فتنة عمران خان.. سر تجرؤ المعارضة على الجيش لأول مرة في تاريخ باكستان.. صراع القوى العظمى على كعكة إسلام آباد يضع البلاد على حافة الهاوية.. 4 سيناريوهات متوقعة لإنهاء الأزمة
الصراع بين أنصار عمران خان وقوات الأمن الباكستانية وصل إلى مستويات غير مسبوقة، إذ أصبح البلد الآسيوى الذى يعانى من أزمات اقتصادية كبيرة على حافة الهاوية، ومع أن تاريخ باكستان حافل الصراعات الدامية على السلطة بين مؤسسات القوة فيها، إلا أن الأزمة الراهنة هى الأعنف فى تاريخ البلاد بسبب الانقسام الكبير الذى تشهده، إذ للمرة الأولى يتدخل الجيش بشكل مباشر بجانب اندلاع الصراع بين كل مؤسسات الدولة النافذة من برلمان وقضاء وغيرهم ما يهدد بكارثة على البلاد.
سحب الثقة من عمران خان
وتعود بداية الأزمة منذ أن سحب البرلمان الباكستانى الثقة من رئيس الوزراء السابق عمران خان، ومن وقتها والأوضاع السياسية تتجه نحو المزيد من التصعيد.
اندلاع صراع بين الجيش الباكستانى وحزب "إنصاف" المعارض بزعامة عمران خان، وأسفر الصراع عن وضع قواعد اشتباك سياسية جديدة فرضت على الجيش بعد أن تجرأ أتباع عمران خان لأول مرة فى تاريخ باكستان على مهاجمة مقار الجيش والعبث بمحتوياتها، بعد أن كان الجيش والمؤسسة العسكرية الباكستانية محل إجماع بين القوى السياسية والشعبية، ونجح عمران خان فى جر الجيش لساحة الصراع الداخلى، بعد أن كانت حكرا على الأحزاب السياسية، ما سيضع البلاد فى خطر حقيقى.
تقول نادية حلمى، الخبيرة فى الشئون الآسيوية، وأستاذ العلوم السياسية فى جامعة بنى سويف، إن هناك تصعيدا من أنصار رئيس الوزراء الباكستانى السابق "عمران خان" فى مواجهة الجيش، مما أدى لتزايد حدة وأعمال العنف فى باكستان، خاصة بعد مثول عمران أمام قاض بتهم فساد متعددة واعتقاله من قبل قوات شبه عسكرية مما هدد بموجة تصعيد جديدة، إضافة للحالة المستمرة منذ عام والتى وضعت الباكستانيين على حافة الهاوية.
وتتوقع حلمى أن تشهد البلاد موجة اشتباكات جديدة بين الجيش النظامى وأنصار "عمران خان" بعد الاشتباكات الدامية التى وقعت على إثر اقتحام حشود غاضبة منازل أفراد بالجيش وتخريبها، وهو ما أدى لاشتعال الوضع فى البلاد.
وأوضحت أن الدعم العام الكبير هذه المرة لعمران خان جعل الوضع الحالى مختلفًا مقارنة بالآخرين الذين تعرضوا للاعتقال والتنكيل بعد خروجهم من السلطة.
اقرأ أيضا:
إدراج عمران خان وزوجته و500 من أنصاره على قائمة الممنوعين من السفر
مخاطر تواجهها باكستان
وأكدت أستاذ العلوم السياسية أن المخاطر التى تواجهها باكستان فى الوقت الحالى عديدة بالنظر لتحدى المعارضة للجيش مما أدى لانخفاض ثقة الشارع الباكستانى فى مؤسسته العسكرية، وهذا بدوره يمكن أن يؤدى لحالة من عدم الاستقرار، فضلًا عن احتمالية حدوث اضطرابات اجتماعية خطيرة وغير مسبوقة من قبل الشارع الباكستانى.
وقالت حلمى إن الصين على وجه الخصوص لن تترك باكستان للبقاء فى هذه الحالة، موضحة أن استقرار البلد الآسيوى مهم للغاية حفاظًا على مصالحها ومشروعاتها الاقتصادية واستثماراتها المتنامية هناك، وعلى رأسها الممر الاقتصادى والتواجد الصينى فى ميناء جوادر الباكستانى، فضلًا عن رغبة الصين فى إقامة قواعد شبه عسكرية فى الميناء الباكستانى.
واستطردت: وفى اعتقادى أيضًا أن هناك دعما روسيا كبيرا لرئيس الوزراء الباكستانى السابق "عمران خان"، والذى بدأت بوادره عقب إطاحة البرلمان الباكستانى، وهناك أيضًا عدد من ردود الأفعال الإيجابية عربيا وإسلاميا تجاه عمران خان، بسبب دفاعه عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف وقضية المسلمين فى كشمير الهندية من على المنابر الدولية، بالإضافة لرفضه القاطع للتطبيع مع الكيان الإسرائيلى.
ونوهت نادية حلمى إلى أنه من المعروف عن "عمران خان" علاقته القوية بحكومة طالبان فى أفغانستان، ورفضه التخلى عن قيادات الحركة، لذا كان موقف "عمران خان" الداعم للحركة الطالبانية من أسباب استعجال واشنطن الانسحاب الأمريكى من أفغانستان.
وتابعت: يحسب لعمران خان دفاعه عن مصالح بلاده، لذا جاءت زيارته السابقة لروسيا وإعلانه الحياد الإيجابى معها كفيلًا بتزايد الرغبة الأمريكية والغربية فى الإطاحة به.
ومن جانبه قال الدكتور يسرى عبيد، أستاذ العلاقات الدولية، إن عمران خان يتمتع بشعبية كبيرة جدا فى باكستان، وعندما تمت الإطاحة به بالتعاون بين قيادات فى الجيش والبرلمان الباكستانى على خلفية ضلوعه فى تهم فساد تسبب ذلك فى إشعال فتيل الأزمة بإسلام آباد نظرا للشعبية الكبيرة التى يتمتع بها رئيس الوزراء السابق.
اقرأ أيضا:
باكستان تمدد فترة الإفراج بكفالة عن عمران خان
رفض عمران خان قرار العزل
وأكد الدكتور يسرى عبيد، أن الداخل الباكستانى أصبح منقسما، بعد أن رفض عمران خان الرضوخ لقرار عزله، واعتبرها مؤامرة عليه مما تسبب فى إشعال فتيل أزمة ضخمة فى إسلام آباد.
ونوه يسرى عبيد إلى أن هناك تدخلات خارجية فى الأزمة الباكستانية، خاصة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التى كان لها دور فى الإطاحة بعمران خان بسبب التقارب الكبير بينه وبين روسيا.
وشدد عبيد على أن الجيش الباكستانى يتمتع بصلاحيات كبيرة فى السياسة وهو اللاعب الفعلى فى اختيار رئيس الوزراء وكان ذلك يؤدى من خلف الستار، لكنه ظهر للعلن فى الأزمة الأخيرة مع أنصار عمران خان.
وتوقع عبيد أن يذهب الوضع فى باكستان إلى مزيد من التصعيد، نظرا لقيام المتظاهرين بالتعدى على منشآت أمنية وعسكرية، الأمر الذى استدعى الجيش للتدخل بشكل مباشر، مما قد يجر البلاد إلى منزلق خطير.
وحول السيناريوهات المتوقعة للأزمة فى المستقبل، ذكر عبيد أن هناك 4 سيناريوهات متوقعة من ضمنها اعتقال عمران خان فى وقت لاحق وتوجيه عشرات التهم إليه والتى تتنوع ما بين الفساد والإرهاب، وبذلك لن يتمكن خان من المشاركة فى الانتخابات المقبلة.
ولفت إلى احتمالية اغتيال عمران خان نفسه مثلما جرى فى 3 نوفمبر الماضى بمحاولة اغتياله، مما قد يقود إلى تآكل حزبه “حركة الإنصاف” الباكستانية بمرور الوقت.
ولم يستبعد عبيد حل الأزمة بطريقة أخرى، على أن تشارك حركة الإنصاف فى الانتخابات المقبلة، ويفوز أحد قادتها الآخرين، على أن ينجو عمران خان من التهم الموجهة إليه مع أحقية مشاركته مرة أخرى فى الانتخابات، وهو ما قد يعنى فوزًا مرتقبًا له؛ نظرًا لتمتعه حاليا بشعبية كبيرة فى البلاد.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.