رئيس التحرير
عصام كامل

مرقد حفيدة الرسول يثير الجدل من جديد، مختار الكسباني: مقام مسجد السيدة زينب مشهد رؤية فقط والجثمان مدفون بالمقطم.. وعلاء أبو العزائم: كلام فاضي

ضريح الإمام الحسين،فيتو
ضريح الإمام الحسين،فيتو

السيدة زينب، أضرحة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في مصر مازالت تمثل علامات استفهام كبيرة فى ظل ما يتردد أن معظم هذه الأضرحة لا تحوي جثامين من يحملون أسمائها، ولعل أبرز هذه الأضرحة كان ضريح الإمام الحسين رضي الله عنه، والتى أثارت جدلا واسعا بين المتصوفة وعلماء الآثار والتاريخ الإسلامى. 

 

واليوم جدل جديد حول مدفن السيدة زينب بنت الإمام على رضى الله عنهما، خاصة بعد أن كشف الدكتور مختار الكسباني، عالم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن مسجد السيدة زينب بالقاهرة لا يحتوي على جثمانها، بل كانت تعيش هناك فقط؛ وإنما مدفونة في سفح المقطم، والضريح الذي يزوره الناس في المسجد مشهد رؤية.

 

مسجد السيدة زينب 

مكان مرقد السيدة زينب

وتشير كتب التاريخ إلى أنّ مرقد السيدة زينب يُقصد به مكان قبر زينب بنت علي -رضي الله عنهما-، وهي ابنة فاطمة الزهراء، وأخت سبطيّ رسول الله الحسن والحسين، تُوفّيت في عام 62 هـ، وقد كثُرت الأقوال في مكان دفن السيدة زينب -رضي الله عنها-، لكنّ القول الأظهر والأصحّ عند العلماء أنّها دُفنت في المدينة المنوّرة مع أهلها حيث عاشت. 

 

وجاء في روايات أخرى عن مكان مرقدها حُكِيَ في بعض الروايات أن السيدة زينب بنت علي -رضي الله عنها- لها مقامٌ في دمشق، وقيل: بل مقامها في مِصر، وهو مشهور أكثر من القول الأول، ويقصدهما كثيرٌ من الناس، ولكن ما مدى صحّة هذين القولين، وهل هناك دليلٌ عليهما، هذا ما ستحدّثنا به المباحث الآتية بشيءٍ من التفصيل:

وزارة الاوقاف المسئولة عن مساجد آل البيت 

موقع دفن السيدة زينب

وأكد المؤرخون على الرغم من نسبة ضريحين السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، أولهما في دمشق الشام، والثاني في مصر، إلّا أنّ الضريحين مفتقرين إلى ما يثبت صحّتهما، حيث إنّ الذين نسبوا الضريحين إلى السيدة زينب -رضي الله عنها- لم يستطيعوا الإتيان بإسنادٍ صحيحٍ لإثباتها، بل لم يسندوها إلى مؤرّخٍ متقدّمٍ، ولا راوٍ من الرواة الذين تتبعوا أحداث تلك الفترة، ويُمكن القول إنّ الذين يعتقدون بأنّها دُفنت في الشام، احتجوا بأنّ السيدة زينب هاجرت مع زوجها عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- إلى الشام. 

 

حيث كان زوجها يملك مزرعةً أو بستانًا هناك، وكان ذلك أثناء المجاعة التي أصابت المدينة المنورة، ثمّ مرضت فتوفّاها الله، ودُفنت في الشام، وهذا ادّعاءٌ باطلٌ، لا دليل عليه، حيث لم يذكر أي مؤرخ أنّ عبد الله بن جعفر -رضي الله عنه- كان يملك أيّة مزارعٍ في الشام، ولكنّه كان يفد على معاوية فيجيزه، ثمّ سرعان ما كان ينفق تلك الجوائز في سبيل الله، حيث عُرف عنه الكرم، وإن كان الإدّعاء بأنّ عبد الله بن جعفر لديه مزارع في الشام صحيحًا، فلماذا يأخذ زوجته زينب -رضي الله عنها- إلى الشام بعدما أتوا بها إلى الشام أوّل مرةٍ أسيرة بلباس السبايا. 

 

حتى أُدخلت على يزيد بن معاوية بصورةٍ مبكيةٍ، فلا يمكن أن يُتصوّر أنّ زينب -رضي الله عنها- رغبت بالقدوم إلى الشام بعدما حصل معها في الشام ما حصل، وإن كان سبب هجرة عبد الله بن جعفر بزوجته إلى الشام هو المجاعة، فكان من الممكن أن يبيع محصول المزارع المزعومة في الشام، ويرجع إلى المدينة، وينفق على أهله، بالإضافة إلى أنّ نفقة سفر زينب -رضي الله عنها- إلى الشام أعلى من نفقة عيشها في المدينة، وهل من الممكن أن يُحضر عبد الله -رضي الله عنه- زوجته إلى الشام ويترك باقي أهله ليموتوا جوعًا، ولذلك فإنّ القول بأنّ زينب -رضي الله عنها- دُفنت في الشام لا يصحّ، والصحيح أنّها دُفنت في المدينة المنورة، حيث عاشت وماتت.

 

 

إنكار دفن السيدة زينب في مصر


قال الكثير من أهل العلم إنّ المشهد الموجود في مصر والذي يتعلّق بالسيدة زينب ليس لها، وليست مدفونة فيه، بل إنّ السيدة زينب لم تأتِ إلى مصر أصلًا، فقد عادت بعد مقتل أخيها الحسين من الشام إلى المدينة، ولم تذهب لمصر،ولا يوجد أيّ دليل يُثبت أنّ السيدة زينب مدفونة في مصر، والأصحّ أنّها مدفونة في المدينة وأنّ الضريح المزعوم للسيدة زينب في مصر غير موجود، حيث نفى بعض العلماء استنادًا إلى بعض الأدلة دفن السيدة زينب في القاهرة، وفيما يأتي بعض ردودهم على ذلك: نفى الشيخ محمود المراكبي وجود قبر السيدة زينب في القاهرة، حيث أصدر كتابًا بعنوان: (القول الصريح عن حقيقة الضريح)، وجاء فيه التأكيد على عدم وجود قبر السيدة زينب في مصر، حيث لم يتم ذكره في أي روايةٍ من روايات الرحالة الذين رحلوا إلى مصر، وكتبوا عنها، ووصفوا مزاراتها، وآثارها، ومن أولئك الرحالة: ابن جُبير، وياقوت الحموي، والهروي، وابن بطوطة، وابن دقماق المصري، وخليل بن شاهين، وغيرهم، بل اتفقت كلمة المؤرخين، ومنهم: ابن ميسر، ونور الدين السخاوي، وابن ظهيرة المصري، وابن تغري بردي، والحافظ السيوطي، على أنّ السيدة زينب -رضي الله عنها- لم تدخل مصر أصلًا، فكيف تُدفن فيها.

 

وأكّد الأستاذ فتحي الحديدي أنّ من أواخر ما نُقل عن زينب بنت علي -رضي الله عنها- كان ما ذكره الحافظ ابن عساكر في كتابه: تاريخ دمشق، من أنّ يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أمر نعمان بن بشر بترحيل زينب ومن كان معها من آل البيت من الشام إلى الحجاز، وأن يبعث معهم رجلًا أمينًا صالحًا؛ حتى يوصلهم إلى المدينة، وذلك ما حصل، ثمّ بقيت زينب -رضي الله عنها- في المدينة إلى أن توفّاها الله، ودُفنت فيها.


بل ان الرّحالة أو المؤرّخين الذين عاصروه لم يذكروا شيئًا من ذلك، مثل المؤرّخ ابن زولاق الذي كان اهتمامه منصبًا على تحرير وتسجيل الأحداث في مصر خاصة.[٦] اتفاق المؤرّخين على عدم مجيء السيدة زينب لمصر اتّفق المؤرّخون على عدم إتيان السيدة زينب إلى مصر، وبالتالي فهي غير مدفونة فيها، ومن هؤلاء: ابن ميسر، وابن الزيات المصري، ونور الدين السخاوي، والحافظ السخاوي، والحافظ السيوطي

 

ادعاءات تخالف الحقيقة 

أما الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة الصوفية وعضو المجلس الاعلى للطرق الصوفية، قال إن الزعم بعدم وجود جثمان السيدة زينب بمسجدها بمنطقة السيدة زينب كلام فاضي وغير صحيح، فعلى مر العصور والجميع يتحدث عن هذا الأمر، وسرعان ما تختفي هذه الادعاءات التى تثير البلبلة وبعد فترة يتم اثارتها مرة اخرى، وهذه ليست اول مرة بل حاول البعض إثارة هذا الأمر عن رأس الإمام الحسين وانها ليست موجودة بمسجده بمنطقة الحسين، وثبت كذب هذه الادعاءات، وبالتالي هذا الكلام مرفوض. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية