رئيس التحرير
عصام كامل

استقالة الرئيس من زعامة الحزب الحاكم وحرب قريبة مع كوسوفو، الأوضاع في صربيا على وشك الانفجار

صربيا، فيتو
صربيا، فيتو

حث حلف شمال الأطلسي كوسوفو، اليوم السبت، على تهدئة التوترات مع صربيا، وذلك في اليوم التالي لدخول حكومتها عنوة إلى مباني البلدية، لتنصيب رؤساء بلديات في مناطق سكانها من أصول صربية في شمال البلاد.

 

 التوترات في صربيا

ووقعت اشتباكات أمس الجمعة بين شرطة كوسوفو والمحتجين المعارضين لرؤساء البلديات من أصل ألباني.

 

ودفعت الاشتباكات صربيا لوضع جيشها في أعلى درجات التأهب، ونقل وحداتها إلى مناطق قريبة من الحدود.

 

وقالت أوانا لونجيسكو المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي في منشور على "تويتر": "نحث المؤسسات في كوسوفو على وقف التصعيد على الفور وندعو جميع الأطراف لحل الموقف من خلال الحوار".

 

 

وأضافت أن قوة حفظ السلام بقيادة الحلف في كوسوفو التي يبلغ قوامها 3800 فردا ستظل في حالة يقظة.

 

من ناحيته، دافع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي عن مرافقة الشرطة لرؤساء البلديات الجدد.

 

وكتب على "تويتر": "من حق أولئك المنتخبين في انتخابات ديمقراطية تولي مناصبهم دون تهديدات أو ترهيب، ومن حق المواطنين أيضا أن يخدمهم هؤلاء المسؤولون المنتخبون".

 

وأعلن مجلس الأمن الصربي،  اليوم السبت، أن جيش البلاد لا يزال في حالة تأهب قصوى.


وجاء في بيان صدر عن المجلس في أعقاب جلسته السبت، نقلته وكالة نوفوستي الروسية: "بسبب الاستخدام الوحشي للقوة من جانب (رئيس وزراء كوسوفو) ألبين كورتي وهياكله ضد الشعب الصربي في كوسوفو وميتوهيا، لا تزال القوات المسلحة الصربية في حالة تأهب قصوى".

 

واستقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش من منصبه كزعيم للحزب التقدمي الصربي الحاكم خلال مؤتمر للحزب، السبت، قائلا إن هناك حاجة إلى نهج جديد لتوحيد البلاد، لكنه أضاف أنه سيظل رئيسا للدولة.

 

وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من احتشاد عشرات الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء صربيا ومن كوسوفو وجمهورية الجبل الأسود والبوسنة المجاورة في وسط بلغراد؛ دعمًا لفوتشيتش في أعقاب احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة بسبب واقعة إطلاق نار عشوائي أدت لمقتل 18 شخصًا هذا الشهر.

 

وقاطع نحو 50 ألف صربي يعيشون في أربع بلديات بشمال كوسوفو، من بينها زفيتشان، الانتخابات التي جرت في 23 أبريل احتجاجا على عدم تلبية مطالبهم بنيل حكم ذاتي أكبر. ويمثل ذلك انتكاسة جديدة لاتفاق سلام أُبرم في مارس بين كوسوفو وصربيا.

 

وانتقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، امس  الجمعة، حكومة كورتي لتصرفاتها في المنطقة الشمالية قائلا إنها "أدت إلى تصعيد التوترات دون داع، وتقوض جهودنا للمساعدة في تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا وستكون لها تداعيات على علاقاتنا الثنائية مع كوسوفو".

 

وبعد حوالي عشر سنوات من انتهاء الحرب، لا يقبل الصرب الذين يعيشون في المنطقة الشمالية من كوسوفو إعلان استقلال البلاد عن صربيا الصادر في 2008 وما زالوا يرون أن عاصمتهم هي بلجراد.

 

ويشكل ذوو الأصول الألبانية أكثر من 90 بالمئة من السكان في كوسوفو بينما يشكل الصرب أغلبية في المنطقة الشمالية فحسب.

 

 تاريخ الصراع

هذا التصعيد الخطابي الصربي ليس جديدا، إذ وضعت بلجراد، الجيش الصربي في حالة تأهب عدة مرات في السنوات الأخيرة اثر حوادث مماثلة، كان أبرزها:

 

اندلاع تصعيد خطابي بين البلدين الخريف الماضي على خلفية محاولة كوسوفو فرض غرامات على الأقلية الصربية التي لم تسجل أرقام سيارتها بأرقام الدولة.


حدوث توترات بعد إعلان استقلال كوسوفو في عام 2008 وعدم اعتراف بلغراد به وتشجيعها الأقلية الصربية على الالتزام بوفائها لصربيا


مناوشات بين جيش تحرير كوسوفو والقوات الصربية في التسعينيات تطورت لحرب وتدخل دولي لحلف الناتو لحماية الأقلية الألبانية في ١٩٩٨.


دعوات التهدئة

الدول الغربية تعاطت مع التطورات خلال اليومين الماضيين، بجدية كاملة، وأصدرت عدة بيانات لمحاولة السيطرة على وضع ونزع فتيل التصعيد.

 

الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا دعت سلطات كوسوفو إلى "التراجع الفوري عن قرارها" بنشر القوات الخاصة في الأقاليم الثلاثة.


الدول الخمس أبدت قلقها أيضا بشأن قرار صربيا رفع مستوى جاهزية قواتها المسلحة.


حلف شمال الأطلسي (الناتو) دعا المؤسسات في كوسوفو إلى خفض فوري للتصعيد وكلّ الأطراف لحل الوضع من خلال الحوار.
رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي تجاهل الضغط الغربي عبر التأكيد أنه يتفهم مخاوف الشركاء لكن أي خيار آخر سيكون بمثابة عدم الوفاء بالالتزامات الدستورية.


خطر التصعيد

وتعقيبا على الموقف الراهن، قال المحلل التشيكي الكندي المتخصص في الشؤون الدولية، ميتشل بيلفر، لـ"سكاي نيوز عربية":

غرب البلقان دائمًا على شفا صراع جديد وتتركز معظم الجهود منذ سنوات على تجميد الصراعات بدلا من حلها.


التوترات الحالية يمكن التلاعب بها بسهولة في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى لتحقيق أهداف قوة عظمى أكبر، بالنظر إلى أن صربيا حليف طويل الأمد لروسيا وكوسوفو مدينة باستقلالها للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو). ‏


يبدو أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يشجع بعض حلفاء موسكو إلى استخدام وسائل أكثر عدوانية سعيا وراء مصالحهم المحلية علما بأن روسيا ستدافع عنهم سياسيا.


ليس هناك مصلحة حقيقية في الوقت الراهن لحل التوترات وديا في إطار مستدام لذلك من السهل جدًا إشعال الصراع في غرب البلقان مرة أخرى.


موقف الغرب

حول إمكانية لعب القوى الغربية الكبرى دورا في نزع فتيل التصعيد، قال بيلفر إن القوى الأوروبية الكبرى مقيدة ومنشغلة بين ردع روسيا ومواجهة المشاكل الداخلية لذلك ليست في وضع يمكنها من تخفيف حدة أي صراع بين صربيا وكوسوفو. كما رأى أن اندلاع أي أعمال عدائية جديدة في القارة الأوروبية سيكون مدمرا من الناحيتين المادية والبشرية بالنسبة للقارة

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية