رئيس التحرير
عصام كامل

فخ مدارس السيمي إنترناشيونال.. أصحاب المدارس الخاصة يرفعون أسعار المصروفات.. خبراء تربويين: النظام المستحدث ليس له جدوى تعليمية أو تربوية للطالب

طلاب أحد المدارس،
طلاب أحد المدارس، فيتو

فوجئ عدد من أولياء الأمور خلال تقديمات المدارس هذا العام بارتفاع أسعار بعض مدارس اللغات الخاصة بشكل مبالغ فيه، وتفاوت أسعارها إلى درجة كبيرة، وعند الاستفسار كانت تبريرات أصحاب ومديرى المدارس أنهم ليسوا مدرسة لغات عادية لكنهم مدرسة "سيمى إنترناشيونال"، وللتوضيح أكثر فأسعار المدارس الناشيونال تتراوح من 20 إلى 35 ألف جنيه، وأسعار المدارس الإنترناشيونال تتراوح من 70 إلى 150 ألف جنيه.

 وظهرت مدارس السيمى إنترناشيونال لتتوسط الفئة السعرية بين الناشيونال والإنترناشيونال فتجد أسعارها تتراوح من 45 إلى 60 ألف جنيه، حيث يتم فيها تدريس نفس المناهج الناشيونال العادية دون أي اختلاف باستثناء تدريس بعض الوحدات الإضافية للطلاب من مادة اللغة الإنجليزية فقط، دون الاقتراب من قريب أو بعيد من المناهج الدولية التى يتم تدريسها فى المدارس الإنترناشيونال.

نوع جديد

بدوره، أوضح محمد مصطفى الخبير التربوى أن "مدارس السيمى إنترناشيونال" تعد نوع جديد غير مألوف ظهر فى سوق المدارس المصرية الخاصة منذ أعوام قليلة وهو بدعة مصرية 100%، فأنظمة التعليم المعترف بها فى العالم كله إما أن تكون "ناشيونال" وهو التعليم الوطنى الذى تقدمه الحكومات وتتبع المنهج الذى تضعه وزارة التعليم فى كل دولة بما فيهم مصر، أو تعليم "إنترناشيونال" والذى يتبع المناهج الدولية المعتمدة كالمنهج البريطانى أو الأمريكى أو الفرنساوى.

 مشيرا إلى أنه لا يوجد نظام معتمد يسمى سيمى إنترناشونال سواء فى مصر أو خارج مصر، إنما هو مصطلح خرج علينا به بعض المستثمرين وأصحاب المدارس الخاصة لخداع أولياء الأمور وربح أموال أكثر.

وأضاف مصطفى أن نظام السيمى إنترناشيونال ظهر منذ 10 أو 12 سنة، ويقدم أي إفادة جديدة للطلاب، ومن الأفضل لأولياء الأمور الاختيار بين المدارس اللغات الناشيونال أو المدارس الإنترناشيونال، ناصحا بعدم الانخداع بالمسميات البراقة التى ليس لها أساس فى أنظمة التعليم على الإطلاق.

 موضحا أن المدارس الإنترناشونال توفر مناهج أجنبية مثل الأمريكان أو البريتش أو الـIB ولها امتحانات دولية وشهادة الثانوية بها هى شهادة خاصة معترف بها عالميا تؤهله للدراسة الجامعية فى أوروبا وأمريكا على عكس مدارس السيمى إنترناشيونال التى تتبع نفس المنهج المصرى الذى يتم تدريسه فى مدارس اللغات الناشيونال وتعطى فى النهاية شهادة الثانوية العامة المصرية العادية وليس شهادة دولية.

ومن جانبه أكد الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى وأستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس، أن أولياء الأمور دائمى فى البحث عن فرص أفضل لإلحاق أولادهم بالمدارس الأكثر تميزا، ولذلك قد يلحقون أولادهم بهذه المدارس "سيمى إنترناشونال" اعتقادا منهم بأنها تقدم فرص تعلم أفضل بينما هى لا تفرق فى الواقع عن المدارس الناشونال إلا فى بعض الوحدات والأنشطة الإضافية والتى غالبا ما تكون "للمظهر فقط"، وليس لها أي جدوى سواء تربوية أو تعليمية، مشيرا إلى أن هذا يعكس قلة الضمير لدى أصحاب تلك المدارس بل يشكل نمطا من أنماط الاحتيال الذى قد يجرمه القانون.

وأوضح الخبير التربوى فى تصريحات خاصة لفيتو، أنه يمكن تفسير إقبال أولياء الأمور على إلحاق أولادهم بتلك المدارس إلى عدة أمور منها عدم وعى أولياء الأمور بحقيقة تلك المدارس، وسعيهم إلى إلحاق أبنائهم بمدارس ذات مسميات رنانة كنوع من أنواع الوجاهة الاجتماعية، مشيرا إلى أنه هناك البعض يعتقد أن المدارس ذات المصروفات الأعلى تقدم تعليما أعلى جودة، بالإضافة إلى رغبة بعض أولياء الأمور فى تقليد أقاربهم أو أصدقائهم فى إلحاق أولادهم بتلك المدارس حتى لا يشعرون أنهم أقل منهم.

وأشار إلى أن الدعاية الجذابة لتلك المدارس، واستخدام أسماء أجنبية لوصفها مما يجذب أولياء الأمور لها، بالإضافة إلى تكاسل بعض أولياء الأمور عن سؤال الجهات الرسمية مثل الإدارات التعليمية أو المديريات التعليمية عن حقيقة تلك المدارس، وغياب الرقابة من الجهات الرسمية على تلك المدارس، مما مكنها من خداع بعض أولياء الأمور.

المناهج الحكومية

وقالت ميرفت عويس، الخبيرة التربوية، إن مدارس سيمى إنترناشيونال تقوم بتدريس نفس المناهج الحكومية ولكن باللغة الإنجليزية وإضافة مادة أخرى، مشيرة إلى أن تلك المدارس هى نفس المدارس اللغات ولا يوجد بينهم فرق كبير ولكن بمصاريف أغلى.

وأشارت إلى أن تلك المدارس ليس لها علاقة بالمدارس الإنترناشونال أو الشهادة الأمريكية، وتكون الشهادة الثانوية بها هى نفس الشهادة الحكومية التى يحصل عليها الطلاب مؤكدة أنها فلوس على الفاضى.

وتقول رضوى القطان ولية أمر لأحد الطلاب الدارسين فى مدرسة سيمى إنترناشيونال أن مصروفات المدرسة أغلى من مصروفات المدارس الناشيونال، وكل الفرق فى الدراسة أنه يتم تدريس منهج لغة إنجليزية إضافى عن المدارس الناشيونال بينما باقى المناهج والمواد تكون واحدة، لافتة إلى أنها كانت فخ كبير وقعت فيه، والحقيقة التى عايشتها أنه لا يوجد مدارس سيمى إنترناشونال إنما هى لعبة من أصحاب المدارس لرفع سعر المصروفات وهو ما تأكدت منه عندما سألت أحد العاملين فى وزارة التربية والتعليم.

بينما قالت هبه عز الدين، عضو بمجلس آباء وأمهات إحدى المدارس الخاصة أنه لا يوجد نظام أساسى اسمه سيمى إنترناشونال لافتة إلى أن هذا مسمى اخترعه أصحاب المدارس لأنهم يقوموا بتدريس منهج الحكومة بالإضافة إلى بعض الوحدات من منهج إنجليزى خارجى مثل أوكسفورد أو كامبريدج وليس الكتاب كله.

----------------------------------

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية