نقص اللحوم بالمجمعات الاستهلاكية.. أزمة جديدة للتموين قبل عيد الأضحى.. الحرب السودانية وارتفاع أسعار العلف أبرز الأسباب
أزمة كبيرة تشهدها وزارة التموين والتجارة الداخلية بسبب عدم توافر اللحوم السودانية بالمجمعات الاستهلاكية، والتى كانت تعتبر الملاذ الأخير للمواطنين فى الحصول على اللحوم بعد ارتفاع أسعارها بالأسواق الحرة لتتراوح ما بين 300 جنيه إلى 400 جنيه على حسب المناطق.
هذا فى الوقت الذى كان يعتمد المواطن البسيط على المجمعات الاستهلاكية للحصول على اللحوم السودانية سواء الطازجة أو المجمدة وبأسعار مناسبة لإمكاناته البسيطة كبديل للحوم البلدية باهظة السعر، فأصبحت الآن غير متوافرة، وكذلك ارتفع سعرها أكثر من 3 أضعاف تقريبا لتصل إلى 195 جنيها.
ضعف التوريد
عادل رشدى رئيس شركتى النيل والأهرام للمجمعات الاستهلاكية اعترف بالأزمة، موضحا أن هناك ضعفا كبيرا فى توريد اللحوم السودانية للمجمعات، فمتوسط التوريد يصل إلى 14 ذبيحة يوميا، والذبيحة تقسم إلى نصفين، ويتم توزيعها على حوالى 28 مجمعا فقط من إجمالى 140 مجمعا لبيع اللحوم السودانية، وهذ يمثل ضخ ضعيف جدا.
وأضاف أنه فيما تعلق بعمل شوادر لبيع الخراف والمواشى الحية بالمجمعات كما يحدث كل عام، فما زال قيد الدراسة، ولم يتم اتخاذ قرار نهائى بالأمر، لافتًا إلى أن أزمة توفر اللحوم يعود إلى سببين، الأول الحرب الدائرة فى السودان والتى أثرت على عملية التوريد المواشى إلى مصر، فضلا عن أن سعر اللحوم بالمجمعات الاستهلاكية رغم ارتفاع سعره إلى 195 جنيها للكيلو بدلا من 165 جنيها، إلا أنه ما زال لا يرضى موردى اللحوم، ويعتبر أن توريده اللحوم إلى وزارة التموين يمثل خسارة كبيرة له، فى الوقت الذى تباع اللحوم السودانية خارج المجمعات الاستهلاكية بسعر يتراوح ما بين 230 جنيها إلى 250 جنيها.
وأكد "رشدى" على توافر اللحوم المجمدة بالمجمعات الاستهلاكية، وهى لحوم من نيوزيلندا وأستراليا، مؤكدا عدم توافر اللحوم المجمدة البرازيلى بالمجمعات.
أسعار اللحوم المستوردة
وعن أسعار اللحوم المجمدة المستوردة بالمجمعات الاستهلاكية، فالكتف البتلو بالعظم 130 جنيها، كيلو الضأن المجمد 180 جنيها، وكليو الكبدة بـ140 جنيها، بينما يبلغ سعر اللحوم السودانية الطازجة والمبردة بالمجمعات الاستهلاكية لسعر 195 جنيها، بعد عدة زيادات متتالية الفترة الماضية.
وقال "رشدي" إن اللحوم المجمدة تباع بالعظم، وبالتالى تكون ثقيلة الوزن، وقد تزن القطعة نحو 2 كيلو أو 3 كيلو، وبالتالى يرتفع سعرها على المواطن الذى يحتاج إلى كيلو فقط وفقًا لإمكاناته المحدودة، واللحوم “القطع” أصبحت غير متوفرة بالمجمعات الاستهلاكية، كذلك عدم توافر اللحوم المفرومة للمواطنين.
أسعار الأعلاف
من جانبه، أرجع الدكتور إبراهيم عشماوى مساعد أول وزير التموين، ارتفاع أسعار اللحوم بالأسواق إلى ارتفاع أسعار الأعلاف، وبالتالى ارتفاع أسعار اللحوم، حيث تخطت أسعارها الـ300 جنيه للكيلو بعد زيادة أسعار الأعلاف، بالإضافة إلى وجود مستجدات إقليمية متمثلة فى الحرب الدائرة فى السودان حاليا، والتى يصعب من خلالها استمرار تدفق رؤوس الماشية السودانية التى تعاقدت عليها وزارة التموين مع شركة اتجاهات.
وتحدث "عشماوى" لـ"فيتو" عن استعدادات وزارة التموين لموسم عيد الأضحى، مؤكدا أن الحكومة تتدخل فى توفير أعلاف المواشى لزيادة حجم المعروض منها من خلال طرحها عبر البورصة السلعية، كما تدخلت وقامت بطرح الذرة الصفراء بالبورصة السلعية، والتى أدت إلى انخفاض أسعار الدواجن والبيض بشكل كبير.
وأشار إلى أن الدولة لديها أدوات وآليات للتعاطى مع الأزمة وتوفير اللحوم قبل موسم عيد الأضحى من خلال تنويع مصادر استيراد اللحوم من تشاد والصومال وتوفير الأعلاف مما سيكون له الأثر الإيجابى على الأسعار ونحن مقبلين على موسم العيد.
وأشار إلى سعى الحكومة فى الحفاظ على أسعار اللحوم لصالح الشريحة الأكبر من المستهلكين، لافتًا إلى أن وزارة التموين لديها نحو 5 آلاف رأس ماشية، بالإضافة إلى المناشئ الجديدة لاستيراد الماشية سواء من الصومال وتشاد أو جيبوتى أو دول أخرى لتوفير اللحوم خلال الفترة المقبلة.
من ناحية أخرى أكد الدكتور على المصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن هناك أزمة فعلية فى الأعلاف، أدت إلى ارتفاع أسعار اللحوم فى الأسواق، نتيجة زيادة سعر الأعلاف.
وأوضح وزير التموين، أنه من أجل السيطرة على ارتفاع أسعار الأعلاف تمت الموافقة على توريد 10 كيلو ردة على كل أردب يتم توريده من قبل الفلاح بسعر 8 جنيهات، وذلك مساهمة من الحكومة للفلاحين الذين يقومون بتربية المواشى، لتوفير احتياجاتهم من العلف لتربية المواشى.
وأشار إلى أن توفير الردة سيكون لأى مربى ماشية بسعر 8 جنيهات، موضحا أن هذا سوف يترتب عليه تراجع أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة.