اليورانيوم المنضب على طاولة وكالة الطاقة الذرية، والسر حرب أوكرانيا
قذائف اليورانيوم المنضب، صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل جروسي، بأن الوكالة مستعدة لدراسة عواقب استخدام مقذوفات اليورانيوم المستنفد في أوكرانيا في حالة تلقي مثل هذا الطلب.
وأجاب جروسي ردا على سؤال لوكالة "سبوتنيك" الإخبارية، حول ما إذا كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب الوضع الإشعاعي الناجم عن استخدام قذائف اليورانيوم المنضّب التي زودت بها كييف، قائلا: "كان هناك حديث حول هذا الأمر. الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالطبع، تدرس الوضع برمته".
وأكد أن "هناك اهتماما بهذه المسألة "، مضيفا: "نحن مستعدون لدراسة هذا الأمر إذا تلقينا طلبا محددا".
وفي مارس الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن احتمال إمداد الغرب لأوكرانيا بقذائف اليورانيوم المنضب يعد خطوة نحو تصعيد كبير للوضع.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب محادثاته مع وزير الخارجية الإريتري: "هذه خطوة نحو زيادة التصعيد والتصعيد سيكون كبيرا".
اليورانيوم المنضب
اليورانيوم المنضب (المستنفد DU) هو منتج ثانوي لعملية تصنيع الوقود لأنواع معينة من المفاعلات النووية والمواد المستخدمة في الأسلحة النووية.
يتم تخصيب اليورانيوم الطبيعي (U) في تصنيع مثل هذه الأنواع من الوقود والمواد، مما يزيد من محتوى نظير "U-235" فيه، والذي يوفر الانشطار النووي.
يسمى الخليط الذي يتبقى بعد إزالة اليورانيوم المخصب بـ"اليورانيوم المنضب"، لأنه يحتوي على كميات مخفضة من نظيري اليورانيوم 235 و234.
ويعتبر اليورانيوم المنضب أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 60%.
كيميائيا، لليورانيوم المنضب (DU) تأثير بنفس الطريقة التي يؤثر بها اليورانيوم الطبيعي، بالإضافة إلى أن "DU" هو معدن ذو كثافة عالية جدا، مما يجعله مناسبًا للاستخدام (السلمي) في العديد من الصناعات التجارية مثل السفن والطائرات.
الاستخدامات العسكرية لليورانيوم المنضب
يمكن استخدام هذا النوع من اليورانيوم أيضًا لزيادة قوة دروع المعدات العسكرية، مثل الدبابات ولصنع الذخيرة الخارقة للدروع، وتتمثل ميزة اليورانيوم في الذخيرة الخارقة للدروع في قدرته على الاشتعال عند الاصطدام واختراق الدروع.
ويفسر ذلك حقيقة أنه أقوى في الخصائص الفيزيائية، بما في ذلك الكهربائية، ويختلف تأثير اليورانيوم على المعادن التي تستخدم لحماية الدروع، فكلما كانت المركبات أكثر متانة، يؤدي ذلك لإنتاج كمية أكبر من الحرارة، كما أن احتراق الشظايا الصغيرة يمكن أن يؤدي إلى اشتعال إمدادات الوقود للمعدات العسكرية وانفجار الذخيرة.
يمتلك اليورانيوم أيضًا القدرة على "الشحذ الذاتي"، مما ينتج عنه مقذوفات مصممة للمساعدة في اختراق الدروع.
بداية استخدام قذائف اليورانيوم المنضب
تم اختراع حشو القذائف باليورانيوم المنضب لأول مرة في الرايخ الثالث، حيث قرروا بهذه الطريقة تعويض نقص "التنجستن" (يُعرف عنصر التنجستن بأنه معدن فولاذي ثقيل ذو لون رمادي، رمزه الكيميائي (W))، والذي كان يستخدم لإنتاج نوى وقذائف خارقة للدروع.
بدأ الجيش الأمريكي في إنتاج قذائف اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع في السبعينيات. كما أضافت الولايات المتحدة اليورانيوم المنضب إلى دروع الدبابات المركبة وذخيرة الهجوم البري للقوات الجوية A-10 المعروفة باسم "قاتل الدبابات".
وتدخل الذخيرة مع نوى اليورانيوم المستنفد في الخدمة لدى العديد من البلدان: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وإسرائيل.
وفقًا للخبراء، في الوقت الحالي، يمكن أن تكون القذائف من العيار الخارق للدروع مع نوى اليورانيوم المنضب جزءًا من حمولة الذخيرة لدبابات "أبرامز إم 1" الأمريكية و"تشالنجر 2" البريطانية.
وبحسب معلومات من مصادر مفتوحة، يمتلك الجيش الروسي أحدث نوع من ذخيرة 3BM60 "الرصاص -2"، التي يتكون جوهرها مما يسمى مادة- B، كما تسمى دوائر الجيش سبيكة اليورانيوم المنضب بـ"التنجستن". وهذه المقذوفة قادرة على اختراق 800-830 ملم من الدروع على مسافة 2 كيلومتر. للمقارنة، ذخيرة "الرصاص -1"، التي تم تطويرها في نهاية عام 1991 على أساس نواة كربيد التنجستن، تخترق درع0700-740 ملم على المسافة نفسها. وفي إطار هذا التسلح بشكل خاص، تم تكييف الدبابة الروسية الحديثة T-80BVM.
في عام 1999، استخدم حلف "الناتو" هذا النوع من المقذوفات خلال العدوان على يوغوسلافيا. وبحسب التحالف، دخل ما مجموعه نحو 10 أطنان من اليورانيوم المنضب إلى البلاد.
مخاطر استخدام اليورانيوم المنضب على الصحة
تم ذكر المخاطر المحتملة لاستخدام مثل هذه المقذوفات، التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، في الموقع الإلكتروني لوزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية.
ووفقًا للموقع، فإن مثل هذه المقذوفات تشكل خطرًا محتملًا على الصحة إذا دخلت المادة إلى الجسم، على سبيل المثال، من خلال الشظايا أو عند الاستنشاق، ولكن الاقتراب من هذه الذخيرة لا يضر بالصحة.
رسميا، ذخائر اليورانيوم المستنفد ليست أسلحة نووية أو كيميائية، ولا يحظر استخدامها أو تصنيعها بأي شكل من الأشكال في الاتفاقيات الدولية.
يشير موقع الأمم المتحدة إلى أنه وفقًا لنتائج الدراسات التي شاركت فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن التهديد الإشعاعي للسكان والبيئة الناتج عن التلوث المحلي للمنطقة بجزيئات صغيرة من اليورانيوم المنضب بسبب استخدام الذخيرة ليس كبيرا.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر باكتشاف شظايا أو ذخائر كاملة تحتوي على اليورانيوم المنضب، فهناك خطر محتمل من التعرض للإشعاع للأشخاص الذين هم على اتصال مباشر بمثل هذه الشظايا أو الذخائر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.