عاشق الموسيقى، عم محمد البورسعيدي يكرس حياته لتخليد السمسمية (فيديو وصور)
آلة السمسمية الموسيقية ألقت بسحرها على عم محمد في فترة مبكرة من حياته بنغماتها العذبة وألحانها الجذابة وكلمات الأغاني التي عبرت عن كل ما شعر به خلال فترة العدوان الثلاثي ونكسة 67، ليقرر تكريس حياته لتخليدها، والحفاظ عليها وعلى تاريخها التراثي.
اتجه محمد غالي فور إنهاء دراسته متخصصًا في النجارة إلى صناعة آلة السمسمية الموسيقية ، كما أسس مركزًا تراثيًا للفنون والثقافة ليحافظ على الآلة التي ألقت بشباكها عليه من الصغر.
السمسمية تسحر عم محمد ليكرس لها حياته
محمد غالي يتحدث عن ولهه بآلة السمسمية: "ندهتلي وكان لازم أحافظ عليها" مؤكدًا أنه أول من خصص ورشة لصناعة الآلة التي كادت أن تنسي وتنقرض نهائيًا حتي أن عازفيها كانوا يصنعونها بأيديهم لعدم توافر صانعين متخصصين.
ويحكي عم محمد عن رحلته مع السمسمية متذكرا البداية، فسمع صوتها وألحانها الفريدة التي أشعلت اهتمامه بالآلة الضخمة، وبحكم دراسته رغب في أن يصنعها بيديه، لذلك فور عودته إلى بور سعيد بدأ في حضور الأفراح التقليدية التي تستخدم السمسمية في إحيائها.
ممَّ تصنع آلة السمسمية؟
وأكد عم محمد أن السمسمية الأصلية آلة في غاية السهولة للصنع، مشيرا إلى أنها تتكون من صندوق الصوت الذي يكون مصنوعًا من الصاج ومغطي بطبقة من الجلد وخمس أوتار فقط، مضيفًا: كانت هذه البساطة هي السبب في الشعبية الكبيرة التي لاقتها الآلة الموسيقية في فترة حرب الاستنزاف لرفع الروح المعنوية للشعب والجنود حين ذاك".
وأشار غالى إلى إقامة متحف كذلك لآلة السمسمية حيث يجسد به الفرح والزفة البورسعيدي لإظهار علاقتها الوطيدة بالبحر الأبيض المتوسط وتحول شكل الآلة الموسيقية على مر العصور، مؤكدا أن أصلها يرجع لمصر الفرعونية.
السمسمية جزء من تاريخ مدن القناة
وأوضح عم محمد أنه ليس الأول الذي يحاول الحفاظ على تراث آلة السمسمية، قائلًا: في الغالب يكون تركيز معظم المهتمين بفن السمسمية على الأغاني الفلكلورية وليس الآلة نفسها والذي بدوره قد يكون عنصرا لزوال كلاهما فمن يرغب بالتعلم لن يجد المعدات المناسبة التي تساعده على استكمال الطريق الذي بدأه أجدادنا من آلاف السنين".
حرص عم محمد على إقامة ورشة لصناعة آلة السمسمية ليستطيع كل من يرغب في التعلم العثور عليها بسهولة وكذلك أنشأ متحفا يروي تاريخ الآلة على مر العصور كي لا يندثر أبدا وتستمر الأجيال القادمة في تناقله بين بعضهم البعض.
يقول عم محمد: فعند الحديث عن السمسمية نحن لا نتحدث فقط عن مجرد آلة موسيقية وإنما أداة استخدمت لتروي تاريخ بلد قد مرت بالكثير من الحروب والثورات على مر الزمان أبرزها وأشهرها فترة ١٩٥٦م أيام العدوان الثلاثي على مصر فتستطيع بسهولة لمس تأثير السمسمية على الجمهور بالأغاني الفلكلورية.
أشهر أغاني السمسمية وكتابها
ومن أشهر أغاني السمسمية في هذه الفترة هي أغنية "غني يا سمسمية" حيث تقول "غني يا سمسمية، لرصاص البندقية، ولكل إيد قوية، حاضنة زنودها المدافع، غني للمدافع، وللي وراها بيدافع، ووصي عبد الشافع، يضرب في الطلقة مية"
وأكد غالى أن "أشهر كتاب وعازفي السمسمية أناس في غاية البساطة ولكن كلماتهم البديعة والقريبة من جمهور الشعب جعلتها تتردد في كل الأحياء والأزقة، ومن ضمنهم أبو يوسف والذي كان يمتهن النقاشة كعمله الأصلي وكامل عيد الذي كتب كتاب "علم ونغم" جامعًا به كل الأغاني الوطنية في هذا الوقت".
وأوضح غالي أن كامل عيد هو أول من أنشأ لآلة السمسمية نوتة موسيقية خاصة بها، حيث كانت دائما تعزف بالسمع فقط وبدون أي ترتيب أو تلحين مسبق، مشيرا إلى أنه غير الكثير في شكلها الأصلي لتستطيع الآلة التراثية الوصول لجميع النوتات وسلبها شكلها الأصلي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.