الوصفات الطبية لـ«البلوجرز» تهدد صحة ملايين المصريين.. حلم الثراء السريع وراء دخلاء المهنة.. والصيادلة يستغيثون: يجب التدخل الفوري.. شركات الأدوية المتهم الأول في دعم «مجهولي الصفة»
كانت المشكلة بالأمس، أن هناك دخلاء على المهنة، يشترون أسماء الصيادلة ليتمكنوا من افتتاح صيدليات، ويأتون بغير متخصصين لصرف أدوية للمرضى، وقد يتسبب ذلك فى كوارث كبيرة، بالطبع هؤلاء غير حاصلين على ترخيص مزاولة المهنة وكان حصارهم يتم بين الحين والآخر لتقليل المخاطر.
لكن الآن، يمكن القول إن الأمر خرج عن السيطرة، فـ"البلوجرز" الذين يصفون أدوية للمرضى، هم من تصدّروا تلك الساحة، وكل ما يفعلونه يصورون أنفسهم ويعطون النصائح ويعدون بنتائج فعالة، ومعظم هؤلاء غير متحصص بل ولا يضمنه المريض.
شركات الأدوية
عدد من الصيادلة كشفوا، أن وجود «البلوجرز» كان بدعم من شركات أدوية للترويج لمنتجاتهم، ويتم تمويل المقاطع بداية من التصوير حتى الإخراج والنشر لإقناع الناس بشراء نوع معين من الدواء، وفى مواجهة ذلك دشّن صيادلة مؤخرًا حملة «امسك دخيل» للتحذير وتقديم البلاغات فى مباحث الإنترنت وهيئة الدواء المصرية.
من جانبه قال الصيدلى على عبد الله مدير مركز الدراسات الدوائية، إن حلم تحقيق المكاسب السريعة بدون تعب دفع هؤلاء الدخلاء لتصوير فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك للحديث عن الأدوية ووصفها للناس مؤكدا وجود شركات تدعمهم لترويج أدوية بعينها.
وكشف فى حديثه لـ"فيتو" عن مدى خطورتها فى أنها تسيء إلى سمعة المهنة والصيادلة، خاصة إذا ظهر أن هذه المعلومات التى تقال فى الفيديوهات مغلوطة، مشيرا إلى أن غياب دور التوعية المجتمعية بخطورة هؤلاء وأيضًا غياب الانتماء للمهنة والدفاع عنها ساعد فى السماح لهؤلاء بالتصوير داخل الصيدليات والحديث عن الأدوية فضلا عن ضرورة أداء النقابات لدورها فى التأديب لمن يسمح بالدخلاء.
وأكد الصيدلى على عبد الله أن هؤلاء الدخلاء، يحصلون على دعم من الشركات ومقابل مادى وكذلك كود بأسمائهم للخصم على المنتجات الشركات، مشيرا إلى أنه لا يهم الشركة إذا كان يتحدث عن الدواء صيدلى أو غير صيدلى والأهم عدد المتابعين لهم.
وأوضح أن الدخيل الذى يقتصر دوره فى الصيدلية فقط فى صرف دواء خطأ هو أقل خطورة ممن يصورون فيديوهات واذاعتها لألاف المتابعين ويشترون الأدوية التى يروج لها.
اقرأ أيضا: نقص صبغات الأشعة يهدد حياة المرضى، أطباء يكشفون ثأثير مافيا السوق السوداء في ارتفاع سعرها
دخلاء المهنة
بدورها، أوضحت أمانى بدوى، المتحدث باسم حملة «امسك دخيل» أنه مع التوسع فى السوشيال ميديا والرغبة فى تحقيق أرباح وكسب مزيد من المال لجأ دخلاء المهنة إلى تصوير فيديوهات من داخل الصيدليات للحديث عن الأدوية ووصفها للمرضى عبر وسائل التواصل الاجتماعى وهى أمور مخالفة.
وأضافت لـ"فيتو" أن هؤلاء يرتكبون جرائم مزاولة المهنة بدون ترخيص ومخالفة قانون تنظيم الإعلان عن الخدمات الصحية خاصة أن الفيديوهات تروج أحيانا إلى منتجات غير مرخصة أو شركات أدوية مجهولة.
أو الترويج لمنتجات تسبب آثار جانبية على مستخدمها، فضلا عن أن هؤلاء الدخلاء يصفون أدوية لا يمكن وصفها على الملأ وهم بذلك يتعدون على قانون مزاولة مهنة الطب ووصف أدوية وصفية لا يمكن إلا للطبيب فقط أن يصفها.
وأضافت أن بعض الناس يستمعون لهؤلاء الدخلاء ويصدقونهم ويشترون المنتجات التى يروجوا لها وتسبب لهم آثارا جانبية، لافتة إلى أن الفيديوهات لا توضح كافة تفاصيل العلاج للناس، فقد يتسببون فى كوارث طبية تهدد حياة الناس كما أن وصف أي دواء من خلال فيديوهات التواصل الاجتماعى يمكن أن يتعارض مع أي دواء آخر يحصل عليه المريض ويسبب وفاته.
وأكدت أن الشركات تستغل هؤلاء "البلوجرز" للترويج لمنتجاتهم دون النظر إذا كان صيدليا أم لا والمعيار الأهم هو وجود ملايين من المتابعين ويحصلون على آلاف الجنيهات مقابل التسويق للمنتج فضلا عن تحقيق مكاسب من مشاهدات الفيديوهات.
وأضافت أن أكثر الأدوية التى يتم الترويج لها فى فيديوهات التواصل الاجتماعى هى مستحضرات التجميل وأمراض الجلدية ومنتجات التخسيس.
التفتيش الصيدلي
بدوره قال الدكتور حاتم البدوى سكرتير شعبة أصحاب الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، أن مهنة الصيدلة ليست المهنة الوحيدة التى بها دخلاء، والدخيل على المهنة لا يرغب فى الظهور للرأى العام حتى لا يلفت نظر التفتيش الصيدلى والمسئولين له.
وأشار لـ"فيتو" أن الدخيل على مهنة الصيدلى موجود منذ عشرات السنوات، لافتا إلى أن الدخيل الذى يستأجر اسم صيدلى ويفتح الصيدلية ويصرف الأدوية للمرضى وهو أمر مرفوض تماما.
ولفت إلى أن الصيدليات فى ظل الظروف الحالية لم تعد تجد صيادلة يعملون بها نظرا لأنهم يرغبون فى مرتبات مرتفعة واقتصاديات الصيدليات أصبحت لا تستطيع دفع رواتب مجزية للعاملين بها والإنفاق على المصروفات بها.
وأضاف أن من يصورون الفيديوهات المعروضة للحديث عن الأدوية من داخل الصيدليات غير معلوم إذا كانت فى أي صيدلية أو إذ كانت صيدلية من الأساس، فضلا عن أنه لا يعقل أن يدعى شخص أنه صيدلى ويظهر على الإنترنت وهو ليس صيدلى.
وأضاف أن من لديه إثبات أن هناك دخيلا غير حاصل على مزاولة المهنة الصيدلة يفتح صيدلية ويصرف أدوية للمرضى عليه التقدم إلى الجهات المسئولة ومباحث الإنترنت وهيئة الدواء للقبض على من ينتحل صفة صيدلى.
سلامة المرضى
من جانبه قال الدكتور هانى سامح المحامى، إن ظاهرة البلوجر ممن يتحدثون عن الأدوية والقطاع الطبى تدق ناقوس خطر على صحة وسلامة المرضى والمتابعين حيث ظهر على الساحة دخلاء انتحلوا وأوهموا الناس بكونهم صيادلة أو أطباء أو متخصصين فى الشئون الطبية.
واستطرد سامح أن القانون قديما وحديثا تصدى لمثل هذه الظواهر بما يوجب على المواطنين سرعة التصدى بالإبلاغ وأخذ الحذر من تلك الوصفات التى يروج لها البلوجر.
وقال إن الجريمة الأولى للبلوجر وفق مواد قانون مزاولة مهنة الصيدلة، نصت على الحبس عامين لأى شخص غير مرخص له فى مزاولة الصيدلة يعلن عن نفسه بأى وسيلة من وسائل النشر إذا كان من شأن ذلك أن يجعل الجمهور يعتقد بأن له الحق فى مزاولة مهنة الصيدلة، وكذلك كل صيدلى يسمح لكل شخص غير مرخص له فى مزاولة مهنة الصيدلة بمزاولتها باسمه فى أية مؤسسة صيدلية، كما نص قانون مزاولة مهنة الطب على ذات العقوبة لكل من أبدى مشورة طبية أو وصف أدوية أو علاج مريض، وعاقبت بذات العقاب أيضًا كل شخص غير مرخص له فى مزاولة مهنة الطب يستخدم نشرات أو لوحات أو لافتات أو أية وسيلة أخرى من وسائل النشر إذا كان من شأن ذلك أن يحمل الجمهور على الاعتقاد بأن له الحق فى مزاولة مهنة الطب، وكذلك كل من ينتحل لنفسه لقب طبيب أو غيره من الألقاب التى تطلق على الأشخاص المرخص لهم فى مزاولة مهنة الطب.
وأوضح أن تلك الجرائم تخضع لسلطة المحكمة الاقتصادية لأنها تمت بوسائل تكنولوجيا المعلومات والشبكات الرقمية بما يرفع الغرامة إلى 300 ألف جنيه ويجعل الحبس لمدة لا تقل عن سنتين وتصل إلى ثلاث سنوات، والأخطر أن الجرائم مرتبطة بجريمة غسل أموال أرباح وسائل التواصل بما يوجب التحفظ على أموال هؤلاء البلوجر وإحالتهم لمحكمة الجنايات الاقتصادية وتكون العقوبة المصادرة مع السجن الذى يصل إلى سبع سنوات.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.