المانجو في وجه الريح، الأحوال الجوية السيئة تتسبب في تساقط الثمار، و«المعاومة» تنذر بمحصول منخفض (صور)
المانجو، ضربت عاصفة ترابية شديدة مناطق واسعة من الجمهورية يوم السبت الماضي، وهو ما آثر على كثير من الزراعات خاصة الأشجار، وشهدت مزارع المانجو تساقط الثمار الخضراء قبل موسم النضج والجمع وهو ما مثل خسائر متفاوتة في حجمها على أغلب المزارع.
تساقط ثمار المانجو قبل الحصاد
وتداول نشطاء في القطاع الزراعي بموقع فيس بوك صورا للأضرار التي تعرضت لها أشجار المانجو وتساقط الثمار قبل نضجها، بفعل الرياح الشديدة، وهو ما ينذر بتراجع محصول المانجو في بعض المناطق خاصة مع التوقعات بانحفاض المعروض من المانجو خلال الموسم المقبل مقارنة مع العام الماضي.
وقال المهندس أشرف الأنصار استشاري وخبير زراعة المانجو، إن الحالة الجوية السيئة التي سيطرت على عدة مناطق في البلاد وشهدت هبوب رياح ترابية شديدة صاحبتها أمطار وبرق ورعد تسببت في تأثر الزراعات بشكل عام ومزارع المانجو خاصة في مناطق جنوب الوادي والمنيا وبني سويف وشرق قناة السويس إلى جانب بعض المناطق في الإسماعيلية.
وأكد أن المناطق التي شهدت الحالة الجوئية السيئة تأثرت فيها مزارع المانجو بشكل كبير وتساقطت الثمار غير الناضجة خاصة مع اقتراب موسم الحصاد في عدة مناطق خلال شهر يونيو المقبل.
واقرأ ايضًا: الزراعة تحذر من تأثير تذبذبات مناخية مرتقبة على أشجار المانجو والزيتون
تراجع إنتاج المانجو بسبب المعاومة
ولفت الأنصاري إلى أنه من المتوقع تراجع المعروض من محصول المانجو خلال الموسم المقبل وفقا لظاهرة المعاومة وهي التناوب في تحميل الأشجار للثمار بين عام والتالي وهي ظاهرة طبيعية تحدث في كثير من الأشجار منها الزيتون والمانجو وبعض أشجار الفاكهة المتساقطة.
وفي سياق متصل أشار المهندس أشرف الأنصاري إلى أن قطاع زراعة المانجو في مصر يعاني تخت وطأة الكثير من السلبيات التي تعوق نموه بشكل يخدم كل عناصر المنظومة الاقتصادية المتعلقة بهذا المحصول المميز والهام.
ضعف الإحصاء الزراعي
وأكد الأنصاري أن ضعف الجهاز الإحصائي بوزارة الزراعة يتسبب في تداول بيانات غير حقيقية حول مساحات زراعة المانجو وحجم الإنتاجية، حيث تعيش المانجو في مصر خلال السنوات الماضية حالة من التوسع العشوائي الذي يهدد اقتصادياتها بشكل كبير في الفترات المقبلة بعد دخول مساحات واسعة إلى الخدمة وزراعتها بأشجار المانجو المختلفة دون دراسات حقيقية.
ولفت إلى أن المزارع المصري يعاني من عدم وجود منظومة تسويق جيدة للمانجو وأيضا لكافة الفواكه والخضروات في مصر لتحقق صالح المزارع والمستهلك وربح جيد للتاجر لكن المنظومة الحالية لا تخدم إلا التاجر وتؤثر بالسلب فقط على المزارع والمستهلك.
الدعم الفني للمزارعين
وطالب بتعيين جهة فنية علمية يكون لها حق الرقابة على جودة المحاصيل المنتجة والمصدرة خاصة المانجو التي تشهد مواسم صعبة خلال الخمس سنوات الماضية بسبب تصدير البعض لثمار مانجو غير ناضجة وتسببهم في تراجع سمعة المانجو المصرية في الخارج.
وتابع: المزارع المصري لا يوجد لديه أى إرشاد زراعي ويعاني كثيرا من نقص المعلومات، كما يجب إحياء مشروع ذبابة الفاكهة التي تؤثر على أغلب الفواكه، حتى نوفر غذاء صحيا وآمنا ونرفع من سمعة المنتج المصري، ويجب توفير المستلزمات الزراعية بشكل كامل للمزارعين خاصة في الفترات التي نهاني فيها من مشكلات نتيجة وجود ازمات في حركة التجارة العالمية لكن يجب على الدولة أن تعمل على توفير المستلزمات للفلاح المصري باسعار معقولة حتى يستمر الإنتاج.
اقرأ ايضًا: الزراعة تحذر من مرض بكتيري يهدد أشجار المانجو
أهمية الصنف السكري في زراعة المانجو
ومن جانبه كشف الدكتور محمد الشناوي أستاذ الفاكهة الاستوائية بمركز البحوث الزراعية عن أن زراعة المانجو في مصر تقوم على التطعيم على الصنف السكري لأنه يتفرد بتحمل الملوحة ونقص المياه أكثر من أي صنف آخر وهي الأزمات التي تواجهها مصر في الزراعة، لافتًا إلى أن الأراضي الجديدة في الظهير الصحراوي بمصر ملوحتها مرتفعة وأغلبها طبيعتها كلسية، ومنها بعض مناطق في محافظة الإسماعيلية، حيث ترتفع نسبة كربونات الكالسيوم في التربة وهو ما يجعل مهمة الزراعة صعبة.
وتابع: لكن الأصل السكري حل تلك المشكلات وأثبت قوته في مواجهة تلك الظروف وهو صنف مصري أصيل مثله كالعويس والزبدة مثلًا، وعلى الرغم من تحمل أصل المانجو الزبدة للملوحة والجفاف فإن الصنف السكري تفوق عليه في مواجهة الظروف المصرية في الزراعة، وهو صنف متأقلم تمامًا مع البيئة المصرية منذ استنباطه.
وأكد لفيتو، أن تجارة بذور المانجو السكري هي تجارة رائجة جدًّا في مناطق مختلفة في مصر وهي بذرة مطلوبة وقد يطول تجارتها بعض الغش والتلاعب كون الإقبال عليها كبير من أصحاب المشاتل والمزارع، لافتًا إلى أن أوراق المانجو السكري مميزة برائحة المانجو الذكية والنفاذة التي تنتطلق منها بمجرد فركها في اليدين، وهو علامة التمييز بينها وبين غيرها من الشتلات
مناطق زراعة المانجو في مصر
تجود المانجو في الأراضي الخفيفة سهلة الصرف وقليلة الملوحة وتحتاج ماء عذب وقد تتحمل حتى ١٥٠٠ جزء في المليون في ماء الري، ولا تتحمل المانجو زيادة الملوحة في الماء أو التربة والماء الأرضي، وإذا تحقق ذلك تبدأ التدهور، ويناسب المانجو المناخ المعتدل والشتاء الماطر فهي حساسة لانخفاض درجات الحرارة ولا تتحمل الصقيع حيث يسبب لها أضرار شديدة تصل لموت الأشجار واحتراقها وايضا لا تتحمل هبات الرياح الحارة الجافة فتؤثر في الإنتاج والنمو الخضري بالسلب.
وتمتد زراعة المانجو من جنوب مصر إلى أقصى شمالها مما يعطي أطول موسم حصاد من منتصف يونيو في أسوان إلى ديسمبر في شمال الدلتا، حيث تتنوع أيضًا الأصناف ما بين مبكر مثل السكرب والعويس والصديق والهندي الياسمينا والمايا والكاستوري وبين منتصف الموسم مثل التيمور والزبدية والمبروكة والفجر كلان والناعومي والأوستين والشيلي والكنت والمتأخرة مثل الكيت والهايدي.
وتم تحديث وتطوير محصول المانجو منذ نهاية التسعينيات عن طريق إدخال أصناف أجنبية محدودة النمو مثل الكيت وتنوع طرق الزراعة وتحولها إلى الزراعات الكثيفة ومتوسطة الكثافة وذلك لاستخدام الميكنة والطرق الحديثة في الري والمكافحة، وتقدر المساحة الفعلية من محصول المانجو حوالي ٣٥٠ ألف فدان يبلغ أقصى إنتاجهم مليون وربع المليون طن متوسط كل عام.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.