حادث الشيراتون والسلبية القاتلة!
طبيب شهير صار استشاريا في تخصصه.. أشرف الكيلاني.. الأصل لواء طبيب..انتهت خدمته الرسمية للوطن وبقيت خدمته للناس واستولى بالفعل على احترامهم ومحبتهم.
توفيت والدته.. اختتم العزاء أول أمس.. وعند المساء.. عاد مع ابنته إلى بيتهم بشارع سيد زكريا بمساكن الشيراتون الشهيرة التابعة لقسم النزهة القريبة من مطار القاهرة.. وقبل دخولهم باب منزلهم بلحظات إذ بصوت فرامل سيارة مزعج يختلط باصطدامات متتالية وقبل تنبههم لما يجري كان الصوت لسيارة مسرعة بجنون اصطدمت بعدد من الأشجار والمحلات وبلغتهم فصدمتهم بشدة إلى حد بلوغ الدور الأول من العمارة وإسقاط شبابيك!
المارة يتجمعون.. يتصلون بالإسعاف يحاولون إنقاذ الأب الذي تأكدوا من وفاته.. الأمل في الابنة التي كانت علي قيد الحياة لكن في حالة سيئة للغاية فلقنتها إحدي شاهدات العيان الشهادة تحسبا لقضاء الله وقدره وهو ما حدث بالفعل فور وصولها للمستشفي!
فقدت مصر طبيبا متميزا وشابة محترمة وفقدتهما عائلتهما ومحبيهما.. وفجأة تتوالى تصريحات أهالي المنطقة: المتهم.. وقد قبضوا عليه.. اعتاد في المنطقة الاستعراض بسيارته.. وأنه لا يتوقف عن الألعاب البهلوانية والخطرة! هكذا بكل بساطة! تركوه للعبث وللمساخر ولتهديد أرواح الناس وممتلكاتهم حتى أزهق روحين بريئتين كانتا على الرصيف تشغلهم مأساة أخرى ودمر ممتلكات أخرى.. خاصة وعامة سيارات وأشجار!
الأعمار بيد الله طبعا.. لكن الأهمال والسلبية طباع وعادات وسلوكيات آن لها الأوان أن تنتهي.. ماذا لو أخذوا على يدي المتهم؟! ماذا لو أبلغوا الجهات المختصة؟!
همم المصريين ومشاعرهم وقدرتهم على الحركة والفعل الإيجابي تحتاج كلها إلى تنشيط.. وسبق وأن حرضنا مرارا بالإيجابية ضد أي موظف فاسد أو مهمل وبالطبع من يهددون أرواح الناس أولى بالتصدي والمواجهة! مهما كان نفوذ صاحبه.. إن كان هناك نفوذ.. أو من يحميه.. إن كان هناك من يحميه!
استفيقوا.. يرحمكم الله!
ويرحم الطبيب الفقيد وابنته ولا حول ولا قوة إلا بالله!