لغز اختفاء حميدتي، مصادر سودانية ترصد 3 سيناريوهات لمصير قائد قوات الدعم السريع
تشهد الأزمة السودانية تصاعدًا وتوترًا غير مسبوق، عقب انسحاب الجيش السوداني، من مفاوضات جدة أو تعليق دوره في المناقشات وفق بيانه الرسمي، وسط ترجيحات بعملية نوعية مرتقبة خلال الفترة المقبلة شرع فى التحضير لها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة، بهدف وضع نهاية لأحلام قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي.
وسط التصعيد بالسلاح والحرب الكلامية بالبيانات المتبادلة بين طرفي الصراع: الجيش السوداني من جهة، وميلشيات قوات الدعم السريع من جهة أخرى، تبقى أسماء القيادات الرقم الصعب في معادلة الأزمة السودانية.
من جانبه، يرى الجنرال عبد الفتاح البرهان، أنه الممثل الشرعي للدولة، في حين يرى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي، أنه الأحق بعدما تمكنت ميليشياته من فرض واقع عسكري جديد على الأرض.
تصاعد الأزمة السودانية بين حميدتي والبرهان
الأزمة السودانية، زادت تعقيدًا خلال الأيام الماضية، عقب الاختفاء المفاجئ لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي، من المشهد العسكري والسياسي، باستثناء بعض البيانات الصوتية المشكوك في صحتها، هذا الاختفاء أثار الكثير من التكهنات وطرحت سيناريوهات مختلفة حول سبب اختفاء حميدتي، ومصير قوات الدعم السريع، سواء في وجوده أو بعد غيابه.
السيناريو الأول وفق المصادر السودانية، أن محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي، لقي مصرعه في إحدى جولات الاشتباك بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة أنه منذ شهر أبريل الماضي، ترددت أنباء قوية بالداخل السوداني، عن مقتل حميدتي، في قصف بالطيران وانتشرت على مواقع التواصل صورة لتقرير مفبرك نسب لصحيفة الجارديان البريطانية، حول تلك الواقعة، كما تم اختراق المواقع الرسمى لـ قوات الدعم السريع ونشر عليه نعى لقائده محمد حمدان دقلو.
روايات سودانية حول مقتل حميدتي في غارة جوية
والأربعاء الماضي، ترددت رواية جديدة حول مقتل حميدتي، ونفى شقيقه عبد الرحيم دقلو، القائد الثاني لقوات الدعم السريع، صحة الأمر مؤكدًا أن شقيقه حميدتي بخير وبصحة جيدة.
السيناريو الثاني، يفيد بنقل محمد حمدان دقلو حميدتي، من الأراضي السودانية إلى دول أخرى بالجوار أو الإقليم فاعلة في ملف الأزمة السودانية، بهدف حمايته من محاولة الوصول له وتصفيته، لقناعة الأطراف بانتهاء الأزمة بمجرد إعلان مقتل حميدتي، حيث لم يظهر بديل له على نفس المستوى السياسي الذي اكتسبه من فترة عمله كنائب لرئيس مجلس السيادة السوداني، واستقبل وقد اجتماعات مع المسئولين الغربيين والعرب.
السيناريو الثالث، هو رغبة لدى قوى فاعلة فى الأزمة السودانية، لتجهيز شخصية متعلمة تتزعم الحديث باسم قوات الدعم السريع، ورجحت المصادر تجهيز القوني حمدان موسى دقلو، أحد إخوة محمد حمدان دقلو.
تجهيز القوني دقلو لإدارة الدعم السريع سياسيًّا
وسبب التركيز على شخصية القوني، يرجع لكونه شخصية متعلمة ومطلعًا وجاهزًا للعب دور سياسي كطرف يجيد الحديث مع المسئولين الغربيين على العكس من شقيقه دقلو المعروف عنه عدم حصوله على مؤهلات دراسية ولا يتمتع بالخبرة السياسية.
ويدير القوني، عددًا من الشركات المملوكة له ولشقيقه حميدتي، وتسربت وثائق حول ملكيته لشركة تسمى "تريدايف"، ومقرها في الخرطوم 2 نفس مقر شركته الأخرى "جي إس كيه"، وهذه الشركة تقوم بالكثير من الأعمال ضمنها شراء أجهزة الثريا لشركات "آل دقلو" مثل شركة الجنيد للتعدين التي يرأس مجلس إدارتها عبدالرحيم دقلو الذي يقود عمليات الدعم السريع الآن.
تسجيل صوتي لقائد مليشيا الدعم السريع "حميدتي"
ووفق السيناريوهات التي وضعتها المصادر السودانية، فإن غياب دقلو يحيطه الشكوك حول مقتل حميدتى، خصوصا أن شقيقه عبد الرحيم، بات الفاعل أكثر على أرض المعارك أو التحدث للإعلام ويتولى مسؤولية إصدار البيانات، ورجحت لعب شقيقه القونى، دور سياسيا خلال الفترة المقبلة بهدف تمكين "آل دقلو" وتأطير دور قوات الدعم السريع، بشكل مؤسسي لضمان وجودها فى معادلة التفاوض حاليا أو مستقبلا، سواء ظهر دقلو أو إعلان وفاته بشكل رسمي.
لكن فى المقابل، يرى مراقبون أن اختفاء حميدتي، ربما يعود لأسباب أمنية خشية تعرضه لعملية تصفية فى حال رصد موقعه أو إعتراض اتصالاته الشخصية.
ثورة عائلة محمد حمدان دقلو حمدتي
ويمتلك "آل دقلو" فى السودان، ثروة طائلة قدرها الكاتب الصحفى السوداني، أحمد القرشي، فى مقابلة سابقة له مع قناة "العربية" السعودية بـ 17 مليار دولار.
ومطلع شهر مايو الماضى، قالت وكالة "رويترز" فى تحقيق لها: إن حميدتي يمتلك وأسرته شركة تنقل سبائك ذهب بملايين الدولارات إلى دول أخرى بالإقليم.
تحقيق الوكالة وجد أن محمد حمدان دقلو المعروف بـ حميدتي، في الوقت الذي كان يتهم فيه رجال الرئيس المعزول عمر البشير، في خطاباته بالتربح على حساب الشعب السوداني، كانت شركة تملكها أسرته تنقل سبائك ذهب بملايين الدولارات إلى دولة عربية.
وذكر مسؤولون حاليون وسابقون ومصادر من قطاع الذهب فى السودان، إنه عام 2018 عندما كان اقتصاد السودان لعملية انهيار، أطلق عمر البشير يد محمد حمدان دقلو حميدتي في بيع الذهب أغلى مورد طبيعي في السودان عن طريق مجموعة "الجنيد" التي تملكها أسرته.
وفق المصادر السودانية، أن مجموعة الجنيد كانت في بعض الأحيان تتجاوز قواعد البنك المركزي المنظمة لتصدير الذهب وفي أحيان أخرى كانت تبيعه للبنك المركزي نفسه بسعر تفضيلي لصالح العائلة.
الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على شركات دقلو
ومطلع شهر يونيو الجاري فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على شركات تابعة لـ قوات الدعم السريع.
وقام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، بإدراج أربع شركات تدر إيرادات من النزاع في السودان وتساهم فيه.
وترتبط اثنتان وفق الخزانة الأمريكية، بقوات الدعم السريع شبه العسكرية والاثنتان الأخريان بالقوات المسلحة السودانية.
وقالت حينها وزيرة الخزانة جانيت ل. ييلن: “نحن نقطع تدفقات مالية رئيسية عن كل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية من خلال العقوبات التى تم فرضها، مما يحرمهم من الموارد التي يحتاجون إليها لسداد مدفوعات الجنود وإعادة التسلح وإعادة الإمداد وشن الحرب في السودان.
القوني حمدان دقلو يدير شركة تراديف ممولة قوات الدعم السريع
الكيانان المرتبطان بقوات الدعم السريع وفق إعلان وزارة الخزانة الأمريكية هما:
شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة المسؤولية هي شركة قابضة سودانية يسيطر عليها قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو وشقيقه نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو.
يقع المقر الرئيسي للشركة في الخرطوم وهي تشغل 11 شركة تابعة عبر قطاعات اقتصادية عدة، بما ذلك صناعة مناجم الذهب، إذ أصبحت مناجم الذهب وتصديره مصدرا حيويا للإيرادات لعائلة دقلو وقوات الدعم السريع منذ مصادرة هذه الأخيرة لمنجم الذهب في جبل عامر في العام 2017.
وأدرج مكتب أوفاك شركة الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة المسؤولية على لائحة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 لمسؤوليتها عن المشاركة أو محاولة المشاركة في أعمال أو سياسات تهدد السلم والأمن والاستقرار في السودان أو تواطئها في ذلك أو قيامها بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
الكيان الثاني، شركة تراديف للتجارة العامة المحدودة المسؤولية، يسيطر عليها الرائد في قوات الدعم السريع القوني حمدان دقلو.
يقع المقر الرئيسي لشركة تراديف للتجارة العامة المحدودة المسؤولية في الإمارات العربية المتحدة، وهي شركة توريد سبق لها أن قامت بشراء سيارات لقوات الدعم السريع في الماضي، وقد يكون قد تم تعديل بعض من هذه السيارات وتزويدها برشاشات تستخدمها قوات الدعم السريع في خلال دورياتها في شوارع الخرطوم وغيرها من مناطق السودان.
وأدرج مكتب أوفاك شركة تراديف للتجارة العامة المحدودة المسؤولية على لائحة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098 لمسؤوليتها عن المشاركة أو محاولة المشاركة في أعمال أو سياسات تهدد السلم والأمن والاستقرار في السودان أو تواطئها في ذلك أو قيامها بذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.