مصر وإيران، خامنئي يوجه رسالة مهمة إلى القاهرة، وجهود لـ سلطان عمان هيثم بن طارق تمهد لزلزال سياسي في المنطقة
زاد منسوب تدفق المعلومات خلال الأسابيع الماضية بين المعلن والسري، حول مفاوضات جارية ترعاها العراق بين إيران ومصر، بهدف إعادة تطبيع العلاقات بشكل كامل بين البلدين وطي صفحة خلافات الماضى.
أحدث ما تم نشره اليوم عن العلاقات بين مصر وإيران، وما جاء فى بيان رسمى بموقع المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، تحدث فيه عن ترحيب بلاده بعودة العلاقات مع القاهرة.
مرشد إيران يوجه رسالة إلى مصر
بيان المرشد الإيراني، جاء عقب انتهاء لقاء جمع المرشد الإيراني آية الله على خامنئي، مع سلطان عمان هيثم بن طارق، على هامش زيارته الرسمية للعاصمة "طهران" بهدف بحث تطوير العلاقات بين البلدين.
وفيما يتعلق بعودة العلاقات مع السعودية، التى تبلورت بالنجاح عقب وساطة من الصين، قال المرشد الإيرانى: هذه القضايا هي نتيجة السياسة الحكيمة لحكومة رئيس البلاد إبراهيم رئيسي، حول توسيع وتعزيز العلاقات مع الجيران ودول المنطقة.
وأعرب المرشد الإيراني آية الله علي خامنئى، في نهاية بيانه حول لقاء سلطان عمان هيثم بن طارق، عن أمله في استعادة الأمة الإسلامية مجدها مع توسع العلاقات بين الحكومات، وأن تعود طاقات وثروات الدول الإسلامية بالفائدة على جميع الأمم والدول والدول الإسلامية.
مؤشرات على عودة العلاقات كاملة بين مصر وإيران
تصريح خامنئي حول استئناف العلاقات بشكل كامل بين مصر وإيران، ربما يكون الأهم على الإطلاق وسط سيل التصريحات والتسريبات حول المفاوضات الجارية بين البلدين تمهيدا لعودة العلاقات بشكل كامل، خاصة أنه طبقا للواقع الفعلي لا يستطيع مسئول إيرانى مهما كان منصبه اتخاذ قرارات مصيرية داخلية أو خارجية بدون الحصول على إذن ومباركة من رأس الدولة الفعلى مرشد الثورة الإسلامية المرجعية الدينية والسياسية للدولة بعيدا عن صورة المؤسسات التى يمكن وصفها بمكاتب تنفيذية لقرارات المرشد الأعلى للثورة.
وكان وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، قال فى تصريحات خلال لقاء مع وكالة "إرنا" في شهر مايو الجاري، إن هناك قنوات اتصال مباشرة ورسمية بين إيران ومصر، وعبر حينها عن أمله في حدوث انفتاح جاد في العلاقات بين القاهرة وطهران.
عبد اللهيان قال وقتها خلال اللقاء، إن هناك نشاطا لمكاتب رعاية المصالح في مصر وإيران، وتوجد قناة رسمية للاتصال المباشر بين البلدين.
تفاصيل اللقاء المصري الإيراني فى العراق
وكانت مصادر دبلوماسية عراقية، كشفت فى شهر أبريل الماضى، عن عقد ممثلين من مصر وإيران لقاء مباحثات في العاصمة بغداد، بوساطة تبنتها حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، هدفت إلى تكرار الوساطة العراقية بين السعودية وإيران التي نجمت عنها 6 جولات من الحوار التمهيدي بين الجانبين حتى تبلورت بظهور صينى بتوقيع اتفاقات عودة العلاقات بشكل كامل.
المصادر العراقية أوضحت حينها، أن بداية الاتصالات التحضيرية للخطوة جرت نهاية مارس الماضى، بين مسؤولين من مصر وإيران، تناولت إمكانية التطوير التدريجي للعلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة بعد استعداد العراق لاستضافة مباحثات التطبيع الكامل للعلاقات.
اللقاء التمهيدي فى العراق بين مصر وإيران، تم وفق تصريحات المصادر، على مستوى تمثيل منخفض من الجانبين، بترتيب وحضور من قبل الجانب العراقي، ممثلًا بالمكتب الخاص لمحمد شياع السوداني ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ومستشارية الأمن القومي، وسط ترقب لقاء آخر مماثل بين الطرفين -لم يحدد بعد- تقوم بغداد بالتهيئة له.
توتر العلاقات بين مصر وإيران فى عهد السادات
وتوترت العلاقات بين مصر وإيران، منذ الثورة الإيرانية عام 1979، عندما قبل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، استضافة شاه إيران رضا شاه بهلوي، في مصر، رغم مطالبة طهران بعدم استقباله، ومنذ ذلك الوقت، مرت العلاقات بين البلدين بمحطات مختلفة، وشهدت محاولات متكررة للتقارب انتهت بجمود الوضع.
وفى سياق المكايدة الدبلوماسية بين البلدين فى خضم الخلافات، بعد اغتيال الرئيس أنور السادات عام 1981 فى حادث المنصة الشهير، قامت طهران حينها بإطلاق اسم قاتله الإرهابي، خالد الإسلامبولي، على أحد شوارع طهران، وذلك نكاية في السادات بعد استقباله شاه إيران محمد رضا بهلوي.
يشار إلى أنه خلال وقت التقارب بين البلدين وتحديدا في خمسينيات القرن الماضي ونكاية في بريطانيا قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإطلاق اسم رئيس الوزراء الإيراني المعارض للمملكة المتحدة، محمد مصدق على شارع رئيسي بحي الدقي.
سامح شكري ينفي معلومات التقارب بين القاهرة وطهران
بالعودة إلى العلاقات المصرية الإيرانية، رغم صدور تصريحات مركزها طهران حول المباحثات واحتمالية عودة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، لم يصدر من الجانب المصري ما يفيد بدقة هذه المعلومات.
وقال سامح شكري، وزير الخارجية، في حوار أجراه مؤخرا مع أحد البرامج على الفضائيات، إن "ما ينشر في الإعلام عن وجود مسار تفاوض مصري إيراني، يبدو وكأنه تكهنات وليس له أساس من الصحة".
السلطان في بيته الثاني
وأضاف شكري حينها، أن "العلاقات بين مصر وإيران مستمرة كما هي عليه، ويتم رصد التطورات التي تحدث في إطار علاقات إيران بدول الخليج والسياسات التي تعبر عنها طهران، وعندما يكون هناك مصلحة في تغير المنهج سنلجأ دائمًا لتحقيق المصلحة".
دور سلطان عمان هيثم بن طارق فى تقريب وجهات النظر
الخلافات القائمة بين مصر وإيران، مركزها ليس عداء من باب الكيد تتبناه القاهرة ضد طهران، بل ينصب فى الأساس على شواغل إقليمية وأمنية تريد الدولة المصرية التأكد من توفر حسن النوايا لدى الجارة الإسلامية، قبل الشروع فى عودة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل، وخلال العقود الماضية أعاق عودة العلاقات العداء الإيرانى ضد منطقة الخليج التى تعتبرها مصر خطا أحمر فى عقيدتها الوطنية، وربما ما حرك المياه الراكدة فى العلاقات التطور الحادث بين طهران وعواصم خليجية أبرزها حتى الأن العاصمة السعودية "الرياض" والإماراتية "أبوظبى".
وتشير التقديرات، إلى أن سلطان عمان هيثم بن طارق، بدأ تحركات إقليمية ملموسة لتقريب وجهات النظر بين عواصم التضاد، ويرى مراقبون أن زيارته الأخيرة إلى مصر على رأس وفد رفيع المستوى، وذهابه من القاهرة إلى طهران مباشرة تحمل مؤشرات عدة على وساطة غير معلنة اعتادت السلطنة ممارستها بين الدول بدون ضجيج دبلوماسي، ما يمهد الأرض لقرارات رسمية بين القاهرة وطهران تطبخ فى الكواليس تنتظر اللمسات الأخيرة قبل إعلانها رسميا، الأمر الذي يعتبر المراقبون حدوثه بمنزلة زالزال سياسي فى الإقليم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.