رئيس التحرير
عصام كامل

أشهرهم السيدة زينب والإمام الحسين، مراقد أهل البيت تثير جدلا بعد محاولات إنكار وجودهم بمصر

ضريح الامام الحسين،
ضريح الامام الحسين، فيتو

مراقد أهل البيت، مراقد أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بمصر عديدة ولكنها أثارت جدلا كبيرا من خلال إنكار البعض وجود جسد صاحب أو صاحبة المرقد داخل مرقده بالمسجد بل إن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك أن صاحب المرقد أو صاحبته لم تدفن أو يدفن في مصر. 

 

ومن أشهر الذين أثيرت حولهم هذا الجدل هم الإمام الحسين رضى الله عنه والسيدة زينب رضى الله عنها فما حقيقة الأمر خاصة وعلى الرغم من محاولة البعض التشكيك في وجود الرأس الشريف للإمام الحسين في مسجده بمنطقة الحسين في مصر.
 

Advertisements

 

 

 المدينة المنورة 

واختلفت الروايات التاريخية حول حقيقة وصول الرأس الشريفية للإمام الحسين إلى القاهرة، حيث ذهب فريق من الدارسين ومنهم ابن دحية فى (العلم المشهور) أن الرأس دفن بالمدينة كما ذكره الزبير بن بكار بأنه فى البقيع إلى جانب أمه فاطمة الزهراء، كما روى فى تذكرة الخواص لـ سبط ابن الجوزي، فعندما وصل المدينة كان عمرو بن سعيد بن العاص واليا عليها، فوضعه بين يديه وأخذ بأرنبة أنفه ثم أمر به، فكفن ودفن عند أمه فاطمة. وهو نفس الأمر لمقام السيدة زينب 

 

الوقائع الثلاث لرأس الحسين 

مسجد الإمام الحسين أبرز ملامح القاهرة الفاطمية, فيتو

 

 هناك 3 وقائع موثقة لفتح قبرالإمام الحسين رضى الله عنه  أثبتت ذلك، حيث كانت الواقعة الأولى، والتي تذكرها الدكتورة سعاد ماهر في كتابها “مساجد مصر وأولياؤها الصالحون”، نقلا عن عثمان مدوخ في مؤلفه الشهير “العدل الشاهد في تحقيق المشاهد، ويقول مدوخ، إن الأمير عبدالرحمن كتخدا، الذي اشتهر باهتمامه بصيانة وإقامة المباني في مصر ومنها سبيله الشهير بشارع المعز، أراد في عام 1175هـ توسعة المسجد الحسيني وإصلاحه، فقيل له أن المشهد الملاصق للمسجد لم يثبت أن الحسين دفن فيه، فأراد أن يتحقق من ذلك بنفسه، ودعا عبدالرحمن كتخدا عموم المصريين وعلمائهم، وكشف المشهد، وطلب من الشيخ أحمد بن الحسن الجوهري شيخ الفقه الشافعي في مصر في ذلك الحين، والشيخ المحدث أحمد بن عبدالفتاح الملوي، بالنزول إلى المشهد والتحقق من وجود الرأس الشريف.
• وبالفعل نزل كل من الجوهري والملوي إلى المدفن وخرجا ليؤكدا لجموع المصريين أنهما شاهدا كرسي من الخشب الساج عليه طشت من ذهب فوقه ستارة من الحرير الأخضر، تحتها كيس من الحرير الأخضر الرقيق، داخله الرأس الشريف، وبناء على هذه الشهادة، أعلن عبدالرحمن كتخدا ثبوت وجود رأس الحسين بمشهده بالقاهرة، وبدأ في إعادة بناء المسجد بالكامل وعمل به صهريجا وحنفية وأضاف إليه إيوانين كما رتب لخدام المسجد والقائمين عليه مرتبات ثابتة ظل معمولا بها سنوات طوال.
 

 الواقعة الثانية

الأوقاف تعطى اهتماما واسعا بمراقد آل البيت, فيتو 


 

=• الواقعة الثانية، كانت في ثمانينات القرن الماضي، وكشفت عنها صحيفة الأهرام، حيث ثار جدل بين الكاتب الكبير الراحل أنيس منصور والكاتب الصحفي عبدالرحمن فهمي حول الحقيقة التاريخية لوجود رأس الحسين في القاهرة، وكتب كل منهما وجهة نظره في هذا الأمر وفي خضم  السجال الصحفي التاريخي، قام الشيخ حلمي عرفة، إمام المشهد الحسيني، بالاتصال على فهمي وأخبره أن هناك رجلا مهما يريد مقابلته بشأن قضية رأس الحسين، فتوجه فهمي على الفور إلى المشهد.
 

• ويقول عبد الرحمن فهمي إنه قابل داخل المسجد الشيخ منصور الرفاعي الوكيل الأول لوزارة الأوقاف، والذي كان مسئولا عن المساجد منذ عام 1977 وحتى أوائل التسعينيات، حيث أخبره الأخير أنه دخل إلى المشهد وطالع رأس الحسين  بأم عينيه وقال الشيخ الرفاعي حينها، إن واقعة دخوله للضريح بدأت عندما تقدم أحد رجال الأعمال بطلب إلى وزير الأوقاف لتجديد ضريح الإمام الحسين على نفقته الخاصة، فوافق الوزير وكلف لجنة للنزول إلى القبر ومعاينته من الداخل للتأكد من مدى حاجته إلى الترميم، وبالفعل تشكلت اللجنة ونزل الشيخ الرفاعي ومعه رجل الأعمال وكان يدعى “عمر الفاروق” إلى القبر.
• وعما شاهداه يقول الرفاعي: “نزلنا إلى مكان الرأس فوجدناه في حجرة صغيرة ملفوفا في قماش أخضر والحجرة مليئة برائحة المسك والزعفران معا.. وأحضر عمر الفاروق -رجل الأعمال- قماشة خضراء جديدة ولف بها الرأس مرة أخرى.. ووضع عليه كمية كبيرة من مختلف العطور، ثم أعاد الرأس إلى مكانه.. وخرجنا جميعا وقمنا بالإعلان على الملأ أن الرأس موجود في الضريح كما تؤكد روايات التاريخ”.
 

 

• إمام المسجد

 

الشيخ أحمد فرحات أكدت وجود رأس الحسين بضريحه , فيتو


 

 أما آخر هذه الوقائع،  أكدها الإمام السابق لمسجد الحسين، الشيخ أحمد فرحات، ففي أحد حواراته الصحفية، سئل الشيخ فرحات عما إذا كانت رأس الإمام الحسين رضي الله عنه مدفونة في مشهده بالقاهرة؟ فما كان من الرجل إلا أن أكد بشكل قاطع أن الرأس الشريف موجود بالفعل، وأن من يروجون خلاف ذلك هم أصحاب دعوات خبيثة مغرضة وتحيز وتعصب لا أساس لهما من الصحة.
 و قال الشيخ إنه ثبت لديه بشكل شخصي أن الرأس مدفونة في القاهرة وقال بالنص: “والله لقد رأيتها كثيرا.. لا شك في وجودها هنا.. هذه حقائق تثبت منها بنفسي” ولم يوضح الشيخ فرحات تاريخ معين لدخوله قبر الحسين ومشاهدته للرأس الشريف، ولا من هم الذين شاركوه هذا الموقف.
 

 جدير بالذكر أن الشيخ فرحات توفي عن عمر يناهز الـ90 عاما، بعدما ظل إماما للمشهد الحسيني قرابة 40 عاما، حيث تم تعيينه في مطلع سبعينيات القرن الماضي في إمامة المسجد بوساطة من شيخ الأزهر حينها عبد الحليم محمود، حيث كان يمنع وقتها تعيين أئمة مكفوفين للمساجد الكبرى، إلا أن الشيخ محمود أصر على تعيينه قا
 

 

 

 


أما الجدل الجديد فكان حول مدفن السيدة زينب بنت الإمام على رضى الله عنهما، خاصة بعد أن كشف الدكتور مختار الكسباني، عالم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن مسجد السيدة زينب بالقاهرة لا يحتوي على جثمانها، بل كانت تعيش هناك فقط؛ وإنما مدفونة في سفح المقطم، والضريح الذي يزوره الناس في المسجد مشهد رؤية.

 
 مكان مرقد السيدة زينب

 


 وتشير كتب التاريخ إلى أنّ  مرقد السيدة زينب يُقصد به مكان قبر زينب بنت علي -رضي الله عنهما-، وهي ابنة فاطمة الزهراء، وأخت سبطيّ رسول الله الحسن والحسين، تُوفّيت في عام 62 هـ، وقد كثُرت الأقوال في مكان دفن السيدة زينب -رضي الله عنها-، لكنّ القول الأظهر والأصحّ عند العلماء أنّها دُفنت في المدينة المنوّرة مع أهلها حيث عاشت. 
 

 وجاء في روايات أخرى عن مكان مرقدها حُكِيَ في بعض الروايات أن السيدة زينب بنت علي -رضي الله عنها- لها مقامٌ في دمشق، وقيل: بل مقامها في مِصر، وهو مشهور أكثر من القول الأول، ويقصدهما كثيرٌ من الناس، ولكن ما مدى صحّة هذين القولين، وهل هناك دليلٌ عليهما، هذا ما ستحدّثنا به المباحث الآتية بشيءٍ من التفصيل:
وزارة الاوقاف المسئولة عن مساجد آل البيت 
 

 

 موقع دفن السيدة زينب

 

ضريح السيدة زينب مزار يعشقه المصريون, فيتو 


 

 وأكد المؤرخون على الرغم من نسبة ضريحين  السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، أولهما في دمشق الشام، والثاني في مصر، إلّا أنّ الضريحين مفتقرين إلى ما يثبت صحّتهما، حيث إنّ الذين نسبوا الضريحين إلى السيدة زينب -رضي الله عنها- لم يستطيعوا الإتيان بإسنادٍ صحيحٍ لإثباتها، بل لم يسندوها إلى مؤرّخٍ متقدّمٍ، ولا راوٍ من الرواة الذين تتبعوا أحداث تلك الفترة، ويُمكن القول إنّ الذين يعتقدون بأنّها دُفنت في الشام، احتجوا بأنّ السيدة زينب هاجرت مع زوجها عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- إلى الشام. 
 

حيث كان زوجها يملك مزرعةً أو بستانًا هناك، وكان ذلك أثناء المجاعة التي أصابت المدينة المنورة، ثمّ مرضت فتوفّاها الله، ودُفنت في الشام، وهذا ادّعاءٌ باطلٌ، لا دليل عليه، حيث لم يذكر أي مؤرخ أنّ عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- كان يملك أيّة مزارعٍ في الشام، ولكنّه كان يفد على معاوية فيجيزه، ثمّ سرعان ما كان ينفق تلك الجوائز في سبيل الله، حيث عُرف عنه الكرم، وإن كان الإدّعاء بأنّ عبد الله بن جعفر لديه مزارع في الشام صحيحًا، فلماذا يأخذ زوجته زينب -رضي الله عنها- إلى الشام بعدما أتوا بها إلى الشام أوّل مرةٍ أسيرة بلباس السبايا. 

 حتى أُدخلت على يزيد بن معاوية بصورةٍ مبكيةٍ، فلا يمكن أن يُتصوّر أنّ زينب -رضي الله عنها- رغبت بالقدوم إلى الشام بعدما حصل معها في الشام ما حصل، وإن كان سبب هجرة عبد الله بن جعفر بزوجته إلى الشام هو المجاعة، فكان من الممكن أن يبيع محصول المزارع المزعومة في الشام، ويرجع إلى المدينة، وينفق على أهله، بالإضافة إلى أنّ نفقة سفر زينب -رضي الله عنها- إلى الشام أعلى من نفقة عيشها في المدينة، وهل من الممكن أن يُحضر عبد الله -رضي الله عنه- زوجته إلى الشام ويترك باقي أهله ليموتوا جوعًا، ولذلك فإنّ القول بأنّ زينب -رضي الله عنها- دُفنت في الشام لا يصحّ، والصحيح أنّها دُفنت في المدينة المنورة، حيث عاشت وماتت.
 

 

إنكار دفن السيدة زينب في مصر

 



قال الكثير من أهل العلم إنّ المشهد الموجود في مصر والذي يتعلّق بالسيدة زينب ليس لها، وليست مدفونة فيه، بل إنّ السيدة زينب لم تأتِ إلى مصر أصلًا، فقد عادت بعد مقتل أخيها الحسين من الشام إلى المدينة، ولم تذهب لمصر،ولا يوجد أيّ دليل يُثبت أنّ السيدة زينب مدفونة في مصر، والأصحّ أنّها مدفونة في المدينة وأنّ الضريح المزعوم للسيدة زينب في مصر غير موجود، حيث نفى بعض العلماء استنادًا إلى بعض الأدلة دفن السيدة زينب في القاهرة، وفيما يأتي بعض ردودهم على ذلك: نفى الشيخ محمود المراكبي وجود قبر السيدة زينب في القاهرة، حيث أصدر كتابًا بعنوان: (القول الصريح عن حقيقة الضريح)، وجاء فيه التأكيد على عدم وجود قبر السيدة زينب في مصر، حيث لم يتم ذكره في أي روايةٍ من روايات الرحالة الذين رحلوا إلى مصر، وكتبوا عنها، ووصفوا مزاراتها، وآثارها، ومن أولئك الرحالة: ابن جُبير، وياقوت الحموي، والهروي، وابن بطوطة، وابن دقماق المصري، وخليل بن شاهين، وغيرهم، بل اتفقت كلمة المؤرخين، ومنهم: ابن ميسر، ونور الدين السخاوي، وابن ظهيرة المصري، وابن تغري بردي، والحافظ السيوطي، على أنّ السيدة زينب -رضي الله عنها- لم تدخل مصر أصلًا، فكيف تُدفن فيها.

.
راس الحسين والسيدة زينب بمرقدهما بمصر 

 

أبو العزائم إنكار وجود أهل البيت بمراقدهم كلام فارغ, فيتو


 

قال الشيخ علاء أبو العزايم شيخ الطريقة العزمية ورئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية إن زعم السلفيين، بأن الاحتفال بمولد الحسين بدعة باعتباره بوابة للتشيع كلاما فارغاومحاولة البعض ونفس الامر قال إن الزعم بعدم وجود جثمان السيدة زينب بمسجدها بمنطقة السيدة زينب كلام فاضي وغير صحيح، فعلى مر العصور والجميع يتحدث عن هذا الأمر، وسرعان ما تختفي هذه الادعاءات التى تثير البلبلة وبعد فترة يتم اثارتها مرة اخرى، وهذه ليست اول مرة بل حاول البعض إثارة هذا الأمر عن رأس الإمام الحسين وانها ليست موجودة بمسجده بمنطقة الحسين، وثبت كذب هذه الادعاءات، وبالتالي هذا الكلام مرفوض. 


وأكد أبو العزايم  أن السلفيين دائما يظهرون العداء تجاه أهل البيت والمتصوفة، ويوجهون الاتهامات لنا في حين أن المؤرخين وكتاب السيرة، ومنهم ابن ميسر والقلقشندي والمقريزي، أجمعوا على أن جسد الحسين رضي الله عنه دفن في كربلاء، أما الرأس الشريف فقد طافوا بها حتى استقرت في عسقلان بفلسطين، ونقلت منها إلى القاهرة في العام 548 هـجرية الموافقة 1153 ميلادية.

وتابع: أثبت خبراء الآثار الذين أشرفوا على تجديد القبة أن رأس الحسين موجودة بالمسجد، موضحا أن الألواح التي حملت عليها الرأس موجودة، كما أثبت علماء الآثار أن رأس الحسين نقلت من عسقلان إلى مصر، ودفنت بالمشهد الحالي، وسط احتفال شعبي آنذاك"، وبالتالى مزاعم السلفيين بعدم وجود راس الحسين خزعبلات وأكاذيب سلفية. 
 

الجريدة الرسمية