نهاية العشرية السوداء فى ليبيا.. التقارب المصري التركي يمنح قبلة الحياة لأحفاد عمر المختار
لم يعد هناك متسع من الوقت للبقاء فى المربع صفر، هذا ما يعتقده المجتمع الدولى الذى ضاق ذرعا بالصراع الليبى الليبى، وبقاء الأزمة دون حل منذ 2011 وحتى الآن، ولهذا تضغط الدول الفاعلة فى الملف ولاسيما دور الجوار وعلى رأسهم مصر لإنهاء الأزمة الليبية المشتعلة وصراعات مراكز القوى على أن يكون الحد الفاصل للجميع الانتخابات.
كانت الأزمة الليبية شهدت تطورات كبيرة خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما سحب مجلس النواب الثقة من حكومة فتحى باشاغا، وتسير الأمور نحو الاتفاق على حكومة موحدة وإجراء انتخابات رئاسية فى البلاد فى أقرب وقت ممكن، وذلك ما ترجمته اجتماعات لجنة 6+6 الأخيرة فى المغرب.
وأكدت اللجنة الليبية المشتركة المكلفة من البرلمان والمجلس الأعلى للدولة فى اجتماعاتها فى المغرب أن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية سيكون وفق إجراءات متزامنة.
إعداد قانون الانتخابات
وكشفت لجنة 6+6 الليبية عن إعداد قانون الانتخابات، مؤكدة أنها حققت توافقًا كاملًا بخصوص النقاط المتعلقة بانتخاب رئيس الدولة وأعضاء البرلمان.
كما اتفقت اللجنة على أن يكون إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق إجراءات متزامنة، وأن تشكل السلطة التشريعية القادمة -مجلس الأمة- من غرفتين وهما البرلمان ومجلس الشيوخ، مشيرة إلى أن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت لصياغة وضبط التشريعات الخاصة به.
ودعت اللجنة إلى تشكيل حكومة موّحدة تمهد للاستحقاقات الانتخابية فى كل البلاد، قبل دخول قوانين الانتخابات حيز التنفيذ حتى لا يتم مصادرة آمال الليبيين، مشيرة إلى أن الواقع الليبى الحالى يفرض على الجميع تغليب المصلحة العليا على كل الحسابات الضيقة.
وحسب مراقبين، قد تكون هذه المشاورت الفرصة الأخيرة للبرلمان ومجلس الدولة ولقادة ليبيا لمعالجة الخلافات وحسم قانون الانتخابات، ثم تحديد إطار زمنى واضح لتنظيم العملية الانتخابية، قبل المرور إلى خطّة المبعوث الأممى إلى ليبيا عبد الله باتيلى.
وتعرف أطراف اللعبة فى ليبيا أن هناك رغبة دولية وأممية، وخاصة من مصر ودول الاتحاد الأوروبى وأمريكا لإنهاء الأزمة الليبية التى امتدت لأكثر من عقد، عبر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية فى البلاد قبل نهاية العام الحالى، تنتهى معها المراحل الانتقالية، وتقود البلاد إلى نظام سياسى جديد دائم ومستقر.
ترحيب مصري بمفاوضات 6+6
ومن جانبها رحبت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، بجهود لجنة ٦+٦ المشتركة المشكلة من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين لإعداد القوانين الانتخابية.
والتقى السفير حمدى سند لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، مع عبد الله اللافى نائب رئيس المجلس الرئاسى الليبى، وذلك خلال زيارته للقاهرة، وتناول اللقاء تناول الجهود الرامية لدفع الحل السياسى فى ليبيا، والتطورات المتعلقة بالمساعى الحثيثة التى يبذلها المجلس الرئاسى الليبى فى مسار المصالحة الوطنية الشاملة.
كانت مصر بذلك جهود كبيرة فى الأزمة الليبية، وهو ما كشفه لقاء المستشار إبراهيم وشناف مستشار الأمن القومى الليبى فى العاصمة الروسية موسكو بالوفد المصرى رفيع المستوى الذى زار روسيا للمشاركة فى أعمال الدورة الحادية عشرة لمنتدى الأمن الدولى.
وضم الوفد المصرى السفيرة فايزة أبوالنجا مستشار الرئيس للأمن القومى، والوزير مجدى عبد الغفار وزير الداخلية المصرى الأسبق ومستشار الرئيس لشئون مكافحة الإرهاب، إضافة إلى السفير نزيه النجارى سفير مصر لدى روسيا الاتحادية.
وحول تطورات الأزمة الليبية والأسباب التى دفعت عجلة المفاوضات، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التقارب المصرى التركى انعكس بشكل واضح على الملف الليبى، موضحا أن البلدين قطعا شوطا طويلا من المفاوضات حول ذلك الملف.
وأكد الدكتور بشير عبد الفتاح أن هناك اتفاق تركى مصرى على ضرورة حل الملف الليبى وإنهاء الصراع وإجراء انتخابات فى البلد الذى مزقته الحروب منذ أكثر من عقد من الزمن.
وأشار بشير عبد الفتاح إلى أن الرئيس التركى أردوغان مصر على استكمال مسيرة التطبيع مع جميع الدول العربية وبالأخص مع مصر، لذلك هناك انفتاح من قبل أنقرة لإنهاء الأزمة الليبية.
وأوضح الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أنه حتى فى حال عدم فوز أردوغان فى الانتخابات التركية، فإن كاليجدار أوغلو سيكمل المسيرة، لأنه دائمًا كان يعارض التدخل فى الدول العربية، وطالب مرارًا بسحب القوات التركية من جميع دول الجوار بمن فيهم ليبيا.
اقرأ أيضا: بيان شديد اللهجة من الخارجية الليبية بشأن الاعتداء على ملحقيتها العسكرية بالخرطوم
إخراج المرتزقة من ليبيا
وحول أزمة المرتزقة أكد عبد الفتاح أنه سيتم إخراج المرتزقة من ليبيا، موضحا أن ذلك ليس مطلب مصر فقط ولكنه مطلب دولى وأممى موضحا أن هناك تدخل من الولايات المتحدة الأمريكية لنفس الأمر.
وحول الاتفاقيات التى أبرمتها حكومة السراج وحكومة عبد الحميد الدبيبة مع تركيا وتأثيرها على المفاوضات الليبية، أكد بشير عبد الفتاح أنها اتفاقات غير شرعية ولم تلقَ أي اعتراف دولى سواء من الأمم المتحدة أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية أو من مجلس النواب الليبى، لذلك فسيتم إعادة النظر فيها مرة أخرى.
ومن جانبه قال الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولى العام وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إنه منذ توقيع اتفاق الصخيرات فى المملكة المغربية عام 2015 بين أطراف الأزمة الليبية، فإن المفاوضات لم ولن تجدى فتيلا.
واستكمل: بالرغم من أن المفاوضات والمشاورات أيضًا بين الأطراف الليبية المتنازعة هى الوسيلة الأصح والأسرع والأكمل والأكثر مرونة لتسوية النزاعات بينها، إلا أن القضايا المتعلقة بالانتخابات سواء الرئاسية أو البرلمانية وغيرها من قضايا طالما لم تعالج جذور المرض المتشظى فى الجسد الليبى منذ أكثر من عقد من الزمان فلن تحقق السلم والاستقرار والأمن فى المنطقة.
ووفقًا لأيمن سلامة، بات من الضرورى تناول قضايا خروج المرتزقة الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا ونزع أسلحة كافة المليشيات المسلحة فى ليبيا وإعادة دمجها فى المجتمع فى الليبى بعد تأهيليها بواسطة منظمة الأمم المتحدة بحسبانها المنظمة الأكثر خبرة فى هذا الصدد.
وفى السياق ذاته قال الدكتور كرم سعيد الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن التطورات التى شهدها الملف الليبى خلال الفترة الأخيرة، يرجع إلى التطور والتقدم الكبير فى العلاقات المصرية التركية.
وأضاف كرم سعيد أن هناك توافقا بين مصر وتركيا على ضرورة الدفع بحل سياسى للأزمة الليبية، مشيرا إلى أن القاهرة لديها رؤية واضحة لإنهاء الأزمة تقوم على أساس وقف التدخلات فى الشأن الليبى والدفع بالحل السياسى تحت مظلة أممية والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية ووقف إرسال المرتزقة.
وأكد الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية أن تركيا تدرك أن ليبيا تمثل عمق استراتيجى بالنسبة لمصر، لذلك كان هذا الملف هو حجر الزاوية التطبيع العلاقات بين البلدين متوقعا حدوث زخم للدفع بحل سياسى للأزمة الليبية بعد انتهاء الانتخابات التركية.
وأشار كرم سعيد إلى أن حل الأزمة الليبية ليس فقط متوقف على التقارب المصرى ولكن أيضًا مرتبط بالتقارب بين الأطراف الفاعلة فى الداخل الليبى خاصة بين حكومة الدبيبة والبرلمان الليبى، موضحا أن سبب إقالة باشاغا وجود تقارب بين الدبيبة وخليفة حفتر.
وشدد سعيد على أن هناك إعادة ترتيب للأوراق فى ليبيا، وظهر ذلك من خلال التقارب والتوافق بين أطراف الأزمة، والذى يعتبر حجر الأساس للمفاوضات، مؤكدا أن هناك أطراف خارجية لها مصالح وفاعلة فى الأزمة، وهى أيضًا تضغط من أجل الدفع بحل سياسى للأزمة الليبية.
وأوضح الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الدول الأوروبية تضغط بقوة من أجل إنهاء الأزمة الليبية وإجراء انتخابات الرئاسة فى البلاد فى أقرب وقت ممكن، وذلك من أجل منع موجات الهجرة غير الشرعية القادمة عبر الأراضى الليبية إلى إيطاليا ودول أوروبا.
طرفى النزاع فى مفاوضات لجنة 6+6
وفى السياق ذاته قال الدكتور محمد الزبيدى، أستاذ القانون الدولى والمحلل السياسى الليبى، إنه لا يتوقع أن يكون هناك توافق بين طرفى النزاع فى مفاوضات لجنة 6+6، مشيرا إلى أن التصريحات الإعلامية مجرد وسيلة لقطع الطريق على خطة المبعوث الأممى إلى ليبيا، عبد الله باتيلى التى تنتهى 15 يونيو من أجل الاتفاق على قانون الانتخابات أو رفع مقترح خاص به إلى مجلس الأمن الدولى والعمل به بديلا عن التوافق بين مجلسى النواب والدولة الليبيين.
وأكد أستاذ القانون الدولى والمحلل السياسى الليبى، أن مجلسى النواب والدولة فى ليبيا، لا يريدان خطة باتيلى، لأنها تقترح استبعادهما نهائيا من المشهد السياسى الليبى، واختيار 45 شخصية من الأحزاب السياسية ومشايخ القبائل وقادة المليشيات لوضع قانون انتخابى تجرى بموجبه الانتخابات الرئاسية فى البلاد.
وأوضح الزبيدى، أنه يتوقع تشكيل حكومة مصغرة بالتوافق بين حكومة غرب ليبيا وقيادة الجيش الوطنى لإدارة أمور البلاد خلال الفترة القادمة.
وتابع: بأنه لا يعتقد إجراء انتخابات رئاسية خلال الفترة القادمة، إنما فقط انتخابات برلمانية، وتشكيل حكومة مصغرة تتولى إدارة شئون البلاد لمدة 3 سنوات قادمة.
وأشاد الزبيدى بالدور المصرى فى الأزمة الليبية، مؤكدا أنها تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء فى الداخل الليبى، مشيرا إلى أن القاهرة تبذل قصارى جهدها من أجل إخراج المرتزقة من الأراضى الليبية والحفاظ على وحدة واستقرار الدولة.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.