إحنا بتوع الأتوبيس والكرنك أشهرها.. أفلام سياسية رفعت شعار «عاش الملك مات الملك»
الأفلام السياسية جزء مهم من تاريخ السينما المصرية، فهي تعكس آراء المخرجين والكتاب حول الشؤون السياسية والاجتماعية في مصر، وتساهم في نقل الرسائل والأفكار إلى الجمهور بطريقة مشوقة وجذابة.
والسينما إحدى الوسائل الفنية الهامة التي تستخدم لتنوير الشعوب ونقل الأفكار والقيم الإنسانية، وتعتبر وسيلة فعالة للتواصل مع الجماهير وجذب انتباهها وتوجيهها نحو قضايا معينة وتنمية الوعي السياسي للجماهير وتحفيزها على المشاركة الفعالة في العملية السياسية، وتوعية الشعب بحقوقه وواجباته وتعريفه بمختلف الأنظمة السياسية والمؤسسات الحكومية.
لكن إنتاج أفلام في زمن معين لنقد فترة زمنية أسبق اعتبره البعض نوعا من النكاية السياسية وتخليص حسابات مع النظام السابق لتوطيد أركان النظام اللاحق أو تمجيد بطولاته.
واعتبر عدد من النقاد ان مجموعة الافلام التي انتقدت النظام الناصري والتي تم إنتاجها في عهد السادات تدخل ضمن هذه الدائرة
فيلم الكرنك
يعود الفيلم بأحداثه إلى حقبة الستينات، حيث يتعرض لحياة مجموعة من الطلبة الجامعيين، وهم إسماعيل الشيخ وزينب دياب وحمادة حلمي، وثلاثتهم دائمي التردد على مقهى شهير يدعى الكرنك، ولكن تتغير مسارات حيواتهم للأبد بعد تعرضهم للاعتقال والتعذيب ضمن الممارسات القمعية التي مارستها أجهزة المخابرات وقتئذ.
ويتناول الفيلم حالة الاستبداد السياسي والفكري والتعتيم الاعلامي الذي انتهجه نظام جمال عبد الناصر.
الكرنك من إنتاج عام 1975 عن رواية الكرنك للأديب العالمي نجيب محفوظ، ومن إخراج علي بدرخان، وبطولة سعاد حسني، وكمال الشناوي، وصلاح ذو الفقار، وفريد شوقي، ونور الشريف ونخبة من أكبر ممثلي السينما المصرية.
وفيلم الكرنك ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في السينما المصرية في القرن العشرين.
وينتهي الفيلم بقيام ثورة التصحيح في بداية عهد الرئيس أنور السادات وصدور قرار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وإذا بالضابط الكبير الذي كان يقوم بإصدار أوامر التعذيب وانتزاع الاعترافات الملفقة يدخل هو نفسه المعتقل! ثم الانتصار الساحق على إسرائيل واسترداد سيناء مرة أخرى بالحرب والسلام.
إنتاج الفيلم كان في زمن السادات اعتبره البعض نوعا من تخليص الحسابات مع النظام السابق بتصوير الجو القاتم من إلغاء الحريات الأساسية والتضييق على الحريات العامة والقمع بشكل واسع على الأحزاب السياسية والنشطاء السياسيين والمدنيين الذين انتقدوا نظام حكم عبد الناصر أو انتقدوا سياساته. تم اعتقال الآلاف من المعارضين السياسيين والنشطاء الحقوقيين والصحفيين، وتعرضوا للتعذيب والاحتجاز التعسفي ومن ثم الترويج لثورة التصحيح والقضاء على رموز النظام الناصري وتشويه فترة حكمه كاملة.
إحنا بتوع الأتوبيس
قبل نكسة 1967 في إحدى سيارات النقل العام، تحدث مشاجرة بين اثنين من الركاب جابر وجاره مرزوق من جهة وبين محصل الأتوبيس، من جهة أخرى، تنتهى تلك المشاجرة بتوجه الأتوبيس إلى القسم، يحجز جابر ومرزوق في القسم، يشاء قدر جابر ومرزوق السيء أن تكون رهن الاعتقال في هذا اليوم مجموعة من المعارضين السياسيين، يٌرحل جميع المعتقلين إلى أحد المعتقلات ومعهم جابر ومرزوق.
يتم حجز "جابر ومرزوق" عادل إمام وعبد المنعم مدبولى فى القسم، ويشاء قدر "جابر ومرزوق" السيئ أن تكون رهن الاعتقال فى هذا اليوم مجموعة من المعارضين السياسيين، ويتم ترحيل جميع المعتقلين إلى أحد المعتقلات ومعهم جابر ومرزوق، يستقبلهما "رمزى" مدير السجن الحربى استقبال الأعداء ويتهمهما بتوزيع منشورات تدعو إلى قلب نظام الحكم ويطلب منهما التوقيع على اعتراف بذلك لكن يرفض "جابر ومرزوق" التوقيع ويرددان "إحنا بتوع الأتوبيس"، لكن لا حياة لمن تنادى، يتعرض "جابر ومرزوق" للتعذيب والسحل والإهانة أيامًا وليالى ولا حيلة لهما إلا ترديد "إحنا بتوع الأتوبيس".
إحنا بتوع الأتوبيس من إنتاج 1979، تدور أحداث الفيلم حول التعذيب الذي كان يحدث في مصر خلال الحقبة الناصرية، وهو عن قصة حقيقية في كتاب «حوار خلف الأسوار» للكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي.
وكما فعل فيلم الكرنك من قبل تم التركيز على بشاعة التعذيب ومدى الاستهانة بآدمية البشر في ظل الحكم البوليسي ودولة أجهزة الأمن إبان حكم جمال عبد الناصر ويظهر الفنان سعيد عبد الغني بشاعة البيروقراطية التي تميز بها ضباط المخابرات في تلك الحقبة.
زائر الفجر
تستقبل شرطة النجدة بلاغًا بمقتل صحفية يسارية بشقتها، ينتقل وكيل النيابة إلى مسرح الحادث، ويحاول التوصل للقاتل، يأتي تقرير الطبيب الشرعي بأن الوفاة طبيعية نتيجة مرضها بالقلب، وبالبحث حول ملابسات وفاتها، تتسع دائرة الجريمة من كونها وفاة طبيعية إلى جريمة قتل معنوية في المقام الأول.
تعرض فيلم زائر الفجر إلى منعه من العرض للإسقاطات السياسية التي عرضها الفيلم ومنع من استكمال عرضه بدور السينما مما اصاب منتجته ماجدة الخطيب بالإحباط وحاولت مقابلة الرئيس السادات في تلك الفترة في محاولة منها لطلب إجازة العرض إلا أن طلبها قوبل بالرفض.
كان الفيلم أخيرا، أحد الأفلام «الثورية» السياسية النادرة في تاريخ السينما المصرية، وكان منطقه من القوة بحيث جعل السلطات تخشى من تأثيره الكبيرالمحتمل على الجماهير.
وقد أدى منع عرض الفيلم إلى إصابة مخرجه ممدوح شكري بالاكتئاب لفترة، مما جعله يهمل في صحته فأصيب بمرض حاد نقل على أثره إلى مستشفى الحميات حيث صعدت روحه إلى بارئها قبل أن يشهد التصريح بعرض فيلمه ولو مبتورا.
اقرأ المزيد
• في ذكرى ميلاد، رحلة نور الشريف من نادي الزمالك لصائد الجوائز السينمائية
• البورصة دمرت أسرته والمرض نهش جسده.. حكايات مأساوية فى حياة الكوميديان يونس شلبى
• التليفزيون يعرض مشهد سعاد حسني بعد شائعة حذفه (فيديو)
السينما في عهدي عبد الناصر والسادات
اعتبر الكاتب الصحفي الراحل صلاح عيسى، في تصريحات صحفية أن السينما استُـخدمت من قبل الحكّـام لتصفية حساباتهم مع من سبقوهم من حكّـام، مُـشيرًا إلى دور الدولة في التحكُّـم بصناعة السينما في جميع مراحلها، منذ كتابة السيناريو إلى التمويل والتوزيع والعرض، فلم يتوقف دورها عند حدِّ الإرشاد أو في الرقابة فقط، بل تعدّى ذلك إلى التحكُّـم وصنع توجّـهاتها والقضايا، التي تهتمّ بها وتعالجها.
فالسينما المصرية لعبت دورًا لا يقل أهمية عن الخُـطب السياسية ومقالات كِـبار الكتاب في حِـقبة ما بعد الإطاحة بالحُـكم الملكي، ولا يزال المصريون يتذكَّـرون فيلم "رُدّ قلبي" لأديب الثورة يوسف السباعي، والذي جسَّـد فيه حال الأسرة المصرية إبّـان العهد الملكي، وكيف كان أبناء الأسَـر الفقيرة محرومين من التّـعليم، ولا حظ لهم في الوظائف العُـليا، إلا بوساطة "باشاوات" هذا الزمن.
كما استخدم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر السينما في التعبير عن أشياء كثيرة، وقفت وراء الثورة وساهمت في نجاحها ودعمها، كما كانت بعد رحيله أداة استخدمها مُـعارضو الثورة في الكشف عن الكثير من سيِّـئاتها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.