في ذكرى ميلاده الـ83.. سر عادل إمام الذي حوَّله إلى «زعيم دولة الكوميديا».. حكاية طالب «الزراعة» من لجنة امتحان فرق التليفزيون المسرحية إلى رصيد ضخم من الأعمال الفنية على مدار 60 عاما
فى كلية الزراعة بدأت تلمع موهبته، وتوقع له الجميع أن يصبح ممثلا كوميديا كبيرا، فملامح وجهه وصوته وحركاته وفوق ذلك خفة ظله كلها كانت تؤهله لأن يصبح ممثلا كوميديا بارعا.
بدأ عادل إمام -الذى احتفلنا بعيد ميلاده الـ83 منذ أيام- يسعى نحو خشبة المسرح، وتقدم إلى فرق التليفزيون، وامتثل أمام لجنة الامتحان فى فرق التليفزيون المسرحية يمثل دورا استراتيجيا فأثار الضحكات، واكتشفت اللجنة روحه المرحة فانتبهت إلى مواهبه وطلبت منه تمثيل مشهد كوميدي، ولم تنتظر اللجنة حتى ينتهى من المشهد واختارته ليكون ممثلا كوميديا.
بدأ عادل إمام يتطور ويتطور فى أدائه، كانت خطواته بطيئة فى البداية وفجأة انطلق مسرعا بين الأدوار بين «البيجاما الحمراء» و«النصابين» و«غراميات عفيفي»، ثم انتقل إلى شاشة السينما فتسابق المنتجون على الفوز به فى أفلامهم، وزاد تجاوب الجمهور وتعاطفه مع الممثل الجديد أبو دم خفيف، فبدأ ظهوره فى أفلام “سيد درويش”، “كرامة زوجتى”، “مراتى مدير عام”، “البحث عن فضيحة”، وجاء فيلم “نص ساعة جواز” الذى كان فيه نجما دون أن يكون بطلا، فبالرغم من دوره الصغير إلا أنه كان الممثل الأول فى الفيلم، وكان الدوبلير الذى يتلقى الصفعات بالنيابة عن النجوم الكبار.
اشتهر عادل إمام بأنه لا يحب التقليد، وهذا هو سر نجاحه الأول، حيث لم يقلد أحدا طوال مشواره الفنى (126 فيلما و16 مسلسلا و11 مسرحية)، فهو ممثل له شخصية متفردة، وله روح خاصة يكره التقليد الأعمى للنجوم المعروفين الجدد والقدامى، هو يرى أن التقليد يقتل أي فنان موهوب ويعجل بنهايته.
60 عاما على عرش الكوميديا
"الزعيم» -كما أطلق عليه الجمهور والنقاد- صاحب مشوار امتد ستين عاما متربعا على عرش الكوميديا، ونجم الشاشة الأول جماهيريا الذى حقق أرقاما قياسية لإيرادات أفلامه ومسرحياته التى تستمر عرض الواحدة منها أكثر من سبع سنوات مثل: الواد سيد الشغال 7 سنوات، مدرسة المشاغبين 4 سنوات، شاهد ما شافش حاجة 7 سنوات أيضًا، وكذلك مسلسلاته الناجحة التى تمت إعادتها عشرات المرات مثل: «دموع فى عيون وقحة، أحلام الفتى الطائر».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وبالتوازى مع الاحتفال بعيد ميلاد عادل إمام بدأت حسابات جماعة الإخوان المسلمين في انتقاد الزعيم والسخرية من كبره فى السن وشيخوخته واحتمالية إصابته بالزهايمر، وذلك لأن عادل إمام هو الذى أعلن رفضه للتعصب والإرهاب، وقدم أفلاما تنتقد هذه الجماعات الإسلامية منها طيور الظلام، الإرهابى وغيرها، غير أن العديد من الشخصيات دافعت بقوة عن نجم مصر الكبير، حيث علق المهندس نجيب ساويرس عبر حسابه الشخصى على تويتر بقوله: «عادل إمام عظيم مصر وحبيبنا إنه بخير رغم أنف الجهلاء والحاقدين». وقال أيضًا: «كل ما أكتئب أفكر فيه فأضحك».
ومن جهته، قال الفنان نبيل الحلفاوى أيضًا: «هو موهبة من الله لإسعاد البشر»، وقالت الفنانة يسرا: «عادل إمام فنان عظيم وهو صحته زى الفل ويعيش فى هدوء وسط أبنائه وأحفاده»، كما رشحه الفنان عمرو سعد لقلادة النيل قائلا: «قدم ما يسعد الملايين وهو لا يقل قيمة عن نجيب محفوظ وزويل».
وصفه الفنان هانى رمزى بقوله: «نجم النجوم وفنان فريد من نوعه، ورمز من رموز الفن العربى وهو زعيم فى كل شيء نفخر به»، وقال عنه الفنان محيى إسماعيل: «هو زعيم وحاجة كبيرة لأنه عبر عن أحاسيس الإنسان ويستحق الزعامة»، فيما قال فتحى عبد الوهاب: «الزعيم واحش السينما وكلنا مشتاقين له فى عمل فنى جديد»، وقالت لبلبة: «عشرة العمر ورفيق المشوار وتوأم روحى»، وقالت رغدة: «لا أحد يشبهك فى فتح شهية القلوب لضحكة صافية نفتقدها فى أحلك أوقات ضيقنا يا إمام الفن ويا بدر السعادة».
وفى يوم ميلاد «الزعيم» تهدى «فيتو» النجم الكبير عادل إمام أطيب التحيات والأمنيات بطول العمر، بقدر ما أمتع ملايين المصريين والعرب على مدار 60 عاما.