرهم دفع هذا الرسم، وهناك من سيسافر من أجل شراء الذهب من الخارج والاستفادة من قرار السماح للمصريين بإدخال واردات الذهب دون جمارك، وهم أيضًا لن يضرهم هذا المبلغ.
وبالنسبة لفرض رسم تنمية على المسارح والسينما، أوضح «حماد» أن مبلغ العشرين جنيهًا ليس كبيرًا وغير مؤثر، وعلينا كمصريين دفع هذه الرسوم عن قناعة ورضا لعلها تسهم فى علاج عجز الموازنة، إذ مع ارتفاع عجز الموازنة الدولة لن تستطيع تقديم خدمات مهمة «للغلابة» مثل الصحة والتعليم والطرق وغيرهم، ما يؤثر على الإنفاق العام.
فرض ضرائب على سلع راكدة
أما محمود العسقلانى، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، فيقول: إذ كان وزير المالية يتحدث السلع باعتبارها للرفاهية وليست أساسية، لماذا فرض رسم على البن الذى يستهلكه المواطنون جميعًا، والشاى أيضًا، قائلًا: «السيمون فيميه والكافيار له ناسه، لكن سيبوا الناس الباقية والغلابة فى حالهم»، مشيرًا إلى أن الجمبري المستورد يوجد منه أنواع صغيرة الحجم يأكلها المواطنون الغلابة عوضًا عن الجمبرى الكبير الذي لا تلائم أسعاره دخولهم، قائلًا: «ليه تحرموا الناس من أبسط المتع».
وأكد «العسقلاني» أن أهم دور يقع على عاتق الدولة الآن، هو الحفاظ على ما تبقى من الطبقة المتوسطة، موضحا أن فرض الرسوم والضرائب يهدر الطبقة الفقيرة التى تعتمد على الطبقة المتوسطة فى العمل، مضيفا: الطبقة المتوسطة هم من يقومون بتشغيل العمال البسطاء والمساعدين فى المنازل والمربين، ولو الطبقة المتوسطة ماتت أكثر من ذلك محدش هيشتغل وستتضرر الطبقة الفقيرة.
واستكمل: الكثير استغنى عن العاملات اللاتى كانت تنظف المنزل على فترات مع ارتفاع أسعار السلع كافة، وهؤلاء فقدن أرزاقهن، كما تنازلت الطبقة المتوسطة عن بنود أساسية كثيرة بخلاف الترفيهية.
وأضاف: فرض ضريبة أو رسم تنمية على سلعة يستهلكها الناس فى بلد به ركود بسبب ارتفاع الأسعار، لا يعد أسلوبا مناسبا لمعالجة المشكلات، مؤكدا أن الحكومة تفتقد إلى الرؤية الاقتصادية التى تؤهلها للخروج من الأزمات دون تبعات ومشكلات، مشددا على أن عدم تحديد السياسات الضريبة يجهض مساعى الرئيس السيسى لجذب الاستثمار الأجنبى.
واستكمل: فى الدول الأخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة السياسات الضريبية محددة وثابتة منذ سنوات دون تغير، وعليه يذهب إليها المستثمرون وهم على دراية تامة بالسياسات الضريبية، مضيفا أن الأزمة الآن تكمن فى فرض ضرائب على سلع راكدة فى الأصل.
كما استنكر العسقلانى أيضًا تحصيل رسم تنمية دولة على تذاكر المسارح العامة، متسائلًا: لماذا يتم التضييق على المسارح خاصة التي تقدم ثقافة ولها دور فى تحسين الذوق العام، التى يجب أن تدعمها الدولة وليس التضييق عليها، موضحا أن هؤلاء يقدمون فنًا راقيًا، قائلا: أنا ضد فرض ضريبة على تذاكر دار الأوبرا والمسارح القومية، لأن مرتادى هذه الأماكن من الطبقة المتوسطة الذين يريدون الحفاظ على وجدانهم بالفن الراقى.
وتابع: الملاهى من الأماكن القليلة التى كان المصريون البسطاء يذهبون إليها للترفيه عن أبنائهم، وعند تحصيل رسوم إضافية عليهم، بذلك نقوم بحرمان فئة من الشعب من أبسط وسائل الترفيه.
وتساءل «العسقلاني» عن أسباب تحصيل رسوم على المصريين المسافرين للخارج، مضيفا: هؤلاء يخرجون للعمل، وتحويلات المصريين من الخارج أحد أعمدة توفير العملة الصعبة ومن ركائز الدخل القومى، وكم سيسهم تحصيل هذه الرسوم فى تغير الوضع الراهن، قائلًا: «كفاية خنق فى الناس»، مشيرا إلى أن سياسات مصر الضريبية غير ملائمة لظروف المواطنين.
واستكمل: من يدفع الضرائب فى مصر الآن هم الموظفون، الذين يخصم منهم الضرائب من المنبع، لكن المتربحين الكبار لا أحد يأتى بجوارهم، وعندما نتحدث عن الضريبة التصاعدية يكون الرد نحن لا نريد أن نضر بمناخ الاستثمار، مع أن الضرائب التصاعدين تطبق حتى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى أفضل مثال للاقتصاد الحر.
وتابع: عجز الموازنة لا يجب علاجه من جيوب الناس الغلابة، لافتا إلى ضرورة مخاطبة الأثرياء فى مصر بأهمية إقرار الضريبة التصاعدية، لأن الضغط أكثر على الطبقة الفقيرة يضر بالسلام الاجتماعى فى البلاد، ومعه ستضار أعمالهم كرجال أعمال، بينما الأفضل لهم المشاركة فى حماية بلادهم، على حد قوله.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.