رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم هزت مصر «الحلقة الأولى»

سميحة عبد الحميد، شيطان في جسد أنثى، سقطت في بئر الخيانة، وتخلصت من زوجها بطريقة بشعة، وحريق غامض كشف تفاصيل الجريمة

سميحة عبد الحميد
سميحة عبد الحميد صاحبة أشهر جريمة قتل قى مصر، فيتو

ارتفع صوت حاجب المحكمة وهو يقول بقوة وثبات: "محكمة".. وقف جميع الحاضرين، فيما دخل القضاة واتخذوا أماكنهم على المنصة.. جلس الحاضرون فى أماكنهم وسط صمت مطبق.. وفى قفص الإتهام وقفت امرأة شابة لم تتجاوز الأربعين من عمرها، وقد تعلقت عينيها برئيس المحكمة، وتسارعت دقات قلبها حتى كادت أن تكون مسموعة للقريبين منها.

 

قلب القاضي فى أوراقه للحظات قبل أن ينطق: "حكمت المحكمة حضوريا بإعدام المتهمة سميحة عبد الحميد شنقا، جزاء لما اقترفته يداها من قتل زوجها عمدا مع سبق الإصرار والترصد، قاصدة التخلص منه بعد أن أغواها الشيطان وسقطت فى بئر الخيانة مع صديق المجنى عليه، ولم تكتف بإزهاق روحه، بل عمدت إلى جثمانه فشوهته قاصدة إخفاء جرمها.. رفعت الجلسة".. ضجت القاعة بهتاف "يحيا العدل".. أما سميحة فقد تجمدت الدموع فى عينيها ووقفت الكلمات على شفتيها، فلم تستطع أن تنطق بكلمة، وصمت أذنيها فلم تسمع سوى نبضات قلبها التى تعالت وكأنها دقات الطبول، وظلت للحظات مرت عليها وكأنها سنوات شاردة هائمة، ولم تفق من غفلتها إلا وأيدي الحرس الغليظة تقتادها إلى السجن انتظارا لتنفيذ حكم الإعدام.

حكاية زواج سميحة عبد الحميد وصدمة ليلة الدخلة

داخل محبسها، اعتادت سميحة أن تكون بمفردها لا تحادث أى شخص ولا تطلب شيئا من أحد.. كانت شاردة تتخبط فى أفكارها، وكثيرا ما كانت تنتابها حالات فزع متكررة إذا ما تخيلت نفسها معلقة فى حبل المشنقة.. حاولت أن تبعد تلك الهواجس عن نفسها وأن تحيا "اليوم بيومه"، ولكنها لم تستطع وظلت تتنازعها مشاعر القلق والترقب والخوف والهلع.. فى كل ليلة وقبل أن يغلبها النعاس، كانت تتذكر ما حدث، وأمام عينيها مرت جميع ذكرياتها وتفاصيل حياتها وكأنها شريط لفيلم سينمائي.

سميحة عبد الحميد داخل السجن

تذكرت أسرتها البسيطة التى نشأت فيها بمحافظة سوهاج ذات التقاليد الصعيدية الصارمة، وكيف كانت تشعر بالحقد والغيرة من شقيقتها الكبرى التى نالت حظا وافرا من الجمال والأنوثة، بينما هى لم تحظ سوى بالقدر اليسير منهما.. لاحت على شفتيها شبح ابتسامة باهتة، عندما تقدم "أمين" ذلك الفلاح البسيط للزواج منها، فوافقت الأسرة على الفور، خشية أن يذهب إلى غير رجعة، وينقطع الخطاب عنها فلا تتزوج مطلقا.. اختفت ابتسامتها الباهتة، وتحولت ملامحها إلى الوجوم عندما تذكرت ليلة زفافها، التى لم تفرح فيها كغيرها من الفتيات، ولم تستمتع فيها بمشاعر ورغبات الأنثى التى طالما أرقتها، وأصابتها خيبة أمل شديدة عندما أدركت أنها ستحيا مع زوجها جسدا بلا روح أو قلب، بعد فشله فى خطف قلبها وتحريك مشاعر الأنثى بداخلها.. أفاقت سميحة من ذكرياتها بعد أن لاحت أمام ناظريها صورة حبل المشنقة الذى ينتظرها فى أية لحظة، فتكورت على نفسها وخلدت إلى النوم وقد سرت فى جسدها قشعريرة باردة.

 

سميحة وأمين.. غرباء تحت سقف واحد

مرت الأيام على سميحة عبد الحميد داخل محبسها بطيئة كئيبة، ومع مرورها كانت تزداد قلقا واضطرابا خوفا من لحظة الإعدام.. حاولت أن تنشغل بأى شئ ينسيها جريمتها، ولكنها لم تتمكن، فاسترجعت ذاكرتها رغما عنها تفاصيل ما حدث.. تذكرت حياتها البائسة مع زوجها "أمين"، التى ازدادت بؤسا فوق بؤسها مع إنجاب ثلاثة من الأطفال، ويوما بعد يوم أصبح دخله من عمله بالأجر اليومي، غير كاف لأبسط متطلبات الحياة، وتحول الزوج إلى مجرد ضيف فى المنزل، يخرج فى الصباح الباكر ويعود فى المساء أشعث أغبر منهك القوى، فيتناول لقيمات قليلة يخلد بعدها للنوم من فرط الإرهاق، ويتركها وحيدة تتقلب على فراشها كمن يتقلب على جمرات من نار.. كثرت الخلافات والمشاجرات بينهما، وكثيرا ما كانت تذهب إلى بيت أسرتها غاضبة تطلب العون منهم والمساندة، فكانوا يردونها خائبة بلا حل ولا مخرج لما هى فيه من هم وغم وضيق ذات اليد.

 

صديق الزوج يغازل سميحة ويسقطها فى شباكه

اضطربت دقات قلب سميحة واختلجت ملامحها عندما تذكرت "عاكف"، ذلك الرجل الذى اقتحم قلبها بلا استئذان وسيطر على عقلها فأصبحت لا تفكر فى أحد سواه.. تهللت أساريرها وهى تسترجع نظراته ذات المغذى إلى وجهها ومفاتن جسدها، أثناء زيارته لزوجها الذى تربطه به صداقة قوية، وتمنت لو أن هذا الرجل صاحب المشاعر الدافئة هو زوجها، بدلا من أمين الذى لم يتمكن من إشباع رغباتها العاطفية والجسدية.. تكررت زيارات عاكف للأسرة البائسة، وعرف كل تفاصيل ما يجرى داخل المنزل، ومع تكرار الزيارات، طالت النظرات بينه وبين سميحة، وخفق قلبها له بشدة ولم تستطع كبح جماح الشوق لرؤيته.. وهو أيضا أدرك أنه أمام أنثى ظمأى للحب والحنان، وتبحث عن رجل يروى ظمأها، ويشبع رغباتها المتأججة.

 

خطة عاكف لإسقاط سميحة عبد الحميد فى بئر الخيانة

تنهدت سميحة عبد الحميد، وهى تتذكر يوم أن جاءهم عاكف فرحا مسرورا، ويخبرها وزوجها بأنه وجد الحل السحري لجميع مشاكلهم المادية، وعرض على أمين وظيفة بمرتب مجز فى شركة الأسمدة التى يعمل بها فى محافظة السويس.. يومها رقص قلبها فرحا وشعرت بأن جميع مشاكلها ذهبت إلى غير رجعة، فمن ناحية ستحصل الأسرة على المال اللازم لإخراجها من الفقر المدقع الذى تحيا فيه، ومن ناحية أخرى ستصبح قريبة من عاكف الذى بدأ قلبها يدق إليه بعنف، ويتمنى وصاله لآخر العمر.. خلال أيام قليلة جمعت الأسرة أشيائها وشدت الرحال إلى السويس، وهناك كان عاكف قد أعد كل شئ، ووفر مسكنا مناسبا لصديق عمره وأسرته، وفى اليوم التالي اصطحب أمين معه ليتسلم عمله حارسا على بوابة الشركة.. بعد أيام نصح عاكف صديقه أمين بأن يعمل لساعات إضافية ليحصل مقابلها على مبالغ مالية أخرى تساعده فى توفير متطلبات أسرته وتحسين حالتهم المعيشية، فوافقه على الفور وقدم له عظيم الشكر والامتنان مؤكدا أنه لن ينسى أبدا وقفته بجانبه ومساعدته فى تجاوز أزماته.

 

لحظة إعدام سميحة عبد الحميد

سميحة وعاكف.. وثالثهما الشيطان

سرت فى جسد سميحة عبد الحميد قشعريرة محببة، وشعرت بتيار من الدم الدافئ يتدفق إلى أوصالها وتضرج وجهها بحمرة الخجل، وهى تتذكر حبيبها عاكف.. فبعد أن استقر بهم المقام فى السويس، وبدأ زوجها أمين عمله الذى كان يستمر من الصباح الباكر إلى مايقرب من منتصف الليل، كان عاكف يحضر إلى شقتها ويتبادل معها الحديث، وبين الفينة والأخرى كان يختلس النظر إلى عينيها، بعينين حالمتين تبوحان بما يعتمل فى صدره من رغبة جامحة فى جسدها.. صادفت رغباته هوى فى نفسها وحركت بداخلها مشاعر الأنثى التى افتقدتها مع زوجها.. لعب الشيطان لعبته وزين لهما الخطيئة، فسقطا فى مستنقع الخيانة، وعلى فراش زوجها قدمت له جسدها فارتوى منه إلى حد الثمالة،  وهى أيضا لم تدخر جهدا فى الارتواء من رجولته.. تكررت لقاءاتهما المحرمة وأصبحت لا تطيق بعدا عن عشيقها، فكان يحضر لها بعد خروج زوجها للعمل ويظل معها إلى قبل عودته بقليل، وحتى تتخلص من إزعاج الصغار كانت تضع لهم أقراصا منومة فى الطعام فينامون لساعات طويلة.

 

رائحة الخيانة وصلت الجيران

تنهدت سميحة بمرارة وزفرت أنفاسا حارة وهى تتذكر نظرات الجيران لها، واسترجعت همساتهم وكلماتهم الجارحة حول سلوكها المشين وعلاقتها المريبة مع عاكف صديق زوجها.. حاولت مرارا وتكرارا أن تدفع الاتهامات عن نفسها، واختلقت روايات عديدة ولكنها لم تفلح فى إخفاء حقيقة علاقتتها بصديق زوجها.. طأطأت رأسها فى حسرة وألم وهى تتذكر يوم أن عاد زوجها من عمله غاضبا والشرر يتطاير من عينيه، ويواجهها بما سمعه عن علاقتها غير الشرعية بصديقه عاكف، ثم يصفعها على وجهها بكل قوة ويقسم عليه بأنها طالق ثلاثا إذا دخل عاكف منزله مرة أخرى.. تظاهرت بمجاراته وأقسمت له كذبا أن هذه رغبتها هى أيضا.. فى تلك الليلة اتخذت قرارها بالتخلص من زوجها حتى يخلو لها الجو مع عشيقها.

 

الخائنة تستدرج زوجها بوجبة عشاء فاخرة 

اضطربت سميحة عبد الحميد وبدت عليها علامات التوتر والعصبية عندما جالت بخاطرها تفاصيل يوم جريمتها.. يومها أعدت عشاء فاخرا لزوجها، ودست فيه كمية كبيرة من الأقراص المنومة.. ظن الزوج أنه على موعد مع ليلة حب ساخنة مع زوجته.. تناول وصغاره الطعام بنهم شديد.. بعد فترة قصيرة شعر بثقل فى رأسه ورغبة شديدة فى النوم.. آوى إلى فراشه وما هى إلا دقائق حتى راح فى سبات عميق وكذلك الأبناء.. أغلقت باب الغرفة وبكل جرأة وثبات، ذبحت زوجها النائم، ثم وضعت أجزاء  جثمانه فى أكياس بلاستيك كانت قد أعدتها مسبقا.. نظفت الغرفة من آثار الجريمة، وفى جنح الليل حملت الأكياس ودفنتها بجوار المنزل.. خشيت من افتضاح أمرها وقررت إخفاء معالم الجريمة كاملة، فأشعلت النار فى المنزل.. أسرعت لمقابلة عشيقها عاكف لتزف له خبر التخلص من زوجها، فصدها بعنف واستنكر فعلتها وأنكر ما بينهما ثم غادر محافظة السويس كاملة خوفا من توريطه فى الجريمة.. أدركت أنها أصبحت وحيدة فى مواجهة جريمتها وأنها أضاعت حياتها وأسرتها من أجل حب زائف ونزوة مؤقتة.

 

شاهد جريمة سميحة عبد الحميد بالفيديو جراف من هنااااااااا

 

أحد رجال الدين يلقن سميحة عبد الحميد الشهادة قبل تنفيذ الأعدام

 

كف آدمى كشف تفاصيل الجريمة البشعة

بعد إطفاء الحريق، عثرت الأجهزة الامنية على أجزاء من جثمان آدمي فى محيط المنزل، فجمعتها وبدأت فى البحث عن صاحب تلك الجثة.. فى البداية لم تتوصل لشئ، إلى أن تم العثور على كف آدمي لم تطله النار.. تمت مطابقة البصمات الموجودة به ببصمات أمين الموجودة فى ملف خدمته بشركة الأسمدة، وتم التأكد من ان القتيل هو الزوج أمين.. حامت الشبهات حول الزوجة سميحة عبد الحميد.. تم القبض عليها وعند مواجهتها حاولت الإنكار ولكن بتضييق الخناق عليها، ومواجهتها بالأدلة وأقوال الشهود.. انهارت واعترفت بجريمتها، وتمت إحالتها إلى محكمة الجنايات التى أصدرت حكما بإعدامها.. وتم تنفيذ حكم الإعدام فيها فى عام 1985، ليسدل الستار على واحدة من أغرب وأبشع جرائم القتل التى شهدتها مصر.

نبيلة عبيد في لقطة من فيلم المرأة والساطور، فيتو

جريمة سميحة عبد الحميد بما فيها من تفاصيل كثيرة ومثيرة، أثارت خيال كتاب السينما والفنانين، فأنتجوا فيلما سينمائيا باسم “المرأة والساطور” لعبت بطولته الفنانة نبيلة عبيد مع الفنان الراحل أبو بكر عزت وخلال احداث الفيلم نفذت الزوجة نبيلة عبيد جريمتها وتخلصت من زوجها  تماما كما فعلت سميحة عبد الحميد مع زوجها امين.  

لمزيد من قضايا وجرائم قتل الزوجات لأزواجهن إقرأ أيضا

لزواجه عليها.. ربة منزل تقتل زوجها في شبين القناطر بالقليوبية

ربة منزل تقتل زوجها بمساعدة ابنتها وخطيبها فى الهرم

من أجل الميراث.. سيدة تقتل زوجها وتطعن نفسها لإبعاد الشبهة في الفيوم

مكالمة هاتفية كلمة السر.. ربة منزل تقتل زوجها بمساعدة اثنين آخرين.. والسبب صادم

لديها ٧ أبناء.. سيدة تقتل زوجها بمساعدة عشيقها فى الحوامدية

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية